منذ ما يقارب الأربعة عقود وإيران بلبوسها (الخميني) وهي تظهر وتفشي صراحة قولاً وعملاً، العداوة للمنطقة وللعرب كافة بما تمارسه من احتضان ورعاية للمارقين الإرهابيين الذين وجدت فيهم ما تبتغيه في تنفيذ لمخططاتها التوسعية بمحاولة بسط النفوذ على رقعة واسعة من المنطقة سواء بتكريس الاحتلال مثلما في الجزر الإماراتية، أو تدبير أحداث الشغب في مواسم الحج، بطرق مباشرة، وأخرى عبر مرتزقة ومجندين من دول مختلفة مع استغلال من غرر بهم من أبناء المنطقة ليكونوا منفذين لما تريد وحسب توجهاتها المستمدة من الملالي الحالمين بعودة (فارس الكبرى)، متخذين شعارات جهادية إسلامية ضد أعداء العرب والمسلمين وخاصة اليهود الذين يحتلون فلسطين، وكوّنت ما سمي بفيلق القدس، وصرحت بصراخات وهياجات بأن لا مكان لليهود في فلسطين (= صراخ وتصاريح طوال المدة التي استولى فيها الملالي على الكيان الإيراني) وقلبوا الدولة من أساسها لتكون خاضعة للولي الفقيه متخذة تعليمات العداء للجميع، حيث الكلمة والحكمة لها وحدها كما تتصور، وأنها المعيدة للحق المسلوب من المسلمين. الذي تكشف وبان بالأفعال أن إيران حمت وجندت، وأرسلت جنودها المدعمين بالمرتزقة إلى أكثر من بلد عربي تدعي صداقته، وهي تخطط للمدمرين لكي يمعنوا فتكاً وتدميراً في بلدانهم لطمس معالم الحضارة العربية والإسلامية في البلدان التاريخية التي كانت فيما مضى منطلقاً لمواجهة الفرس وغيرهم ممن ينادون ويعملون على تمزيق العرب والمسلمين لكي يكونوا أشتاتاً متفرقين يُملي عليهم ما يريده الملالي، واليوم كما الأمس القريب (= 1979) تمعن إيران في عملها لتنفيذ أحلام الخميني بتصدير الثورة، فيلق القدس يدمر سورية ومعالمها التاريخية بحجة محاربة الإرهاب، وما تفعله ويفعله أزلامها هو الإرهاب بعينه قتل ونهب وتدمير في لبنان والعراق، واليمن حيث الحليف الحوثي مع مرتزقة المخلوع الحالم أيضا بالعودة لهيمنته وعبثه بمكونات الشعب اليمني المغلوب على أمره يتلقون السلاح بأشكاله صواريخ وطائرات دون طيار وأسلحة حديثة وخبراء منها وممن يساندها، ووصلت إلى ليبيا، وغير ذلك من الدول، وكل عمل إرهابي لا بد لإيران من مشاركة سواء شورية أو تموينية، فهي تدفع وتقدم الملايين للإرهابيين وجند تنفيذ الاغتيالات، وهي هنا تسير على طريق الأوهام في أن تكون دولة كبرى كما تتخيل وما تظهره وتحاول، فبين حين وآخر تقوم بمناورات تستعرض فيها أسلحتها التي تساندها وتمدها بها دول تحاول أن تكون لها ركيزة في منطقة الشرق الأوسط كما في الماضي، وقد كان الدعم المسلح بالطيران والجنود الروس بالمشاركة مع الإيرانيين في سورية لتغيير معالمها من دولة مواجهة مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي إلى تابع ضعيف لا حول له ولا قوة، والهدف إضعاف كل دول المنطقة وخصوصا المجاورة لإسرائيل، لكي تكون في مأمن تمارس تسلطها على الأرض الفلسطينية، وتشرد الشعب لتحل مكانهم المهاجرين اليهود، فكل ما يفعل من قبل إيران هو يسير في هذا الخط الذي يمكن اليهود في الخارج أن يتوجهوا مرتاحين آمنين إلى إسرائيل لتعزز قوتها، وفيلق القدس هو الذي ينفذ ويفتك ويشرد، فالوعيد الذي كان يردده الملالي للقضاء على إسرائيل، تكشف واتضح أنه إطار حماية للكيان الصهيوني اليهودي المشارك وجدانيا مع الصفوية، في دائرة الكره للعرب والحقد عليهم، ولكن العرب وخاصة منطقة الخليج العربي تعمل بجهد بموجب تخطيط صارم ومدروس على إفشال كل الأحلام (الفارسية) وبعض الدول العربية التي تحس بمسؤوليتها تجاه الشعوب العربية كافة وما ينبغي أن تكون عليه من تآزر وتكاتف في وجه كل عدو متطاول، وهذا الأمر مرهون بحسن النوايا التي يجب أن تكون صافية بمواجهة واقعهم الراهن بلم الشمل تحت مظلة الجامعة العربية بدعمها وتفعيلها في مواجهة القضايا العربية المهمة.