رياح تهب .. وغيوم تتلبد.. وزخات مطر تهطل ... وجوّ يميل للبرودة ... إنه الشتاء، الفصل الذي يحبه ويفرح بقدومه الكثير، فهو فصل «الكشتات البرية والمخيمات الصحراوية» ولكن ... يصاحب فصل الشتاء بعض المشاكل الجلدية والتي يتردد على أثرها الكثير من الناس على عيادات الجلدية والمراكز الصحية، ومن أبرز هذه المشاكل هي حكة الجلد. خلال فصل الشتاء تحدث بعض التغيرات الجوية فتنخفض درجة الحرارة وتتدنى نسبة الرطوبة ويجف الهواء، وبالتزامن مع تغيرات الجو هناك بعض التغيرات التي تحدث في الجسم ومن ضمنها قلة نشاط الغدد الدهنية والغدد العرَقية في الجلد مما يزيد من جفاف الجلد وبالتالي ازدياد الحكة. لعل من أشد المسببات التي تنجم عن الحكة الشتوية هي جفاف الجلد وخشونته، ويحدث الجفاف عندما يتعرض سطح الجلد إلى الهواء البارد الجاف، فيتسبب هذا في فقدان طبقات الجلد العليا للماء، مما يؤدي إلى تشقق وجفاف الجلد، وتختلف حدة الجفاف من شخص لآخر، بحسب العمر ومكان الجفاف فعلى سبيل المثال كبار السن هم أكثر من يصاب بالجفاف ويعاني منه، كما نجد أن اليدين والقدمين هما من أكثر المناطق التي تتعرض لجفاف الجلد. وبالرغم من أن لجفاف الجلد عوامل تزيد من تفاقمه، إلا أن هذه العوامل يمكن الوقاية منها باتباع بعض الإرشادات البسيطة، حيث يوصى باستخدام الماء الدافئ أو الفاتر عند الاستحمام عوضًا عن الماء الساخن، أيضا يُنصح بتقليل عدد مرات وفترة الاستحمام، بحيث يصبح كل يومين مرة أو أقل ولمدة لا تتجاوز عشر دقائق، وذلك تفادياً لجفاف البشرة، إضافة إلى ذلك، فإنه يجب تجنب استخدام الصابون المعطر والجاف على الجلد واستبداله بآخر خالٍ من المواد المعطرة، ويحتوي على مواد مرطبة، وذلك من أجل أن يساعد في المحافظة على رطوبة الجلد، وكذلك الحرص على ترطيب الجسم باستمرار، وخاصة بعد الاستحمام مباشرة واستخدام مرطبات الجلد التي تحتوي على الزيوت، حيث تشكل طبقة واقية تحفظ الرطوبة، مما يجعلها أكثر فعالية في المحافظة على البشرة ضد الجفاف. من جهة أخرى، يتوجه بعض الناس إلى خزانات الملابس الشتوية الثقيلة ويرتدي هذه الملابس المخزنة، حتى قبل غسلها اتقاء للبرد وخشيةً من الإصابة بالأنفلونزا، لكن هذه الملابس من الممكن أن يكون قد نمى عليها العث وتكاثر، وذلك من جراء تخزينها فترة طويلة، فإنها تؤدي عند ارتدائها إلى حصول تهيج وحكة في الجلد نتيجة للعث أو يرقاته، لذلك فإنه من المهم جدًا التأكد أولًاً من غسل الملابس المخزنة جيدًا باستخدام صابون لا يحتوي على ملونات أو روائح، ومن ثم شطفها بالماء حتى تخلو من آثار الصابون تمامًا قبل ارتدائها. وبينما يقوم البعض بشراء الملابس الشتوية الثقيلة استعدادًا للشتاء، نرى محلات بيع الملابس الشتوية مزدحمة بالمشترين الذين قد يقتنون الملابس بناء على كونها من أحدث وأرقى الموديلات، من دون النظر إلى جودتها، وعلى ذلك فإن أول ما يوصى به قبل شراء أي منتج، هو التأكد من نوعية وجودة النسيج والألياف فبعض المنتوجات قد تكون مصنوعة من ألياف صناعية وتحتوي على أصباغ ومواد كيميائية لا ينصح بشرائها لأنها تزيد من تهيج وحكة الجلد، كذلك من المهم قبل عملية الشراء التأكد من أن المنتجات تناسب نوعية البشرة ولا تسبب أي مشاكل عند لبسها، وذلك مثل المنتجات المصنوعة من الألياف الطبيعية كالقطن والحرير. ويعمد الناس في الشتاء إلى لبس الملابس الصوفية بحثًا عن الدفء، لكن قد يجهل البعض أن شعيرات الألياف الصوفية يمكن أن تتسبب في تحسس وحكة واحمرار الجلد عند احتكاكها به، فنسيج الصوف الخشن قد يخدش ويخرش الجلد، لذا من الأفضل تجنب ارتداء الملابس الصوفية مباشرة على الجلد، وأن تكون الملابس الملامسة للجلد أولاً مصنوعة من القطن، لأنها ذات نسيج خفيف فتقلل من نسبة احتكاك الجلد، ومن ثم يتم ارتداء الملابس الصوفية فوقها، كما ينصح باستبدال الملابس الصوفية بأنواع أخرى من الأنسجة والأقمشة الثقيلة في حال وجود حساسية ضد أنسجة الصوف. وحيث إن الجلد هو أكبر عضو في جسم الانسان؛ جرى التنويه على أهمية العناية به، وخصوصًا خلال فصل الشتاء، فإنه ومع تغيرات الجو الباردة وقلة الرطوبة تظهر الحكة الشتوية، من ضمن المشاكل الجلدية التي قد تصيب الجميع، من كبارٍ وصغارٍ في السن، ذكوراً وإناثاً، لذا كان من الضروري القيام بالاحتياطات اللازمة للوقاية، وتجنب الإصابة بها، من ترطيب مستمر للجلد، وتجنب استخدام الماء الحار لمنع جفاف الجلد، وكذلك اقتناء الملابس الشتوية باهتمام وحرص أكثر، وبناء على نوعيتها وجودتها. * قسم التثقيف الصحي