سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاحتفال في جنين بتسليم اللاجئين مفاتيح 435 منزلاً شيدت ضمن المشروع الإماراتي لإعادة إعمار المخيم شيدت بإشراف وكالة «الأنروا» ووصلت تكلفتها 72 مليون دولار
بعد شهور طويلة من التأخير والعراقيل، احتفل في مخيم جنين أمس بتسليم مفاتيح المنازل التي اعيد انشاؤها، ضمن مشروع اعمار المخيم، بتبرع سخي من المرحوم الشيخ زايد ال نهيان مؤسس ورئيس دولة الامارات العربية. وقام الشيخ خليفة ناصر السويدي رئيس جمعية الهلال الاحمر الامارتي الجهة الوسطية برفقة بيتر هانسن المفوض العام لوكالة الغوث الدولية « الانروا» الجهة التي تولت الاشراف على تنفيذ المشروع، بتسليم مفاتيح المنازل الجديدة الى غالبية الاسر البالغة 435، والتي كانت فقدت منازلها في العدوان الاسرائيلي الهمجي على المخيم في نيسان 2002 ضمن الحملة الاجرامية التي اطلق عليها «السور الواقي»، وتم خلالها اعادة احتلال مناطق السلطة الفلسطينية. وقد اسفر العدوان في حينه الى جانب ايقاع عشرات الضحايا ومئات الجرحى الى تسوية اجزاء كبيرة من المخيم بالارض، حيث دمر ما يزيد عن الفي منزل كليا وجزئيا وشردت مئات العائلات. وحضر حفل التسليم الذي جرى في المخيم أمس الى جانب مسؤولي الهلال الاحمر الاماراتي ووكالة الغوث مندوبون عن ادراة التنمية الدولية البريطانية التي وفرت فريق ادارة المشروع والذي قتل مديره السابق ايان هوك، في 22 نوفمبر 2002 برصاص قوات الاحتلال اثناء تواجده في مكتبه خلال احد الاجتياحات التالية للمخيم. وفي كلمته، اشاد هانسن بجهود الاغاثة الموجهة نحو مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في جنين لاعادة بناء منازلهم. وقال انها تعد اكبر مشروع انساني يتم على الارض الفلسطينية المحتلة منذ اندلاع الانتفاضة. واضاف: لقد تجمع المانحون الدوليون من مختلف المشارب والمقاصد من شتى انحاء الارض من اجل الاستفادة من خبرات الانروا بغية اجراء تغيير جوهري في حياة سكان يعانون اشد المعاناة. كما اثنى على حكومتي السويد وسويسرا لتأمينهما فرق خبراء المتفجرات التي ساعدت في ازالة الالغام وتأمين وصول المعونة الانسانية ومواد البناء الى المخيم. وقد بلغت قمية الدعم الذي قدمته دولة الامارات العربية من خلال جميعة الهلال الاحمر الاماراتي الفاعلة في الاراضي الفلسطينية منذ سنوات 27 مليون دولار، حيث تولت الانروا الاشراف على المشروع والذي تضمن اعادة بناء المنازل المدمرة وترميم تلك التي لحقت بها اضرار متفاوتة خلال العدوان الاسرائيلي. يشار الى ان المنازل التي اعيد بناؤها في المخيم (435) تبلغ مساحتها 17000 متر مربع تم تدميرها داخل حدود المخيم، الى جانب 14000 متر مربع اخرى تم بناؤها على قطعة ارض جديدة اشترتها جمعية الهلال الاماراتية خارج نطاق المخيم. من جانبه، وجه محافظ جنين قدورة موسى شكره العميق لدولة الامارات ودول الخليج العربي على الدعم الذي قدمته وتقدمه للشعب الفلسطيني للتخفيف من معاناته في ظل ما يتعرض له من عدوان . واشار موسى الى ان العمل سيتواصل من اجل الانتهاء من بناء 19 بيتا اخرى لم تستكمل بعد، الى جانب مشروع مسجد الشيخ زايد، مشيرا في الوقت ذاته الى أن المرحلة الماضية شملت اعادة اصلاح 2460 منزلا لحقت بها اضرار عدا المنازل التي دمرت كليا. يشار الى ان عدد شهداء المخيم بلغ خلال العدوان الكبير 64 شهيدا غالبيتهم من المدنيين، الى جانب مئات الجرحى والاف المشردين. وقد قتل خلال التصدي البطولي للمحتلين من قبل ابناء المخيم والمقاومة نحو 30 من جنود الاحتلال الى جانب اصابة العشرات بجراح. وقد شمل المشروع اعادة تأهيل البنى التحتية بما في ذلك الطرق وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وذلك وفق معايير التخطيط الحديث وليس كما كانت في السابق، فيما سيتواصل بناء عدد من المرافق الاجتماعية الجديدة بما في ذلك مدرسة ومركز خدمة المجتمع ومركز برنامج المرأة التابع للانروا، حيث من المقرر ان تستكمل في النصف الاول من العام 2005. كما سيجري بناء مسجد رئيسي وسط المخيم بمنحة مستقلة سيطلق عليه اسم «مسجد الشيخ زايد». واشارت وكالة الغوث الى عدد من المصاعب التي واجهت تنفيذ المشروع وفي مقدمتها الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة حيث الاغلاقات والتوغلات وحظر التجول ما ادى الى فقدان اكثر من 150 يوم عمل، الى جانب صعوبة وصول مواد النباء عبر الحواجز الاسرائيلية. كما واجه المشروع صعوبات اخرى تمثلت كما سلف بقتل مدير المشروع واقتحام مقره في اوقات لاحقة والاعتداء على مديره الجديد، اضافة الى اسباب اخرى، تتعلق بآلية عمل الشركات المنفذة وتدخلات اجتماعية من قبل بعض اللاجئين الذين احتجوا على التباطؤ في تنفيذ المشروع حيث تم التعرض لفريق المشروع بالاعتداء.