عبدالمحسن بن عبدالله بن عبدالمحسن السلمان في روايات الأجداد الذين عاصروا توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس – طيب الله ثراه – الملك عبدالعزيز أل سعود الكثير من الدروس والعبر في اختيار الرجال وهو في طريقه لتحقيق أحلام وآمال شعبه، لتصبح دولته في مصاف الدول الكبرى، في هذا الحوار يتحدث لنا عبدالله بن عبدالعزيز السلمان حفيد الشيخ عبدالله عبدالمحسن السلمان عن علاقة أجداده مع الملك المؤسس.. * كيف تترجم زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لمحافظة الزلفي؟ * مما لاشك فيه أن من نعم الله الكثيرة علينا في هذا البلد الطيب. نعمة التلاحم والتواصل بين القيادة والشعب. فزيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لمحافظة الزلفي تأتي مكملة ومجسدة لاهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد بأبناء هذا الوطن وتلمس احتياجاتهم. كذلك هو نهج سار عليه ولاة امر هذه البلاد منذ المؤسس وباني وحدتها المغفور له الملك عبدالعزيز وسار على نهجه ابناؤه الملوك والأمراء.. * يعتبر جدك عبدالله بن عبدالمحسن السلمان من أشهر رجالات الزلفي والمملكة المعروفين الذين حظوا بثقة الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه – حيث تروي الوثائق والمصادر التاريخية عن علاقته بالملك المؤسس بصفتك أحد احفاده هل بالامكان ان تكشف لنا جانباً منها؟ * أنت بسؤالك هذا تعيدني للتاريخ فأستذكر حكايات الآباء والأجداد وهم يروون لنا أيامهم وقصصهم مع بداية بناء الدولة الفتية وهم يروون لنا جانباً مضيئاً وبكل عزة وولاء يروون لنا تلك العلاقات التاريخية بين أسرتي آل سعود وأسرة السلمان بالزلفي التي ستبقى تروى لجيل إثر جيل، تواصل وترابط بحبال الوفاء والولاء والتي نسج خيوطها الاجداد، تلك العلاقة الضاربة بالقدم وتزيد على مائة عام ونيف، حيث تعتبر الرسائل والوثائق من اهم الشواهد على عمق وقدم العلاقة بين الاسرتين ففي واحدة من اهم الوثائق المؤرخة بعام 1327 ه بين الملك عبدالعزيز آل سعود والجد الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن السلمان يثني عليه ويعتبره من خلالها بمثابة والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل تقديراً لمكانته وعرفاناً بجهوده أيضاً رسالة اخرى تعود لعام 1336ه من الإمام عبدالرحمن بن فيصل والد الملك عبدالعزيز إلى الجد الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن السلمان إمام وخطيب جامع الإمام فيصل بن تركي ومسؤول بيت المال آنذاك رسالة يطلب منه سد حاجة احد المواطنين من بيت المال، كما شرف جلالة الملك – رحمه الله – جدي عبدالله بمنزله في محافظة الزلفي وأقام عنده ثلاثة ايام عام 1333ه. * أيضاً جدك "عبدالمحسن" ابن عبدالله السلمان الذي يعتبر من اشهر قصاصي الأثر على مستوى الجزيرة العربية هل يحضر في بالك شيء من قصصه في هذا الشأن؟ * بعد وفاة الجد عبدالله - رحمه الله - استمر ابنه عبدالمحسن بن عبدالله بن عبدالمحسن السلمان بتولي بيت المال وتذكر الوثائق التاريخية أنه جرت مخاطبات ورسائل متبادلة ما بين الامام عبدالرحمن بن فيصل والد الملك عبدالعزيز والشيخ عبدالمحسن بن عبدالله بن عبدالمحسن في عام 1340 ه ايضاً رسالة اخرى من الملك عبدالعزيز آل سعود في عام 1342 ه، زد على ذلك ما عرف عنه ماكان يقوم به من خدمات جليلة للناس حيث كان رحمه الله من قصاصي الأثر المشهورين وكان يقوم بذلك احتساباً لله في خدمة الناس، و كانت الدولة تستعين به في حل القضايا خاصة ما يتعلق بالجنايات والسرقة كما كان يقوم بتفقد أحوال بلدته متطوعاً للحفاظ على الأمن وأفنى عمره في خدمة دينه ووطنه وابناء بلدته ومن قصصه يرحمه الله التى حفظها القاصي والداني ذلك الاستدعاء له من قبل صاحب السمو الملكي أمير الرياض أنذاك للحضور والفصل في نسب رجل قد ضاع في سنوات عمره الأربع الاولى ربته امرأة من احدى القبائل المعروفة، فلما كبر واشتد واراد الزواج فرفضوا تزويجه من بنات القبيلة واخبرته بعد ذلك المرأة بأنها ليست أمه الحقيقية، فأخذ يبحث عن أهله فادعت قبيلتان بأن لهم طفلاً ضائعاً، وفي مجلس امير الرياض طلب رحمه الله حضور افراد العائلتين من نساء واطفال وطلب كشف وجوه النساء وقام بفحصهن بشكل دقيق بعد ذلك توصل -رحمه الله- لحل المشكلة وأعاد الرجل إلى اهله، وكثيرة هي الوثائق والخطابات والرسائل بين الأسرتين لترسم صورة جميلة من صور التلاحم والوفاء بين القيادة والشعب، كذلك هناك امرأة كبيرة بالسن سرق منها مال من منزلها فتوجهت للشيخ عبدالمحسن بعد صلاة الفجر طالبة مساعدتها لإرجاع مالها فذهب -رحمه الله- إلى باب منزلها وأخذ يدقق في آثار الأقدام التي مرت حول منزلها فتأكد أن امرأة اخرى هي التي سرقت هذا المال فذهب وطرق بابها قائلاً لها فلوس هذه المرأة عندك ولازم عليك إرجاعها فأنكرت بالبداية فألح عليها فخافت واعترفت واعطته المال طالبة منه بأن يستر عليها فقام بإرجاع المال لصاحبته وستر على السارقة بعدما أخذ عليها عهداً بعدم الرجوع لذلك. عبدالله عبدالعزيز السلمان