قدم العرب منذ القدم صياغة موجزة ومنقحة بشكل دقيق الى عامة الناس من واقع تجربة وممارسة يستفيد منها الآخر ويعلمها الأجيال التي تليه فكان المثل والحكمة نتاج هذه التجارب ويعد المثل مفهوم تجربة معينة لحدث أو قصة وأحياناً تكون صياغة تحكي تجارب وخبرات الآخرين وتقدم للأجيال من باب توارث المعرفة وهي أقوال صغيرة ذات إيقاع لغوي قصير ولها دلالة أوسع من نقل الخبرة فيرتقي في بعض الأحيان الى الحكمة والتي تعد حروفها من ذهب كونها نصيحة تقدم على طبق من ذهب للأجيال وتعتبر مبلورة لسلوك مثالي يوافق قيم المجتمعات. ومن الأمثال ما تمت صياغته بمسميات او عناصر المكان الذي وقع فيه الحدث وأحيانا يرتبط مسمى الشخص بعنصر ما ومن ذلك قولهم (زمة غليص) وقد لا يعرف معنى المثل الا بعد تفسيره ولكنه متعارف عليه ويقال عندما يكون هناك شخص تريد تقديم المعونة له ثم يكون ذلك الشخص مصدر أذى لك. وبعض الأمثال تصاغ بطريقة الترادف اللغوي لتسهيلها على المتلقي ويرتقي المثل الى مستوى السلوك النموذجي في حالات عدة وبعضها يدمج معها قصص خرافية او غير واقعية لتدعيمه وهي في كل الأحيان صياغة مختصرة لتجربة مفيدة ويستفاد منها في رسائل النصح والتوجيه وتعتبر مدعمة للجملة التوجيهية وغالباً ما يدخلها المتحدث لدعم الرأي وكأنها تصويب له. ومن الأمثال والحكم ما يكون مصدره القصيدة ويأتي ذلك في قصائد النصح وينتخب المثل من شطر بيت بهدف تأييد موقف الشخص وان ما يقوم به ليس حالة خاصة به بل انها شاملة لمن يواجه مثل هذا الموقف ومن ذلك قول الشاعر: كم واحد له غاية ما هرجها يكنها لو هو للأدنين محتاج ومن واقع الأهمية الإرشادية واللغوية للمثل عكف بعض المهتمين على تدوينها ونقد صياغة البعض منها وخصوصاً ما كان يواكب مواقف معينة لها زمانها ومكانها.