أعلنت المملكة مشروعها الجديد للطاقة المتجددة الذي يعد أحد أهم خطواتها التنموية في طريق رفع اقتصاد الدولة وتنمية البيئة وإنعاش الاستثمار وتفعيله، واستثمرت فيه ما يقارب الخمسين مليار دولار. ويعكس الإعلان رؤية المملكة وإمكانياتها العظيمة في مجال الطاقة المتجددة، واهتمامها بالبيئة وتوفير أقل سبل الطاقة تكلفة للمواطن خاصة مع انخفاض أسعار النفط وارتفاع أسعار مصادر الطاقة التقليدية. وفي استطلاع أجرته "الرياض" حول هذا المشروع الوطني، أشار الدكتور عبدالوهاب القحطاني إلى تصريح وزير الطاقة والصناعة عن عزم المملكة في الاستثمار في الطاقة المتجددة بين 30 و50 مليار دولار بحلول 2023، الأمر الذي يدلل على التوجه الصحيح للمملكة في مجال الطاقة المتجددة والبديلة بعد أن كانت ولا تزال تعتمد بدرجة كبيرة على البترول في توليد الطاقة الكهربائية بدلاً من البدائل المتجددة المتاحة. وتابع: إن المعطيات الاقتصادية تتطلب الحديث عن الطاقة التقليدية والطاقة المتجددة لأهميتهما في رؤية المملكة 2030 والتحول 2020. ونوه القحطاني أنه على الرغم من تأخر توجه الحكومة للاستثمار في الطاقة المتجددة النظيفة، إلا أن القرار كان صائباً وفي مكانه لأن المملكة تستهلك نسبة كبيرة تقارب 25% من إنتاجها النفطي لسد الحاجة الداخلية في المملكة، ويتوقع المتخصصون في مجال الطاقة النفطية أن تزيد نسبة الحاجة للنفط التقليدي في المملكة لسد الحاجة الداخلية في مرحلة التحول ورؤية 2030. وأضاف الدكتور القحطاني أنه من الأهمية تعريف الطاقة المتجددة والحديث عن فوائدها، إذ يقصد بالطاقة المتجددة تلك التي تتولد من مصادر طبيعية وبصفة مستدامة وأن معظم مصادر الطاقات المتجددة منبعها ومصدرها الأساسي هو من الطبيعة كالإشعاع الشمسي والرياح والمياه. واستطرد عبدالوهاب القحطاني أن العالم يعتمد على ثلاث مصادر للحصول على الطاقة، وهي النفط، والشمس، والفحم الحجري، ومياه البحار، والأنهار من خلال الأمواج التي تحرك المولدات الكهربائية. ونوه عبدالوهاب القحطاني إلى أن الاستثمار في الطاقة المتجددة سيوفر نسبة كبيرة من الوظائف في المملكة ويساهم في التنويع الاستثماري في المملكة، ناهيك عن تقليل الاعتماد على النفط التقليدي في مصادر الدخل الوطني. كما شدد الدكتور أنه على الحكومة أن تستعد للتحول من الطاقة التقليدية إلى الطاقة المتجددة، قبل أن تتراجع مرة أخرى إيرادات النفط التقليدي بشكل حاد لا يساعد على ضخ الأموال اللازمة للاستثمار في مشروعات عملاقة في مجال الطاقة المتجددة الواعدة. فيما قال عضو مجلس الشورى عبدالله السعدون: إن الاستثمار في الطاقة المتجددة هو استثمار في مستقبل الطاقة فاليوم يتجه العالم إلى الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويصرف الكثير على الأبحاث والتطوير. وأوضح السعدون أن تكاليف إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية قد انخفضت بشكل غير مسبوق إلى درجة أنها صارت تنافس كل مصادر الطاقة الأخرى، مما يعني أن نراجع كل مشروعات الطاقة المتجددة وغيرها سنوياً؛ بسبب التقدم الهائل في أبحاث الطاقة الشمسية. وأشار عضو الشورى أن المملكة يجب أن تكون سباقة في مشروعات الطاقة المتجددة حتى لا تفاجأ بما يقلل من قيمة البترول ويخفض قيمته بسبب الوفرة، الأبحاث والتطوير تبقي المملكة رائدة في مجال الطاقة بكل أنواعها. عبدالوهاب القحطاني عبدالله السعدون