أفادت صحف تركية الثلاثاء ان الشرطي التركي الشاب الذي قتل السفير الروسي في انقرة كان لثماني مرات في عداد الفرقة الامنية التي تولت حماية الرئيس التركي رجب طيب اردوغان منذ يوليو. وبحسب كاتب في صحيفة "حرييت" فان الشرطي خدم في انقرة في قوات مكافحة الشغب منذ سنتين ونصف السنة وكان عضوا في الفريق الامني المكلف حماية الرئيس اردوغان ثماني مرات منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو. وقال عبد القادر سلفي الصحافي المقرب من السلطة "كان عضوا في الفريق الذي يتولى امن الرئيس خلف حراسه الشخصيين". ورغم اقواله التي ربطت الاغتيال بالوضع في سوريا ابلغ وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو نظيره الاميركي جون كيري في اتصال هاتفي الثلاثاء ان الداعية فتح الله غولن "يقف وراء" اغتيال السفير الروسي في تركيا. وقال الوزير التركي اثناء الاتصال ان "تركياوروسيا تعرفان من (يقف) وراء الهجوم على السفير الروسي في انقرة اندريه كارلوف، انها اف اي تي او" الاسم المختصر لشبكة غولن، بحسب وكالة الاناضول. بوتين في الجنازة أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يشارك اليوم الخميس في موسكو في جنازة السفير الروسي الذي قتل في تركيا. وأوضح بيسكوف الأربعاء في موسكو أن المؤتمر الصحفي السنوي الكبير لبوتين سوف يتم تأجيله لهذا السبب إلى يوم الجمعة. نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله أمس الأربعاء إن مقتل السفير الروسي في أنقرة ضربة قوية لتركيا. وأضاف "إنها بالتأكيد ضربة لهيبة الدولة". وقال الموقع الإلكتروني للكرملين إن الرئيس الروسي قرر منح السفير القتيل أندريه كارلوف لقب بطل روسيا وهو أعلى وسام عسكري في البلاد. و قال الكرملين أمس إن الوقت ما زال مبكرا لتحديد من يقف وراء قتل كارلوف . و عندما سئل بيسكوف عن تصريحات وزير الخارجية التركي قال إن من السابق لأوانه التوصل لأي نتائج عمن يكون خطط للهجوم. وقال بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف "يجب أن ننتظر نتائج فريق التحقيقات المشترك... الأمر لا يحتمل بحق التسرع في النتائج". الحراس القتلة تشكل الاعتداءات التي ينفذها عسكريون او شرطيون يصوبون سلاحهم ضد الشخصيات التي هم مكلفون بحمايتها، معضلة لأجهزة الامن التي لا تملك عمليا اي وسيلة لتدارك وقوعها، بحسب ما أوضح اختصاصيون. وأظهر الشرطي التركي مولود ميرت التينتاس (22 عاما) شارته مساء الاثنين للدخول بسلاحه الى قاعة المعارض حيث كان السفير الروسي اندريه كارلوف يفتتح معرضا. وكان وجوده في هذه التظاهرة طبيعيا بل حتى مطمئنا بنظر عناصر قوات الامن التركية الاخرين وحراس السفير. وقال قائد سابق لجهاز استخبارات فرنسي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه "المسالة بسيطة في مواجهة حالة كهذه، لا يمكننا القيام بشيء. لا يمكن إطلاقا تدارك الأمر. نقطة على السطر". وأوضح "حين يكون العنصر بقرب شخصية جنديا، يرتدي بزته العسكرية ويحمل سلاحا، فان الحراس الشخصيين لا يحبذون ذلك، يلزمون عادة الريبة ويراقبون" الجنود. وتابع "لكن شرطيا وسط الحراس الشخصيين لا يثير الشبهات. يجب رؤية معايير اختيار عناصر الحماية المقربة للشخصيات، مثل الجهاز السري في الولاياتالمتحدة، في الدول الغربية الأخرى، وبالتأكيد في تركيا أيضا. يتم اختيارهم بعناية فائقة ويجب أن يكونوا مستقرين نفسيا للغاية. لا يثيرون ريبة أحد". وقال الطبيب النفسي في الولاياتالمتحدة مارك ساجمان، وهو عنصر سابق في السي آي إيه في باكستان إبان الغزو السوفياتي لأفغانستان، "الواقع أنه اعتبر نفسه جنديا يدافع عن مجتمعه الخيالي، الامة الاسلامية، وهذا الولاء يتخطى كل شيء، حتى لو انه تركي". وتابع "اختار لنفسه ولاء آخر، بسبب ما حصل في حلب، كان يشعر بنفسه مسلما أكثر مما هو تركي، وإذا لم يحدث أحد عن ذلك، ولم يعط أي مؤشر لتغيير ولائه هذا، لا يمكن الاشتباه بالامر. وبالتالي، من شبه المستحيل منعه". وتعرضت القوات المسلحة الغربية ولا سيما الاميركية لعشرات الهجمات من هذا النوع في افغانستان. ففي 5 أغسطس 2014، قتل الجنرال الأميركي هارولد غرين برصاصة من بندقية "إم 16" أطلقها عليها عن كثب جندي افغاني داخل حرم الجامعة الوطنية للدفاع في كابول، فكان أعلى عسكري اميركي رتبة يقتل في الخارج منذ حرب فيتنام. وبالرغم من تدابير الحماية الصارمة، وإنشاء قوة حراسة مكلفة مراقبة الشرطيين والجنود من القوات الصديقة داخل القواعد العسكرية، ما زال هذا النوع من الحوادث يقع ولو انه بات نادرا منذ سحب القوات المقاتلة من العراقوافغانستان. وقال القائد السابق لجهاز استخبارات "بالنسبة للجنود كما للشرطيين، فان دور القادة يكمن في مراقبة رجالهم على أمل رصد أي مؤشرات تنذر بانتقالهم الى التحرك". وختم "هنا تظهر أهمية منحى العلاقات الانسانية لدى القيادة. ما أن يبدل أحد الأفراد سلوكه، ولو بصورة طفيفة، ينبغي لزوم الحذر. لكن ليس هناك ما يمكن ان يمنعه من فعل ما قام به هذا الشرطي التركي عندما يحين أوانه. هذا أمر لا يمكن تداركه".