اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أمس أن أفضل رد من الأوروبيين على تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حول الاتحاد الاوروبي وخروج بريطانيا من التكتل، يكمن في إظهار وحدتهم. وقال آيرولت في بروكسل لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي أن "افضل رد على مقابلة الرئيس الأميركي هو وحدة الأوروبيين"، معلقاً بذلك على تصريحات أدلى بها ترامب لصحيفتي "تايمز" البريطانية و"بيلد" الألمانية واعتبر فيها أن بريطانيا "كانت على حق" بقرارها الخروج من الاتحاد. وقال آيرولت "إن تصريحات ترامب تستوقفنا، لذلك أنتظر بفارغ الصبر أن يتولى وزير الخارجية الأميركي الذي سيخلف جون كيري، ريكس تيلرسون، مهامه على وجه السرعة حتى ألتقيه ونناقش معا كل النقاط الرئيسية"، ذاكراً من بينها مستقبل العلاقات مع روسيا والمسألة الأوكرانية ومستقبل الاتفاق النووي الأيراني. ورأى أن إدارة "شؤون العالم" تتطلب "المزيد من التنظيمات" و"التشاور" و"التعددية" و"ليس العودة إلى النزعة الوطنية وإلى سعي كل طرف لمصالحه الخاصة". من جهته صرح نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابريال أمس أن على أوروبا إبداء "الثقة" في مواجهة الانتقادات الشديدة التي وجهها دونالد ترامب. وقال غابريال وهو أيضاً وزير الاقتصاد في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية "أعتقد أن علينا نحن الأوروبيين ألا نستسلم لاحباط شديد"، مضيفاً "لا أقلل من أهمية ما يقوله ترامب، ولا سيما بشأن الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لكن إبداء القليل من الثقة سيعود علينا بالفائدة في مثل هذا الوضع". وفيما يتعلق بحلف الأطلسي أعرب وزير الخارجية الألماني شتاينماير أمس عن قلق الحلف حيال تصريحات ترامب الذي اعتبر أن الحلف "تخطاه الزمن". وقال شتاينماير عقب لقاء مع الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ وقبل اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل ان الحلف الاطلسي "تلقى بقلق تصريحات الرئيس المنتخب ترامب الذي يرى أن الحلف الأطلسي تخطاه الزمن". وتابع "سنرى ما سيكون تأثير (التصريحات) على السياسة الأميركية" مع تنصيب ترامب رسميا الجمعة. وشدد شتاينماير على أن هذا الموقف "يتعارض مع ما قاله وزير الدفاع الاميركي (المعين) خلال جلسة تثبيته في واشنطن قبل ايام قليلة فقط". وكان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب حرك أول أمس الأحد مجدداً السجالات المحيطة به منذ ترشحه، ونفذ هجمات في كل الاتجاهات في مقابلات مع الاعلام الاوروبي، معتبراً أن حلف شمال الأطلسي "تخطاه الزمن"، وأنغيلا ميركل ارتكبت "خطأ كارثياً" بشأن المهاجرين، وبريكست سيكون "أمراً عظيماً". في المقابل، أعلن ترامب أن واشنطن قد تبرم إتفاقاً مع روسيا. وتحدث ترامب عن إمكانية التوصل الى اتفاق مع روسيا للحد من الأسلحة النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها، من دون إعطاء تفاصيل. وقال لصحيفة تايمز"لنرَ إن كان بوسعنا إبرام اتفاقات جيدة مع روسيا. أعتقد أنه ينبغي الحد بشكل كبير من الأسلحة النووية، وهذا جزء من المسألة". وتناول ترامب مجدداً مسألة تثير القلق بين الأوروبيين في وقت تعرض روسيا قوتها العسكرية، فانتقد مرة جديدة الحلف الأطلسي الذي "تخطاه الزمن" برأيه، آخذا على دوله الأعضاء عدم دفع حصتهم من نفقات الدفاع المشترك واعتمادها على الولاياتالمتحدة. وصرح "قلت من وقت طويل أن الحلف الأطلسي يواجه مشاكل. أولا، تخطاه الزمن لأنه صمم قبل سنوات مديدة، ولأنه لم يعالج الإرهاب. وثانياً، الدول (الأعضاء) لا تدفع ما يتوجب عليها". كذلك وجه ترامب سهامه الى المستشارة الالمانية ميركل التي انتقدت مراراً الرئيس المنتخب علناً، ولو أنه أكد أنه يكن لها "الكثير من الاحترام". وقال "أعتقد أنها ارتكبت خطأ كارثياً، وهو السماح بدخول كل هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين"، معلقاً على قرار ميركل في سبتمبر 2015 فتح الحدود لمئات آلاف المهاجرين، بينهم العديد من السوريين الهاربين من النزاع في بلادهم.