مناطق بني مالك الحجاز الواقعة في جنوب محافظة الطائف على بعد 140كيلو مترا جنوباً، وتضم أكثر من 500 قرية، جزء منها في السراة والجزء الآخر في تهامة، لذا فهي جديرة بأن تحتل موقعًا متميزًا في الجذب السياحي، بما تملكه من طبيعة خلابة، ومعالم سياحية وتاريخية أثرية كثيرة؛ فهي تتمتع بجوٍّ معتدلٍ، وفيها الجبال، والشلالات، والوديان، كما تشهد تنوعًا في الحياة البرية والنباتية، فضلاً عن غناها بالموارد الطبيعية والمحاصيل الزراعية والفواكه. ومن معالمها السياحية الطبيعية، مرتفعات السراة، وجبل إبراهيم، وجبل بيضان، كما تزخر بالحصون والقلاع الأثرية التي يستقر معظمها فوق رؤوس الجبال؛ كحصون القريع وبجيلة، وبني سعد. كما تحفل بالأسواق الشعبية القديمة، كسوق الأربعاء، وسوق صيادة الشعبي، وغيرها من الأسواق التي تُقام في أيام معينة أسبوعياً. وتنتشر في مناطق بني مالك أنواع مختلفة من الأشجار، مثل أشجار العرعر، والزيتون، فضلا عن الفواكه المتنوعة، فتجدون فيها أجود أنواع العنب، والرمان، والتين والخوخ، ... إلخ، ولا ننسى عسل السدر عالي الجودة الذي تتميز به مناطقهم. كُل هذه النِّعم التي حباها اللهُ مناطقَ بني مالك الحجاز، تدعونا للحفاظ على النعمة واستثمارها، والترويج السياحي داخليا وخارجيا، والحرص على توفير كافة الخدمات التي تسهل على المواطنين والزائرين أمورهم، وتكون دافعًا لتعزيز الجذب السياحي لتلك المناطق، بما يدعم رؤية المملكة 2030، ويفتح آفاقا جديدة للتنمية ودعم الاقتصاد بصورة لا تعتمد على الريع النفطي وحده. إنني واثق من أنَّ بلادنا تسعى لتحقيق أقصى ما تستطيع لرفاهة المواطنين والمقيمين ببلادنا، كما أنها تسعى لنشر الخدمات بكافة أرجاء المملكة، ونحن بدورنا نلقي الضوء، ونضع بين أيدي المسؤولين أصداء قاطني مناطق بني مالك الحجاز، الداعية لتزويدهم بمزيد من الخدمات، وقدرٍ أكبر من الترويج والدعم، وإبراز تلك المناطق على الخريطة السياحية والأثرية والتعريف بها إعلاميًا وثقافيا وحضاريًا. ويستطيع الزائر لمناطق بني مالك الحجاز أن يتبين ما تحتاجه من خدمات في تمهيد الطُّرُق، وتعبيدها، وتوفير شبكة مياه للمنازل، كما سيتبين له العجز في الخدمة التعليمية المقدّمة خاصة في التعليم العالي بفروع الطلاب والطالبات، كما يعاني كثيرون من قلة منافذ الخدمات المصرفية، ومكاتب الإدارات الحكومية الخدمية كالأحوال المدنية و الجوازات ومكتب العمل والبنك الزراعي وبنك التسليف وكذلك البنك العقاري ويطالبون - أيضًا - بمزيد من الاهتمام بمناطقهم الأثرية، والحفاظ عليها من الضياع والاندثار بتوفير الصيانة اللازمة لمواقعها الأثرية لئلا تفسدها عوامل الزمن، والنسيان. حفظَ الله بلادنا، وسدَّدَ قادتها، وزادها رفعةً وازدهارا.