استضاف مجلس حمد الجاسر الثقافي د. عائض الردادي صباح اول أمس السبت ليقدم ورقة بحثية في محاضرة بعنوان "القائد العثماني فخري باشا الظالم والمظلوم"، قال فيها الردادي إن فخري باشا أدار أكبر مأساة في تاريخ المدينة المنوَّرة، وهو تهجير أهلها، أو ما عُرف ب"سفر برلك" -التهجير القَسْري-، "إذ يذكُر المؤرِّخون أن المدينة خَلَتْ إلاَّ من الجيش، وهو بذلك ظالم بمعايير حقوق الإنسان، وفترةُ قيادته العسكرية ظُلُماتٌ بعضُها فوق بعض، فهو لم يهتمّ إلاَّ بتوفير الغذاء لجنوده الذين عانوا هم أيضاً من المأساة، لكنَّه من جانبٍ آخَر قائدٌ بمقاييس الإدارة والقيادة العسكرية، فقد قاوَمَ الحصار المفروض عليه ثلاث سنوات، وأنشأ "الفرقة الزراعية" لزرع البساتين لتثمر النخيلَ لتوفير الغذاء لجنوده". وأكَّد د. الردادي أنَّ هذه الأحداث المأسَوِية كان السبب الأساسي في كراهية أهل المدينة لفخري باشا، وأضاف: "عندما يتجرَّد الإنسان وينظر إلى الحادثة بمنظار موضوعي، ويحاول أن يعرف ما لهذا القائد وما عليه، يرى أنه وإن ارتكب مأساة التهجير، إلا أنه مِن جانب آخَر كان يخدم دولته". وشهدت المحاضرة مداخلات من الضيوف، من بينهم د. محمَّد الأسمري الذي استهجن استمراء بعض المداخِلين لِمَا سمَّاه ب"الاستعمار العثماني"، وترحَّمَ على مالك بن نبي الذي تحدَّث عن "القابليَّة للاستعمار"، مؤكِّدًا أنَّ فخري باشا كان سفَّاحاً في حقيقته.