في المؤتمر الصحفي لتقديم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لاعبا جديداً في برشلونة، احتضن قميص النادي الكتلوني وأشبع شعاره بالقبلات، ثم علق على فعلته المتكررة أن هذا القميص كان حلماً أراد الوصول إليه يوماً من الأيام وتحقق، في الصيف كان الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو قد حط رحاله في برشلونة قادماً من ليفربول، وحين طلب منه أحد المصورين تقبيل شعار برشلونة اعتذر مراعاةً لمشاعر جماهير فريقه السابق وفق تبريراته، مسيرة إبراهيموفيتش انتهت سريعاً في برشلونة، في وقت مازال ماسكيرانو أحد العناصر الأساسية في الفريق الكتلوني. هذه المقارنة البسيطة هي تماماً تمثل فلسفة الهداف الكاميروني صامويل ايتو الذي يرى أن اللاعب مطالب بتقديم أفضل أداء داخل الملعب لكسب ثقة الجماهير من دون الحاجة لأن يكسبها بالعاطفة وتقبيل الشعار، فلسفة الكاميروني تحققت ميدانياً بلقب «الشامبينزليغ» في قميص انتر ميلان، بينما توقفت مسيرة إبراهيموفيتش سريعاً من دون أن يترك بصمة في «الكامب نو». كروياً يتكاثر اللاعبون الذين ينتهجون العزف على وتر العاطفة لدى الجماهير، من خلال التصاريح الممتلئة وعوداً تثبت الأيام زيفها، أو طرق احتفالهم بعد تسجيل الأهداف، فمن التصاريح المزيفة ما ذاع على لسان سيسك فابريغاس أثناء تمثيله نادي أرسنال اللندني إذ قطع الشائعات التي ربطت مستقبله بالانتقال للغريم تشيلسي، فقال مطمئناً جماهير ناديه: «لو انتقلت إلى تشيلسي لديهم الحق في قتلي»، وبعد مواسم عدة ارتدى فابريغاس قميص الغريم التقليدي لناديه السابق أرسنال. إجمالاً فإن البرتغالي لويس فيغو هو أحد أبرز الخونة كروياً إذ انتقل من برشلونة إلى الغريم الأزلي ريال مدريد، ويعتبر الأرجنتيني كارلوس تيفيز أحد الخائنين بعد انتقاله من مانشستر يونايتد إلى مانشستر سيتي، ولا يمكن أن يسقط الأسباني فرناندو توريس من قائمة الخائنين بعد انتقاله من ليفربول إلى منافسه تشيلسي، ويتصدر الفرنسي ويليام جالاس قائمة أكبر الخونة في عالم المستديرة ففي صيف 2006 هدد ناديه تشيلسي بأنه سيسجل أهدافاً في مرماه إن لم يسمحوا له بالانتقال إلى الغريم أرسنال وهو ما تحقق في حينه، وبعد مسيرة طويلة في أرسنال اتجه لتمثيل نادي توتنهام القطب الثالث في لندن ليكون من اللاعبين النادرين الذين مثلوا ثلاثة أندية في مدينة واحدة. محلياً اكتسح الاتحاد قبل مواسم عديدة غريمه الأهلي ونقل خدمات العديد من لاعبيه للقميص الأصفر مثل خالد قهوجي وإبراهيم سويد وخالد مسعد، فيما استُبدل قميص الاتحاد بقميص الأهلي العديد من اللاعبين أبرزهم الراحل محمد الخليوي وآخرهم لاعب الوسط الشاب عبدالفتاح عسيري. وفي الانتقالات بين الأندية المحلية كان محمد العويس حارس الشباب هو آخر «بائعي الكلام»، ففي إحدى البرامج التلفزيونية أجاب عن سؤال مستقبله الكروي وعقده الاحترافي بقوله: «لو تخلى عني الشباب ولم يقدموا لي عقداً جديداً سأعتزل الكرة وأرتدي قميص «الليث» وأصعد للمدرجات لتشجيعه»، لكن هذه الكلمات العاطفية كانت خالية من المصداقية، فمع بدء إدارة الشباب مفاوضات تجديد عقده اختلفت نبرة الحديث وتغيرت طريقة التعامل، فخلع قميص المشجع الشبابي وأظهر قميصاً كان يخبئه بعيداً عن أنظار الشبابيين، لذلك كان من السهل عليه أن يختبئ عن الأنظار ويقاطع تدريبات ناديه الشباب في سبيل توقيع عقده الجديد مع النادي الأهلي، وكان تصرفه خالياً من الاحترافية ومتجرداً من الوفاء، فاختار الخروج من باب خلفي محاط بالمشاكل والاتهامات بينه وبين إدارة ناديه.