عبدالعزيز بن سليمان آل حسين الملل شعور ينتاب المرء عندما يشعر بالفراغ الذهني وعندما لا يوجد ما يستأثر اهتمامه، فيصبح عاجزاً عن التفكير والعمل وذلك لعدم وجود الدافع المؤثر للحركة بسبب التمسك بالروتين في الحياة اليومية، والتي قد يكون أيضاً من مسبباته شعور المرء بأنه محاصر وكأنما قد عزل في زنزانة انفرادية، فيبدأ التذمر والتشكي حتى يصل إلى ما يسمى عندنا "الطفش". بعدها تأتي ثورة الغضب من الواقع الذي يعيشه الفرد مما قد يؤثر على سلوكياته وقد يؤدي في كثير من الأحيان إلى أن ينحى بالفرد لانحرافات سلوكية يكون للشيطان دور في إشعالها وخاصة لدى المراهقين. يقول أحد المختصين: "إن السأم العصابي حالة من التوتر يفتقد فيها المرء الهدف الغريزي، ومن ثم يسعى إلى موضوع، لا ليستعمله في إشباع دوافعه الغريزية، ولكن طلبا لمساعدته على أن يعثر له على الهدف الغريزي الذي ينقصه". هو يعرف أنه يريد شيئا، ولكنه لا يعرف كيف يتم تحقيقه أو كيف يتخلص منه ذهنياً، ومن ثم ينتابه القلق ويعتوره الغضب، والغضب والقلق مرادفان للسأم. يقول كثير من علماء النفس: إن الإنسان بيديه أن يدير ظهره للملل نهائيا وذلك بأن ينشغل دائما بهدف حقيقي ومحدد ومدروس يسعى إليه بجدية وحماس ولا تفتر عزيمته أبدا، ومانعانيه في مجتمعنا من تذمر كثير من الشباب من ما يسمونه الملل من الروتين اليومي وخاصة الفتيات تجد أن ما ذكرناه ينطبق على كثير من الحالات. ومع ذلك فمجال التخلص من الملل متوفر وعبر أكثر من وسيلة لا أقوله نرجسية بل واقعا ولو تفكرنا قليلاً وبكل جد فيه لوجدنا أن حفظ كتاب الله وأن الانشغال بالقراءة وأن تعلم اللغات والاستفادة من الدورات والدروس في شتى الفنون كلها طرق سهلة وميسرة وبسيطة وخاصة أن أكثر الشباب لديهم إنترنت ولابتوب وجوال فلا عذر لمن تجاهل هذه الفرص إلا لمن يبحث عن مبررات !!! وهنا أنا لا أتحدث عن دور الجهات الحكومية أو الخاصة في استثمار وتوضيف أوقات فراغ الشباب لخدمة دينهم ووطنهم. فالجميع يعرف ذلك وإنما نريد التركيز على دور الفرد الذي يعاني من الملل ونحاول إعانته على البحث عن سبل استثمار وقته وطرد هذا الشعور الكئيب السلبي الذي يعطل كل الحواس المنتجة. وفق الله الجميع.