كثير من الرؤى والأفكار التي لدي وأزعم أنها معبرة عما حدث مؤخرا للمنتخب, أو تلك التي تم تناولها من الزملاء في مختلف وسائل الإعلام هي في أسلوبها ومضامينها مشابهة إلى حد كبير لما قيل وكتب في إخفاقات سابقة, اللغة ذاتها تتكرر والمقترحات تدور حول القضايا نفسها, بدءا بالرياضة المدرسية والاهتمام بالقاعدة, مرورا بالمشاكل المالية والإعلامية والمنشآت والاحتراف, وانتهاء بتغيير الاتحاد واللجان وغير ذلك من أطروحات لا شك أنها منطقية لكنها تبقى دائما وأبدا في حدود التعبير و(الفضفضة)! بعد عودة منتخبنا من مونديال 2006م في ألمانيا كنت والزميلين الدكتور حافظ المدلج وصالح الطريقي ضيوفا على الزميل سلمان المطيويع في برنامج الطاولة المستديرة, أتذكر أننا تحدثنا في ذلك الوقت أي قبل حوالي ست سنوات عن نفس ما نسمعه ونقرؤه هذه الأيام بعد فاجعة أستراليا, بل إنني تساءلت حينها في البرنامج عن توصيات وقرارات لجنة التطوير التي شكلت قبل ذلك التاريخ بأربع سنوات وتحديدا بعد مونديال 2002م في كوريا واليابان أين اختفت؟, وللمعلومية فإن تلك اللجنة ضمت العديد من المتخصصين وذوي الخبرات في المجال الرياضي, وخرجت بنتائج مثمرة جاءت بعد مناقشات واجتماعات ميدانية مع عقول وخبرات رياضية في سائر مناطق المملكة, واشتملت على توصيات مهمة تلبي وتنسجم مع ذات المطالب التي مازلنا ننادي بها حتى يومنا الراهن.. أخيرا تدرون لماذا نكرر أخطائنا ونعجز عن حل مشاكلنا؟ ولماذا أوضاعنا تتدهور وتزداد سوءا يوما بعد آخر؟ لأننا في الأساس ندير أمورنا بارتجالية, نتخذ القرارات على طريقة (شختك بختك), نختار الأسماء بناء على القناعات والعلاقات والمصالح الشخصية على حساب الأكفأ والأجدر في بلد خير وعطاء أنتج الآلاف من الخبراء والأطباء والمهندسين والأدباء والعلماء والمفكرين والأكاديميين.. رياضة بلا هوية أزاء ما حدث ويحدث من صخب يتنامى, وردود أفعال واسعة شملت كل فئات ومكونات المجتمع السعودي الكبير, ولأن الرياضة وتحديدا كرة القدم باتت تسيطر وتؤثر على شكل وثقافة وفكر وحاضر ومستقبل الناس صغارا وكبارا, أظن أنه حان الوقت كي تنال الرياضة نصيبها من الدعم والعناية والاهتمام, لا بد من تغيير المفاهيم القديمة بأخرى تحاكي الواقع وتضع الرياضة في موقعها الطبيعي ومسارها الصحيح.. الرياضة بأجهزتها وظروفها وحجم شعبيتها وكثافة المنتمين إليها هي اليوم أمام خياران لا ثالث لهما , أما ان تكون جنبا إلى جنب مع الوزارات الأخرى وبالتالي تحظى بنفس التعامل الرسمي والتنظيمي والإداري في مجلس الوزراء, وأما ان تتحول إلى مؤسسات أهلية وقطاع خاص عن طريق (الخصخصة) وهذه الأخيرة يجب أن يحسم أمرها ويقرر مصيرها تكون أو لا تكون .. القرار للجمعية لم تمض سوى ساعات وربما دقائق على استقالة اتحاد الكرة حتى بدأت على الفور أسماء المرشحين لتولي منصب الرئيس, الغريب في الأمر أن الترشيحات تناثرت وذهب بعضها إلى التأكيد على اسم بعينه دون معرفة الشروط والآلية التي سيتم من خلالها اختيار رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة من قبل الجمعية العمومية.. عن هذا الموضوع المهم والنقلة النوعية في تاريخ الكرة السعودية من الضروري التشديد على أهمية الخطوة الأولى والمتمثلة بتشكيل الجمعية العمومية للاتحاد, والمكونة من ممثلي الفرق الممتازة والأولى إلى جانب عدد أقل من الدرجتين الثانية والثالثة والمدربين والحكام واللاعبين الهواة والمحترفين, هنا وحتى لا تتكرر أخطاء الانتخابات السابقة, ولضمان تواجد أعضاء جمعية لهم وزنهم وخبراتهم, ويمثلون النادي بقرار وتأييد من أغلبية منسوبيه وليس بمزاج مجلس الإدارة, لا أرى مايمنع من الزام الإندية بإجراء انتخابات داخل النادي للمترشحين ممن تنطبق عليهم الشروط, وعلى ضوئها يتم التصويت لاختيار مندوب في الجمعية العمومية لاتحاد الكرة.. عموما في هذا الشأن وفي سائر لوائحنا وأنظمتنا وتدابيرنا الكروية أتساءل عن سبب عدم الاستعانة والاستفادة من خطط وبرامج وتجارب وخبرات ونجاحات لا أقول اتحادات أوربية وإنما آسيوية وخليجية, لماذا لانختصر الوقت والجهد ونبدأ من حيث انتهوا ؟! ملفات على الرف إبراء للذمة وإخلاء للمسئولية من حقنا أن نناقش ونبحث عن تفسير لقضايا حيوية وحساسة مازالت معلقة, أبرزها : ·أين اختفى ملف قضية اتهامات الرشوة بين نجران والوحدة؟ · من كان يقف وراء تناقض القرارات وازدواجية العقوبات في لجنة الانضباط؟ · من يتحمل التستر على التجاوزات والشكاوي ضد بعض الأندية في الاتحاد الدولي؟ · لماذا لا تتعامل وزارة المالية مع الرئاسة بنفس تعاملها وثقتها بالأجهزة والوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى.. · ما مبرر إلغاء شرط المخالصة المالية في فترة تسجيل المحترفين الأخيرة؟ · من الذي حرم محمد الدعيع من مشاركته في مباريات ودية ورسمية ومن ضمه للمنتخب قبل اعتزاله ومن استعادة أكثر من عشرين مباراة في سجله الدولي كانت كافية لحصوله وانفراده بلقب عميد لاعبي العالم بلا منافس؟ .عدم نفي اتحاد الكرة للأنباء الصحفية التي أكدت أن المرتب الشهري للمدرب ريكارد يتجاوز 8 ملايين ريال أي 96 مليون في العام الواحد دليل على صحتها, وفي هذه الحالة نحن أمام فضيحة مالية وإدارية يجب على الجهات المعنية بالفساد ألا تمررها مرور الكرام. · الحلقة الأخيرة من برنامج في الثمانيات والتي استضاف فيها الزميل محمد الدرع الدكتور عبدالعزيز الخالد والكابتن فيصل أبو اثنين كانت من الحلقات الثرية والمقنعة والحافلة بالمعلومات والأفكار المفيدة لإعادة بناء الكرة السعودية .. · القرار التاريخي والمفصلي هو فصل الاتحاد عن الرئاسة وارتباطه مباشرة بالاتحاد الدولي.. . لم يجدوا عيبا في الإعلامي الراقي النقي الزميل خلف ملفي غير أنه حاز على جائزة متواضعة لم تنصف سوى القليل من إبداعه وتفوقه..