لا شيء يتغير في وسطنا الرياضي، والأمور ذاهبة إلى ما هو أسوأ، والغريب أن الكل يشتكي من سوء الوضع، ومن التعصب في الإعلام، ومن سوء الإدارة في المؤسسات الرياضية، فالكل يشتكي من الكل، وما يقال عن سوء الأوضاع في السر بين جدران الصالونات الخاصة أكثر مما يقال في العلن. كل طرف يرمي بالمسؤولية على الأطراف الأخرى، في الأندية، وفي الرئاسة العامة، وفي الاتحادات، وفي الإعلام، وصولا للجمهور، الذي صار أخيرا طرفا في تقاذف كرة الاتهام، بعد أن اتهمه أحد أعضاء اتحاد القدم بكل فجاجة بأنه مسؤول عن خسارة خليجي 22 بسبب حضوره الصامت كما قال، المهم أن كل طرف يتهم الآخر بالمسؤولية عما نحن فيه الآن، ويكاد يبرئ نفسه من أي مسؤولية عن حالة التدهور والضعف التي بلغها وسطنا الرياضي. وهنا لا بد من تساؤل: ما دام الجميع يزعمون أنهم أبرياء.. إذن من هو المسؤول عما وصلنا إليه الآن؟ الحقيقة هي أن كل هذه الأطراف منفردة ومجتمعة هي المشكلة وهي من قادتنا إلى ما نحن عليه الآن من حال تثير شفقة حتى الأعداء. والغريب أنه عندما تشكل لجنة لإصلاح جزء من الخلل كما فعلوا مؤخرا، يختارون لها أناس هم جزء من المشكلة، ولهذا لن يكونوا بأي حال من الأحوال جزءا من الحل، ولن يستطيعوا أن يكونوا كذلك حتى لو أرادوا، عليهم أن يصلحوا أنفسهم قبل أن نتوقع منهم إصلاحا لأي شأن من شؤوننا. وإذا كان بعض مسؤولي الرياضة ينفون علنا كل الاتهامات التي توجه إليهم، فإن بعض المسؤولين لازالوا مصرين، وهم ما انفكوا يذكروننا ليل نهار بأدوارهم التي يلعبونها ضد رياضتنا، ومن هؤلاء على سبيل المثال أحدهم خرج في أحد البرامج وهو يتحدث عن ضرورة نبذ التعصب ويدعو الجماهير لمساندة المنتخب، بينما كانت أصابعه تعبث بمنتهى الفجاجة والاستفزاز بسبحة تحمل شعار وألوان ناديه المفضل! هل يمكن أن تروا أسوأ من ذلك؟ هل يمكن أن تروا أكثر من ذلك قبحا؟ لنكن أكثر صراحة، فمثل هذا ممن يستهينون بعقول الناس و يتذاكون عليهم هم مشكلة رياضتنا، وهم من قادونا إلى هذا الدرك الأسفل من التدهور، وما داموا موجودين في مواقعهم فلن يرتجى لرياضتنا أن تنهض من عثرتها؛ لأنهم مستمرون بأفعالهم وأقوالهم في جرها للحضيض، من حيث يدرون ولا يدرون. وأي حل منتظر يجب أن يبدأ بخروجهم من مشهدنا الرياضي تماما، وما لم يتحقق ذلك فسنبقى ندور في حلقة مفرغة من التشكي واللطم والبكاء على الماضي الجميل. الدويش الانتماء للوطن هل من الضروري للإعلامي أن تكون له ميول لناد معين؟ ولماذا لا يكون لدينا إعلاميون بلا انتماءات للأندية؟ الكاتب المعروف محمد الدويش وفي ذروة الاستقطاب الذي يشهده وسطنا الرياضي أعلن أخيرا أنه تخلى عن ميوله لنادي النصر، وأنه من الآن وصاعدا بلا ميول تجاه أي ناد من الأندية، وبالطبع سابقة كهذه لم تحدث في وسطنا الرياضي من قبل، تفاوتت ردود الفعل عليها، وأحدثت ارتباكا واضحا لدى محبي هذا الكاتب وحتى لدى كارهيه، ولم يستوعبها ولم يفهما كثيرون، بل إن البعض لم يأخذها على محمل الجد؛ لأنهم لا يتصورون كاتبا دون أن تكون صورته في مخيلتهم مرتبطة بميوله تجاه أحد الأندية وعداوته للنادي المنافس. وسبق أن كتبت أن جميع الإعلاميين الرياضيين إذا تقدم بهم العمر ونضجت تجربتهم الإعلامية، وارتفع وعيهم، يكتشفون أنهم بتعصبهم لناديهم ارتكبوا غلطة من غلطات العمر الفادحة، فيصبحون أقل تعصبا وأكثر اعتدالا وحيادا وموضوعية في تعاطيهم ونظرتهم للأحداث الرياضية. وإذا كان الزميل الدويش سن هذه السنة الحسنة بتخليه عن ميوله الرياضية، فأنني أتوقع أنه لن يكون الأخير وسيتبعه كثيرون ممن ضاقوا ذرعا بالتعصب والمتعصبين، وسنرى المزيد ممن يقتفون أثر زميلنا في هذه التجربة الفريدة. ** قولي: استقالة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد إن تمت هي خطوة استباقية على طريقة «بيدي لا بيد عمرو»!!