المغادرون لكراسيهم ومناصبهم في الاتحاد السعودي القدم ولجانه سيمضون وقد خلفوا تركة من الأخطاء والكوارث الإدارية تكشف أغلبها في الأسبوع الأخير قبل انتهاء فترة إدارة هذه الاتحاد للكرة السعودية وعبر قرارات ملزمة من جهات دولية لو لم تأت لتم وأدها في الأدراج ولم يسمع أحد بتطوراتها وتورط بها الاتحاد القادم. انفرطت السبحة بقضية لاعب الوسط الارجنتيني مانسو وقضايا أخرى عالقة ضد الاتحاد بانتظار الحسم الدولي لها تبع ذلك قرار ضد الشباب يمنعه من التسجيل في الفترة الشتوية ويقال إن هناك أندية أخرى ستطالها أيضاً عقوبات "الفيفا". وجرياً على العادة عند حدوث أيه مشكلة يهرب الجميع من المشهد ويكتفون بالبيانات وهو ما حدث عندما تبادل الاتحاد السعودي والأندية بيانات التنصل من مسؤولية ما يجري كل حزب يحشد قواه ويجمع قرائنه ويدعي المظلومية ليثبت أنه على حق فيما كان الإعلام الرياضي ذا وجهين في التعامل مع القضايا فمع الاتحاد أنحى باللائمة على الاتحاد السعودي وحمله تبعاتها واتهمه بتعمد الاضرار بالنادي هذا مع تلطيف الاتحاد السعودي للأجواء واعترافه بتأجيل الخطاب مراعاة للفريق الاتحادي الذي كان لديه لقاء مع زميله نادي الفتح على الرغم من أن إدارات الاتحاد المتتالية هي من أوقعته في شرك الديون حتى غرق. أما في قضية نادي الشباب فقد اتهمت إدارته أنها سبب كل المشاكل رغم أن الخطأ كاملاً يتحمله اتحاد الكرة بسوء تصرفه فلا مبرر للاحتفاظ بشيك لاعب لثلاثة أشهر والتأخر في إبلاغ القرار ثم بعد أن وقع الفأس في الرأس اتهم ايميل النادي بالسبب. إن كان الإعلام والجماهير تطالب رؤساء الأندية بالوفاء بالتزاماتهم وإبراء ذممهم المالية قبل مغادرتهم فإن من باب أولى أن يكون ذلك قانوناً يسري على كل الاتحادات الرياضية ولا أظن أن أحدها يئن تحت وطأة مشاكل إدارية ومالية كاتحاد كرة القدم، فهل يعقل أن يتركوا يغادرون دون كشف حساب لما لهم وما عليهم تحت رعاية سلطة رقابية محايدة ليس تخويناً ولكن من باب إبراء الذمم وحتى تكون الأمور واضحة شفافة لمن سيخلفهم حتى لا يسرق الوقت المخصص للتطوير من قبل الرؤساء الجدد في البحث عن مخارج لمشاكل لا ناقة لهم فيها ولا جمل ثم إن تشابك الأمور الإدارية في قضايا اللاعبين لا تعني إبقاء من كانوا سبباً فيها بحجة خبراتهم وإلمامهم بتفاصيلها يكفي ما اقترفوه من أخطاء قاتلة كادت أن تؤدي إلى تجميد النشاط الرياضي لولا عناية الله ورعاية المسؤولين الأعلى ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، ثم إن محاسبتهم والإعلان عن الحقيقة أفضل بكثير من ترك الأبواب مشرعة لسوء الظن وفي هذه حدث ولا حرج في وسطنا الرياضي.