الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فبالنظر في ما يسمى بمشكلات الشباب يتبين أن الأمر يحتاج إلى مزيد تأمل وتفكير هل هناك مشكلات حقيقية لدى الشباب ففي فهمي ونظري إننا حين نقول مشكلات الشباب أي مشكلات في الغالب سببها الشباب أو بسبب الشباب إما لسنهم أو لخصائصهم وصفاتهم. وهناك مشكلات متعلقة بالشباب أي تمس الشباب ولكنهم ليسوا مسؤولين عنها من الانحراف والبطالة والفراغ وذلك هي ليست مشكلات بسبب الشباب كما أنها ليست مشكلات ولكنها أثار أو أعراض لأسباب أو مسببات. ولهذا فإن النظر عندي ينبغي أن يتوجه إلى واقع الأمة و حالها وأسباب ضعفها فالشباب أثر من هذا ا لضعف ونتاج من نتائج الخلل في بعض المقومات أو الأنظمة والمناهج والسياسات. فما يسمى بدول العالم البحث في مشكلاته ليست في أنواع المجتمع من شباب وأطفال وكبار ورجاء ونساء. ولكن الخلل الكبير في أنظمة هذه الدول وقوانينها ومناهجها وصلاح السياسات المتبعة فيها. من عدالة وحرية منضبطة ومناهج تعليم مستقيمة ونزاهة مالية وشفافية ونحو ذلك. فمن المعلوم جزماً أن صلاح هذه الميادين واستقامتها سوف يزيل كثيراً مما يطرح على أنه مشكلات للشباب أو مشكلات للمرأة أو مشكلات للأطفال أو غير ذلك. أنا لا أقول أنه لا توجد مشكلات لدى هذه الشرائح من المجتمع. ولكنها مشكلات يسهل علاجها كما يسهل تشخيصها إذا صلحت المناهج والأنظمة والسياسات. ولأضرب مثلا صغيراً كبيراً قريباً بعيداً وهو مشكلة التدخين فمعلوم أن في العالم الثالث التوعية قائمة على قدم وساق ولجان مكافحة التدخين لا تفتر وعيادات التدخين منتشرة انتشاراً معقولاً واتخاذ إجراءات كثيرة لا تعدو أن تكون توعية إرشادية تطوعية بينما لا توجد أنظمة صارمة ولا توجد مناطق مخصصة محدودة يسمح فيها التدخين ناهيك بالصرامة مع مروجي التدخين من الشركات والباعة في حق الأطفال والصغار. بل مواصفات التدخين الذي يروج في العالم الثالث يختلف عنه لدى العالم المتقدم. فهذه صورة مما أرى أن نتأملها لنعطي تشخيصاً أكثر وتحديداً أدق لما ينبغي أن يسم مشكلة مما لا يسمى. ومن هنا فإنني سوف اقصر كلمتي على مسائل أرها أنها أكثر التصاقاً بالشباب لو أقيمت على وجهها لتغير مسار النظر في الشباب ولتغيرت الآثار. أي إنها مطلوبة من الشباب مباشرة أو ذات تأثير مباشر في تكوين الشباب وتوجيههم. وهي ليست مسائل حاصرة ولكنها تمثل في نظري عناصر كبرى يدخل غيرها فيها أو قد تأخذ لدى آخرين أسماء غير هذه الأسماء وهذه المسائل والعناصر تنتظم ما يلي: الإيمان، الهمة، الإدارة، الموهبة والمكبة، الحماس، الملل، العلم، العلم والعمل، لإعلام والتعليم، الإيمان: وتجسد في: اليقين والتوكل والاستعانة بالله، وليلها: أحرص على ما ينفعك واستعن بالله، أعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، أن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، حفظ الله بحفظ حدوده، أما فعل السبب الذي هو قرين التوكل فيتجلى فيما سوف يأتي من عناصر. * الهمة: علو الهمة: لا يتحقق علو الهمة إلا بصرامة العزيمة بحيث يفرغ الفؤاد عن الشهوات القريبة والعواطف السريعة. فالشهوات والعواطف وحب الراحة وإيثار اللذات هو الذي يسقط الهمم ويفتر العزائم فكم ترى من شباب يتساوون في نباهة الذهن وذكاء العقل وقوة البصيرة ومن ثم فإن قوي الإرادة فيهم وعال الهمة منهم ونفاذ العزيمة هو الكاسب المتفوق يجد ما لا يجدونه ويبلغ من المحامد والمراتب ما لا يبلغون. بل إن بعض الشباب قد يكون اقل إمكانات واضعف وسائل ولكن يفوق غيره بقوة الإرادة وعلو الهمة والإصرار على الإقدام والهمة العالية لا تزال بصاحبها متمسكاً بحبال الترقي صعداً في مراتب الكمال مبتعداً عن مواقف الذل والرضا بالدون. وفي مقارنة بين الهمة والإرادة فقد قال أهل العلم إن الهمة من الهم وهو مبدأ الإرادة والهمة نهاية الإرادة فالهم مبدؤها والهمة نهايتها وعلو الهمة في حقيقته هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور وطلب المراتب السامية والتضحية بالوقت وما يملك وبذل ما يمكن من غير امتنان ولا اعتداد وطريق العلا قليلة الإيناس والهمة العالية تأخذ بصاحبها حتى تبدله بالخمول نباهة وبالحطة رفعة وبالتبعية شجاعة وإقداماً. روي عن عمر رضي الله عنه قال: لا تصغرن همكم فاني لم أر اقعد عن المكرمات من صغر الهم. ويقول سعيد بن العاص:ما شاتمت أحداً منذ كنت رجلاً لأني لم أشاتم إلا أحد رجلين إما كريم فانا أحق أن أجلّه وإما لئيم فانا أولى انه ارفع نفسي عنه. وقال بعض الحكماء: الهمة رأية الجد وعلو الهمة بذر النعمة. وقال حكيم: اياك والسآمة في طلب الامور فتقذفك الرجال خلف اعقابها. • الإرادة: الارادة: يجب ان تكون ارادة الشاب تحت سلطان دينه وعقله وليس عبداً لشهواته فتعس عبدالدينار وعبدالدرهم. ويقترن الحديث عن الارادة قوة الارادة وهذا هو المقصود وهي تهيؤ القلب والعقل معا بعزم واصرار للقيام بالعمل المرغوب فيه او الكف عما لا يرغب فيه ويتجلى ذلك في جانب الفعل بالمبادرة بتفعيل كل خير وكل مستحسن بسلوك مسلك الجد والحزم والنظام في العمل. وفي جانب الكف تتجلى قوة الارادة في نهي النفس عن الهوى وكبح جماحها عند الغضب وتلقي بالمبادرة بالصبر وعدم الحزن على ما فات يضم الى ذلك التفاؤل والبعد عن الضيق والتبرم والتشاؤم. فجميع ملكات الانسان تكون في خمول حتى تحركها الارادة وتبعثها فقوة عقل الفكر وذكاء العامل وقوة العضلات كل هذه القوى لا اثر لها ما لم تدفعها قوة الارادة وكلها لا قيمة لها ما لم تحولها الارادة الى عمل. والمرء ذو الارادة القوية يقدم على ما قصد مهما كلفه من المشاق ولا ترده العقبات. وهذه الارادة القوية هي -إذن الله- سر النجاح وهي عنوان عظماء الرجال فصاحبها يركب الصعب والذلول لتحقيق المطلوب. • المواهب والملكة: (كل ميسر لما خلق له) من اهم القضايا والمسائل التي يجب النظر بها ونحن ننظر في الشباب ومشكلاتهم: العلم بما اقتضته سنة الله وحكمته من اختلاف النفوس في استعداداتها ومواهبها فينشأ وليدان في مهد واحد وبيت واحد وبيئة واحدة وتختلف مواهبها وملكاتهما وقدراتهما واستعداداتهما. ان المجتمع ينتظم اطيافاً متعددة متنوعة واسعة متفاوتة في تدينها وثقافتها وجديتها ودوافعها ورغباتها واهدافها وقدراتها العلمية والفكرية مما يحتم ان يتعامل معها جميعاً ويهتم بها جميعاً فتتنوع الاهداف والوسائل والفرص والجهود حسب كل فئة من اجل ان ينجح الجميع وينتفع الجميع وينفع الجميع. كل ميسر لما خلق له فمن الناس من يفتح الله عليه في احياء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في حكمة ورفق وآخر عالم نذر نفسه للطلاب في جد وجهد لا يقدر عليه غيره وآخر في ميدان الدعوة الى الله في بلاد الله طولاً وعرضاً يخاطب اصناف الناس وآخر في بذل الاحسان والصدقات والتبرعات وآخر في المشاريع الخيرية وآخر في توعية الجاليات ناهيكم بالوان النشاطات التجارية والاقتصادية ثم ناهيكم بمن يعمل في الطب والهندسة والصناعة والادارة والسياسة وكل انواع المباحات من الوظائف والاعمال والمهن والحرف اليدوية. الناس -حفظكم الله- يتفاوتون في المواهب والملكات والقدرات الاخيرة والتجربة والروح والحيوية في التربية والنشأة في العلم والرأس وفي دروس الحياة ودروبها. فعلينا ان نتعلم ان نقبل من الناس ما جبلوا عليه وما فطروا عليه. حسن للمرء ان ينظر فيما جبل الله علي الناس من خصائص ومواهب من اجل توظيفها وتسديدها بدلاً من نقدها واستنقاصها ونقدها وتجريحها. وقد نبه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الى ذلك وهو يصف اصحابه حسب مواهبهم واستعداداتهم وخصائصهم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر رضي الله عنه:«يا أبي ذر اني اراك ضعيفا واني احب لك ما احب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم». كما يقول عليه الصلاة والسلام في معرفته باصحابه رضوان الله عليهم وخصائصهم وطبائعهم:»ارحم أمتي بأمتي ابوبكر واشدها امر الله عمر واصدقها حياءً عثمان واقرؤها لكتاب أبي بن كعب وافرضهم زيد بن ثابت واعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ولكل أمة أمين وأمين هذه الامة ابو عبيدة» اخرجه الترمذي قال حديث حسن. ويقول معاوية رضي الله عنه لصعصعة بن صوحان: صف لي الناس فقال خلق الناس أصنافاً فطائفة للعبادة وطائفة للتجارة وطائفة خطباء وطائفة للبأس والنجدة ورجرجة فيما بين ذلك يدرون الماء ويغلون السعر ويضيعون الطريق. • الحماس: الحماس من خصائص الشباب في الغالب وهو أمر حسن ودافع مثمر إذا تم ضبطه والحماس المبالغ فيه يقود الى تجاهل الآراء والآخرين والغاء حق المخالفة والنظر الى كثير من الامور من زاوية واحدة حادة. الحماس ونقص الخبرة يقود الى اختزال الأمور المعقدة ويحسب أن الصرامة في إدارة الأمور كفيلة في التغيير أو كافية في الإصلاح وتحقيق الأهداف، وحينما يكون الحديث عن الحماس والاندفاع يتبادر النظر والتفكير إلى الانتقال إلى الشباب وعنفوانه وفوران عاطفته. الشباب يصاحبه الاندفاع وحداثة التجربة وقلة الخبرة. والشباب يميل إلى الحلول الصارمة والمواقف الحاسمة والشدة في طرح الرأي والجزم بالتمسك به. الشباب لقلة خبرته يرى أن رأيه حق قاطع جازم لا يقبل التفكير والنقاش. كل الأمور تحتاج الى حماس واندفاع ولكنها تحتاج مع ذلك إلى الأفق الواسع والقدرة على التعامل مع المواقف والقضايا والموضوعات برؤية وروية. فالحماس وحده ليس منفردا بحل المشكلة ومعالجة القضية. بعض المتابعين والمتحمسين والمندفعين قد يرى أن العلاج في بتر العضو او ابعاد هذا المقصر عن المدرسة أو فصله من هذه المؤسسة او اقالته من الادارة ولكن هذا اذا فصلته أبعدته عن المجتمع؟. كم هو جميل ان يعلم الناس شبابعهم ومربوهم وأصحاب القرار فيهم ومفكروهم ان الأمور فيها من التداخل والتشابك ما يجعل الحماس منضبطا والتلاوم رشيدا والتفكير مستقيما والعقل متزنا وهذا ينقل المتأمل الى التنبيه الى قضية محورية او حجر الزاوية في المسألة وهو حذر الأب والمعلم والمربي والمسؤول ان يربي أو يوجه من تحت يده على رؤية أحادية صارمة بل ينبغي أن يتربى على سعة الأفق وقبول الرأي الآخر وإن لم يكن كذلك او يحصل ذلك فلا يلام الآخرون إن كانوا أكثر حدة واشد ضيقا. • الملل: ومن العجيب أن صاحب الحماس كثيرا ما يكون عجلا ملولا ورأيت إفراد الملل بكلمة لأهميته وحين يحل الملل يضعف الأداء ويقل الحماس ويضطرب التفاعل. حين يحل الملل يبرز التبرم وتنتشر الشكوى ومن ثم يضرب الإحباط بكلكله وتوهن العزائم وتظلم مسالك الحياة. حين يستفحل الملل يتوقف المصاب به عن تطوير نفسه فلا يتابع الجديد ولا يتفاعل مع برامج التطوير والتدريب وحينئذ يتوقف الإبداع. وأخطر ما في الملل تسويغه فيبحث الملول عن اسباب لتبرير مواقفه ومن ثم التصريح بالتبرم ورفع الصوت بالشكوى وتثبيط الهمم وارتفاع روح النقد والوقوف عند المثالب وغلبة روح التشاؤوم. ولو ذهبت لبحث حصول الملل لوجدت ان ذلك يعود لعدة أسباب منها: غياب الهدف من العلم والعمل، واليأس من الإصلاح والنجاح، الانتاجية لدى الملول، لأن الإنتاج يدعو الى الإقدام والاقبال على العمل والدأب فيه والرقابة وعدم التغيير. انظر حال الانسان مع الطعام لو داوم على نوع من الطعام لظهر عليه الملل بل قد يتحول إلى كراهية هذا الطعام ومثله ملازمة أسلوب أو نمط واحد في العمل. والمرء هو المسؤول عن كسر السآمة والملل ومن هنا فينبغي التعاون من الجميع في البيت والمدرسة والدوائر في العمل من اجل كسر هذا الملل وإيقاظ الحماس وبعث النشاط. ومن علامة الملل واليأس الحديث عن الماضي وبهجته وأهله وتميزهم وإن كان هذا حقا أو فيه حق كثير ولكن سوف يكون ماضيا وسوف يتحدث الملول عن هذه الحاضر بمثل ما يتحدثون عن الماضي. العلم والعمل: العلوم ما وضعت إلا لتهدي إلى العمل فلا شرف لها في نفسها وانما شرفها بما يترتب عليها من عمل صالح وأثر حسن. ولا أحب أن ادخل في جلد الذات فهذا ما لاح أحب التعرض له والاشتغال به فهو نوع من العجز والاسقاط. لكنني أحب أن اذكر واقعا مشاهدا مع الاسف في كثير من الدول الموسومة بالعالم الثالث وهو افتراق التعليم عن العمل أي بعد ما يتلقاه الطالب ويتعلمه عما يفيده في حياته العملية وعدم العمل بالعلم فكم من شباب وناشئة درسوا من العلوم التجريبية ما درسوا ثم لم ينفعوا بلادهم في معامل ولا مصانع. أي انه لابد من اقترا العمل بالعمل. وفي قاعدة قاعدة لابد ان من علم خيرا ان بيادر الى فعله ومن علم شرا فليبادر بالحذر منه او الاقتراب منه. وما يحي العلو ولا يبعث الهمم ولا يقوي العزائم ويوقظ التفكير الا المبادرة بالعمل بما حصله المرء منه علم نافع. يقول بعض السلف: كنا نستعين على حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمل بها. بل قدوتنا الاوائل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه رضوان الله عليهم فهم لم يجاوزوا عشر آيات من القرآن الكريم حتى يعملوا بها. ويقول بعض الحكماء: اذا أردت الاستفادة من النصائح المكتوبة والمسموعة فجربها واعمل بها فإن لم تفعل فإن نصيبك نسيانها. الإعلام والتعليم في هذا العنصر يجب ان يكون الانسجام التام بين ما يتلقاه المتعلم ولاسيما الناشئة والشباب في بيته وسوقه ومدرسته مع ما يراه ويسمعه ويقرأه في وسائل الاعلام. مع العلم بان سماء الدنيا في العصر الحاضر مليسئة بالهوائيات والقنوات إضافة إلى شبكات المعلومات مما لا يمكن السيطرة عليه هذا امر معلوم. لكن الاعلام الموجود ان صح التعبير الرسمي أو شبه الرسمي له تأثيره وحضوره مما لا ينكر ولا سيما إذا كانت هناك توعية في ضبط ذلك فيالبيت والمدرسة والمؤسسات التربوية. ويمكن ضبط ذلك من خلال: اعتماد برامج إعلامية وثقافية فعالة لمواجهة التحديات. ان علاقة الشراكة بين الاعلام والمجتمعات أضحت علاقة تكوينية لتوجهات المتواصلين معه وهذا لتواصل رجع صدى لما يطرح فيه من جوانب فكرية وسلوكية، ولذلك فهو نافذة يبصر من خلالها المجتمع الواحد ما لدى المجتمعات الأخرى، بل تولد عن ذلك الأعراف بين المجتمعات مع تباعد جغرافي يلحظ ذلك كل راصد للمؤشرات الاجتماعية. كما ان وجود الفجوات بين مؤسسة التعليم والتربية وبين مؤسسة الاعلام الموجه يحدث عائقاً في مسيرة العلاج والحلول لمشاكل الشباب، وهذا يستوجب مد الجسور بين مرافق التأثير والتوجيه في المجتمع لصناعة مشاريع وقائية وتدابير علاجية حول الانحرافات الموجهة لصفوف الشباب. يعطي الواقع الإعلامي والثقافي العربي صورة يمكن التعبير عنها ب«غياب الخطط الثقافية» واستناد الاعلام العربي في معظم أحواله إلى البرامج الأجنبية غربية وغيرها خاصة قطاع التليفزيون. ان هذا قد اثر بصورة سلبية وخطيرة على ثقافة الشباب في الوقت الذي لم توجد خطوط دفاع أو ارضيات صلبة (تحصين ومناعة) لمواجهة الغزو الثقافي، ان الأفكار الثقافية تتسرب ببطء إلى نفوس الشباب وعقولهم فتتركهم فريسة للاوهام والاحان والاغتراب، وفي حال عدم قدرة أي امة على تحصين شبابها سيكون مصيهرا التبعية وربما الهلال وبخاصة الغزو الهائل من المعلومات المضللة وانتشار وتطور الاتصالات ولا سيما الفضائية التي دخلت معظم البيوت العربية دون استئذان. وثمة مقترحات في هذا الجانب منها: - التعاون مع الاعلام في تكثيف البرامج التعليمية مع ملاحظة تطويرها وتقديمها بأسلوب غير ممل مع الحرص على جذب المشاهد. - تنمية العلاقة العامة بين المدرسة والمجتمع المحلي والاعلام. - تنشيط الدرو الإعلامي للمحاضن التعليمية والتربوية. - تأصيل الجانب الديني لدى الشباب عبر وسائل الاعلام. - تشجيع القطاع الخاص على الاسهام في سد حاجات المجتمع العلمية والتعليمية بدلاً من خروج الشباب لتلقي التعليم خارج المملكة. - نقل مناشط المدارس والمؤسسات التعليمية وفعالياتها على التلفاز. - مناقشة هموم الشباب التربوية عبر القنوات التعليمية. - توسيع دور الاعلام في التواصل بين المؤسسة التعليمية والمجتمع: المدرسة - مشكلات الشباب - مشكلات الاسرة. * وثمة عوامل أخرى مهمة ولكنها قد لا تكون بالمنزلة الرئيسة كالعناصر والعوامل التي ذكرتها وذلك: - تقدير النوابغ ورعاية المواهب، المربون الافذاذ والمعلون القدوة، التشجيع، التوجيه السليم، التجافي عن الترف والنعيم، قبول النقد الهادف والنصيحة النصوح، سعة الافق، الصدق والوضوح والبعد عن النفاق والمداهنة، استشعار المسؤولية. هذه أفكار وخواطر في موضوع الشباب أرجو ان يكون فيها ما يفيد، والموضوع واسع متشعب بل هذا المؤتمر الكريم مع اهميته وأهمية ما قدم فيه هو اسهام كريم في الموضوع. والله ولي التوفيق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته • رئيس مجلس القضاء الأعلى