أكد ل"الرياض" د. قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن "أبحاث الجينوم البشري السعودي" التي تجرى في معامل ومختبرات مركز الأبحاث بالمستشفى قطعت مراحل مهمة في التعرف على كثير من الامراض الوراثية التي تصيب بعض الأسر السعودية نتيجة لزواج الاقارب. وكشف عن ان "تخصصي الرياض" تمكَّنَ من إجراءِ "320" زراعة نخاع عظم وخلايا جذعية خلال العام المنصرم 2016م. ولفت القصبي إلى أن مستشفى الملكِ فيصل التخصصيَّ ومركزَ الأبحاثِ بالرياضِ اجرى نحو (5340) زراعةَ نخاعِ عظمٍ وخلايا جذعية، خلالَ العقودِ الثلاثةِ الماضية من عام (1984م-2016)، من بينِها 3119 زراعةَ نخاعِ عظمٍ وخلايا جذعية، خلالَ العشرِ 10 سنوات الماضية. جاء ذلك في كلمة القاها امس خلال افتتاحة فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للشبكة العالمية لزراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية والذي ينظمه على مدى ثلاثة أيام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بقاعة الملك سلمان بمقر المستشفى بالرياض. واوضح القصبي ان مستشفى الملكِ فيصل التخصصيِّ ومركزِ الأبحاثِ نال الريادة على المستوى المحليِّ والأقليميِّ، في تأسيسِ برنامجِ زراعةِ نخاعِ العظمِ والخلايا الجذعيةِ في العامِ (1984م)، وخلالَ العقودِ الثلاثةِ الماضية، شهِدَ البرنامج تطوراً وتقدماً في الكمِّ والنتائج، حتى سجَّلَ حضورَه وتميّزَه عالمياً خلالَ العشرِ 10 سنوات الأخيرة، بعدَ أن جاءَ ضِمنَ أعلى خمسةٍ بالمئةِ خمسة في المائة من أكثرِ المراكزِ العالميةِ في أعدادِ الزراعةِ سنوياً، بحسبِ إحصائياتٍ من مراكزَ بحثيَّةٍ مرجعيَّة. وتابع: "مستشفى الملكِ فيصل التخصصيّ ومركز الأبحاثِ بادرَ قبلَ عَشَرَةِ 10 أعوامٍ، وتحديداً في العامِ (2006م)، بتأسيسِ بنكِ الخلايا الجذعيةِ المستخرَجَةِ من دمِ الحبلِ السّرِّيِّ كخطوةٍ إستراتيجية، تهدف إلى توفيرِ وحداتِ خلايا جذعية، يمكن زراعتها للحالاتِ التي لا يتوفر لها متبرعٌ مطابقٌ من أفرادِ الأسرة، وتكون بديلاً فاعلاً لاستيرادِ الوحداتِ المماثلةِ من الخارج، والتي كانت تكَلِّف مبالغَ ماليةٍ كبيرة. وأدَّى استخدام وحداتِ بنكِ دمِ الحبلِ السّرِّيِّ في المستشفى، إلى نتائجَ متميِّزَةٍ في زيادةِ تطابقِ الوحداتِ مع المرضى. وقد وصلَ مخزون بنكِ دمِ الحبلِ السّرِّيِّ حالياً إلى نحوِ خمسةِ آلافٍ وخمسِمائةِ (5500) وحدة، جَرَتْ معالجتها وحفظها وفقَ أعلى معاييرِ الجودةِ المطبَّقَةِ عالمياً". واشار القصبي إلى أن "تخصصي الرياض" أسس برامجَ مسانِدَةٍ أخرى كالتبرّعِ من غيرِ الأقرباء، ومن نصفِ المتطابقينَ أو الوالدَين، وجميعها يتطلب كفاءةً طبيةً دقيقة. وتمَّ التوسّع كذلكَ في البرامجِ لتشملَ أمراضاً مثلَ الفشلِ النخاعيِّ الوراثي، والأمراضِ المناعية، والأنيميا المنجلية، وأنيميا البحرِ المتوسط. واضاف: "وعطفاً على النتائجِ المتميِّزة، منحت اللجنة المشتركة لاعتمادِ برامجِ زراعةِ الخلايا الجذعية (JACIE)، بمدينةِ برشلونة الاسبانيةِ في عامِ ألفينِ وعَشَرَة (2010م)، مستشفى الملكِ فيصل التخصصيَّ ومركزَ الأبحاثِ شهادةَ الاعتمادِ كأولِ مركزٍ طبيٍّ خارجَ أمريكا وأوروبا ينال هذهِ الشهادة". أكد القصبي على ان استضافةَ مستشفى الملكِ فيصل التخصصيِّ ومركزِ الأبحاثِ لهذا المؤتمرِ، ما هي إلا استكمالٌ لمسيرتِهِ الناجحةِ في مجالِ زراعةِ نخاعِ العظمِ والخلايا الجذعية، ودورِهِ المؤثِّرِ في هذا الجالِ محلياً وإقليماً وعالمياً؛ حيث احتضنَ المجموعةَ الشرقَ أوسطية لزراعةِ نخاعِ العظمِ والخلايا الجذعيةِ، والتي أنشِئَتْ في عامِ ألفينِ وثمانية (2008م)، لِتصبحَ مِحورَ تعاونٍ وتبادلِ خبرات، وإنشاءِ مراكزَ متخصصةٍ وتدريبِ الكوادر، وكذلك إجراءِ أبحاثٍ مشترَكَةٍ تَعمّ فائدتها المرضى وعدداً كبيراً من المراكزِ في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا. يذكر ان المؤتمر حظي بمشاركة نحو 100 متحدثاً محلياً وعالمياً يمثلون 32 دولة من المختصين في مجال زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية الذين قدموا من المراكز العالمية الرائدة في هذا المجال من أوروبا واميركا بهدف تعزيز وتطوير ما لدى دول المنطقة من إمكانات والمشاركة في الأبحاث والإطلاع على آخر المستجدات. د. قاسم القصبي يتحدث ل«الرياض»