قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الإثنين) إن على «العالم الوقوف في وجه العدوان الروسي» على أوكرانيا، حاضاً إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب على أن تكون داعماً قوياً وشريكاً لها. وخاطب بايدن الأوكرانيين متحدثاً إلى جانب الرئيس بيترو بوروشينكو خلال زيارته الأخيرة لكييف بصفته نائباً للرئيس: «إنكم تحاربون كلاً من سرطان الفساد... وعدوان الكرملين المستمر (...) يتعين على المجتمع الدولي أن يقف صفاً واحداً ضد العدوان الروسي». وأضاف بايدن أن «الاميركيين والاوكرانيين تربطهم علاقات عميقة (...) أوكرانيا مثل أي بلد في أوروبا من حقها رسم طريقها ويبدو أن روسيا تنكر هذا الخيار (...) إن عدوانية روسيا تشكل حالياً تهديداً كبيراً للولايات المتحدة ولاوكرانيا على حد سواء»، قبل ان يعبر ل «صديقه» بادين عن شكره على دعمه. وأشار ترامب في تصريحه أمس إلى صحيفتي «تايمز» البريطانية و «بيلد» الألمانية إلى إبرام اتفاق مع روسيا على حساب أوكرانيا، فهو يطرح إنهاء العقوبات المفروضة على الأولى مقابل اتفاق على خفض التسلح النووي. لكن الكرملين رد اليوم أن «من السابق لأوانه التعليق» على اقتراح ترامب، وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف إن بلاده «ستنتظر حتى يبدأ ترامب ولايته قبل التعليق على أي اتفاقات مقترحة»، مضيفاً أنه «لا توجد محادثات حالية في شأن خفض التسلّح، روسيا لا تنوي إثارة مسألة العقوبات في المفاوضات مع الدول الأجنبية»، نافياً تقارير إعلامية عن اجتماع مزمع بين بوتين وترامب، أو أي اتفاق مبدئي في هذا الخصوص. ورداً على سؤال عما إذا كان الكرملين يتفق مع وجهة نظر ترامب أن «الحلف الأطلسي عفا عليه الزمن»، أشار بيسكوف إلى أن «الكرملين أكد منذ فترة طويلة على وجهة النظر نفسها». وتباينت ردود فعل المشرعين الروس على تصريحات ترامب، فنقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية قنسطنطين كوساتشيف قوله إن «إلغاء العقوبات ليس هدفاً في حد ذاته ولا يستحق تقديم تنازلات أمنية (...) نحن نعتبر العقوبات ميراثاً غبياً للفريق المنتهية ولايته في البيت الأبيض ويتعين أن تذهب معه إلى غياهب التاريخ»، في حين قال عضو آخر هو أولغ موروزوف إن بلاده «ستكون مستعدة لبحث مسألة خفض النووي وهو ما تريده (روسيا) نفسها». وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أعرب في وقت سابق اليوم عن «قلق» الحلف حيال تصريحات ترامب، وقال عقب لقاء مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ وقبل لقائه نظرائه الاوروبيين في بروكسيل اليوم: «سنرى ماذا سيكون تأثير تصريحاته في السياسة الأميركية» مع تنصيبه رسمياً الجمعة. وتابع أن «التصريحات ستؤثر أو بالأحرى ستحدد» مضمون اجتماع وزراء خارجية أوروبا، مشيراً إلى أنها «أثارت الدهشة والاضطراب في بروكسيل، وليس فقط في بروكسيل على ما أعتقد، بل أنا واثق من ذلك». من جهته اعتبر نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابريال أن على أوروبا ابداء «الثقة» في مواجهة انتقادات ترامب للاتحاد و«ناتو»، مضيفاً: «علينا ألا نستسلم لاحباط شديد (...) لا أقلل من أهمية ما يقوله ترامب، ولا سيما في شأن الحلف والاتحاد، لكن إبداء القليل من الثقة سيعود علينا بالفائدة في مثل هذا الوضع». وفي السياق اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت متحدثاً من بروكسيل أن «أفضل رد» من الأوروبيين على تصريحات ترامب حول الاتحاد و «بريكزيت»، يكمن في إظهار «وحدتهم»، وكان ترامب أيّد الخروج معتبراً ان بريطانيا «كانت على حق» في هذه الخطوة.