الحواس الخمس هي نقاط التواصل الرئيسية مع المحيط الخارجي ومن خلالها يمكن الحكم على دواخله ومن تعبيراتها يمكن معرفة الحالة النفسية الداخلية للشخص المتحدث او الصامت وتعد العين الصفحة الرئيسية الاكثر انعكاساً وتأثيراً بالحالة النفسية كما يمكن من خلالها قراءة الشخص ومعرفة ماذا يريد ونظراً لتجارب العين بما تحمله من جماليات مع المؤثرات الخارجية فقد تغزل العديد من الشعراء في جمالها وما يحيط بها فالبعض منهم وصف جمالها بطريقة ذاتية حيث أظهر النواحي الجمالية وقدرتها على السيطرة على من تنظر إليه والبعض الآخر أجزل في عملية التشبيه بعيون جميلة أخرى ومن ذلك عيون المها وعيون الحر. كما خاطبها الشعراء بأسلوب وصفي وكأنها كيان في حد ذاتها. يقول الشاعر: ياعين لاتبكين من حر الافراق هذا زمان حل فيه الأفراقي وتعد العين من مقومات الجمال فقد يغطي جمالها على بعض عيوب الوجه وتتركز جماليات العين في المنطقة العربية وبالأخص في الجزيرة العربية على شدة السواد والذي يسمى بالحور بالإضافة إلى الاتساع المقبول وطول الرموش وتركيب العين الداخلية. فالعيون منها حوراء ومنها الناعسة ومنها العسلية ويعتمد ذلك على لون عدسة العين ولقد وصف الشعراء وبأشكال عدة جمال العيون ولقد زادت البراقع جمال العيون وابرزتها فكان ملازماً لها في الوصف والبعض أشار الى ان البرقع قد تتغلب العين على لبسه. يقول احدهم: صاحبي يلبس البرقع ما هي عادة له مير اخذ سلم جيرانه وصارت طبيعه ولا تخلو القصائد الغزلية من وصف العيون وجمالها ان لم يكن وصفها من اساسيات القصيدة ويتأكد ذلك من قصائد وصف الجمال بصفة عامة. يقول الشاعر أحمد الناصر: الصاحب اللي سحر هاروت بعيونه ودي بشوفه ولكن ما تهيالي وقد جسد الشعراء في وصف بديع النواحي الجمالية في العين فالبعض يراها في اتساع العين والبعض الآخر يراها في طول الرموش وشدة الحور بها. وهكذا يقول الشاعر عبدالعزيز العيدي: بوعيون هدبها فوق خده مظله مجهمات تشاوي ريش ربد النعامي ووصف الشعراء تأثير العين وجمالها على الشخص المتذوق لجمال العيون ومن ذلك وصفها بالجيوش والعساكر لشدة تأثيرها يقول الشاعر سعد بن جدلان: يا قطاة العبيه ياهيام الذلول يا عيون النداوي يا رقبة الغزال وتبقى العين شاشة دواخل الإنسان تعكس الوجد والحب والهيام وتعبر بدموعها حالة الفراق والألم ولكنها هي الجمال ومن حورها وصفة رموشها عذاب العشاق.