حرك الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب الأحد مجددا السجالات المحيطة به منذ ترشحه، ونفذ هجمات في كل الاتجاهات في مقابلات مع الإعلام الأوروبي، وأعتبر أن حلف شمال الأطلسي "تخطاه الزمن"، وأنغيلا ميركل ارتكبت "خطأ كارثيا" بشأن المهاجرين، وبريكست سيكون "أمرا عظيما". وأدان الرئيس الأمريكي المنتخب، قرار غزو العراق في عام 2003 واصفا إياه بأنه "قد يكون أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولاياتالمتحدة على الاطلاق". كما أعلن ترمب ان واشنطن قد تبرم اتفاقا مع روسيا. وقبل خمسة أيام من تنصيبه الرسمي ، أطلق كالعادة تصريحات كان لها وقع صدمة، غير آبه بمراعاة شركاء بلاده، معلقا على السياسة الأوروبية في صحيفتي "تايمز" البريطانية و"بيلد" الألمانية. ومدّ يده إلى موسكو في ظل الخلاف القائم حاليا بين الكرملين وإدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما. وتحدث ترمب عن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع روسيا للحد من الأسلحة النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها، من دون إعطاء تفاصيل. وقال لصحيفة تايمز "لنرَ إن كان بوسعنا إبرام اتفاقات جيدة مع روسيا. أعتقد أنه ينبغي الحد بشكل كبير من الأسلحة النووية، وهذا جزء من المسالة". كما انتقد ترمب روسيا لتدخلها في النزاع السوري، وأعتبر أن تدخل بوتين في سورية "شيء سيء جداً" أدى إلى "وضع إنساني فظيع". وتناول ترمب مجددا مسألة تثير القلق بين الأوروبيين في وقت تعرض روسيا قوتها العسكرية، فانتقد مرة جديدة الحلف الأطلسي الذي "تخطاه الزمن" برأيه، آخذا على دوله الأعضاء عدم دفع حصتهم من نفقات الدفاع المشترك واعتمادها على الولاياتالمتحدة. وصرح "قلت من وقت طويل أن الحلف الأطلسي يواجه مشاكل. أولا، تخطاه الزمن لأنه صمم قبل سنوات مديدة ولأنه لم يعالج الإرهاب. وثانيا، الدول الأعضاءلا تدفع ما يتوجب عليها". ولا تصل النفقات العسكرية لمعظم دول الحلف الأطلسي إلى مستوى 2% من إجمالي ناتجها الداخلي، النسبة التي حددها الحلف في 2014. وسبق أن أدلى ترمب بتصريحات مماثلة خلال الحملة الانتخابية، ملمحا إلى احتمال أن يعيد النظر في مبدأ التضامن المفروض على الدول الحليفة في حال تعرض إحداها لاعتداء، إذا لم يرفع الحلفاء مساهماتهم. وتتحمل الولاياتالمتحدة حوالى 70% من نفقات الحلف العسكرية. كذلك وجه ترمب سهامه إلى المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي انتقدت مرارا الرئيس المنتخب علنا، ولو أنه أكد أنه يكن لها "الكثير من الاحترام". وقال "أعتقد أنها ارتكبت خطأ كارثيا، وهو السماح بدخول كل هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين"، وعلق على قرار ميركل في سبتمبر 2015 فتح الحدود لمئات آلاف المهاجرين، بينهم العديد من السوريين الهاربين من النزاع في بلادهم . ورأى ترمب أن عواقب سياسة الاستقبال هذه "ظهرت بوضوح" مؤخرا، في إشارة إلى الاعتداء ضد سوق لعيد الميلاد في برلين أوقع 12 قتيلا في 19 ديسمبر وتبناه تنظيم داعش. وقال أنه كان يجدر ببرلين بدل استقبال اللاجئين، العمل على إقامة مناطق حظر جوي في سورية لحماية المدنيين من عمليات القصف. واتهم المانيا بالسيطرة على الاتحاد الأوروبي. وقال "انظروا إلى الاتحاد الأوروبي إنه أداة لألمانيا. لذلك أعتقد أن المملكة المتحدة كانت على حق بالخروج". وتوقع أن يكون بريكست "أمرا عظيما"، معلنا عزمه على إبرام اتفاق تجاري مع بريطانيا "سريعا وطبق القواعد"، ولقاء رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في وقت قريب. وتتباين هذه التصريحات مع خطاب باراك أوباما الذي حذر بريطانيا من أنها ستكون "في نهاية صف الانتظار" لإبرام اتفاقيات تجارية مع الولاياتالمتحدة في حال خروجها من الاتحاد. وتوقع ترمب ان "تخرج دول أخرى" من الاتحاد الأوروبي. وقال "أعتقد حقا أنها لو لم ترغم على السماح بدخول كل هؤلاء المهاجرين، مع كل ما يرافق ذلك من مشكلات، لما كان هناك بريكست"، في وقت يرتبط ترمب بعلاقة جيدة مع أحد دعاة الخروج من الاتحاد، الزعيم السابق لحزب "يوكيب" المعادي للهجرة ولأوروبا. ورأى ترمب أن "الشعب والناس يريدون هويتهم الخاصة وبريطانيا كانت تريد هويتها الخاصة".