تتقاسم لجان التحكيم والانضباط والاحتراف في الاتحاد السعودي كعكة فشل الاتحاد السعودي لكرة القدم في ظل انعدام للرؤية لدى الاتحاد في معالجة تلك السلبيات. أبقت اللجان الثلاث باب الجدل مفتوحاً ولم تتبنَّ عملاً مهنياً في أغلب القضايا الحساسة، بل إنها أمضت فيها قرارات تعسفية ظناً منها بأن متلقي اليوم هو نفسه متلقي الأمس. أقل المشجعين اليوم وفي ظل الانفتاح المعلوماتي أصبح قادراً على سرد معلومات قانونية ورياضية، وأصبح ذَا رؤية وطموح ومن حقه أن ينعم بكرة قدم نظيفة ونزيهة ومؤطرة بلوائح وأنظمة تقدم مبدأ تكافؤ الفرص. فشلت اللجان الثلاث والشواهد على فشلها أكثر من أن أحصيها هنا، فلا أكاد أذكر موسماً رياضياً محلياً خالياً من الفوضى والاتكالية والأخطاء. مانشيتات ولقاءات ومقالات كثيرة أكدت حجم المشكلة وتفاقمها، فيما بقي رأس الاتحاد السعودي لكرة القدم مطأطئاً مرة تسليماً بالواقع المر ومرة أخرى تأكيداً على صوريته. كوارث الانضباط والتحكيم والاحتراف أصابتنا بقلق وجعلتنا مجتمعاً متعصباً، وما كنّا نظنه بالأمس عفوياً أصبح عندنا بفضلهم مُتعمداً مع سبق الإصرار والترصد. التحكيم لم نغادر جولة منذ مواسم إلا وهم منقسمون على ما يُعرف بتقديرات الحكم، وكأن تقديرات الحكام ماركة مُسجلة لكرة القدم السعودية. الانضباط من دون رأس على خلفية تراشق إعلامي مع أمين الاتحاد وجدلية ديجاو الأخيرة وحلقات من مسلسل سعودي طويل لا يعرف النهاية. أما العزيزة لجنة الاحتراف فقد تزعمت الفشل لأنها وبتجرد أوهمتنا بأنها قادرة على صناعة احتراف مُختلف سيكون ورقة عمل لكل الاتحادات الرياضية الخليجية والعربية والعالمية لنستفيق على قضية اللاعب سعيد المولد التي أتت بفضيحة، ويبدو أنها لن تُغادر بأقل من تاريخية. الاتحاد السعودي أزكم أنوفنا بمحاولته تلطيف أخطاء لجانه والتبرير له، بل وتأييدها، ويدفع اليوم ثمناً غالياً لذلك، وأرجو من عمومية الاتحاد أن تُسارع في حفظ ماء وجهها أمام الرأي العام.