إن المتأمل للتعاملات التجارية قديماً، والمتعلقة بعمليات البيع والشراء للمنتجات عامة، والعقار خاصة أو من يسمع من كبار السن؛ يلاحظ أن السواد الأكبر يعتبر الكلمة ميثاق شرف تفوق العقود الورقية أهمية، والصدق هو أساس العمل، والثقة هي ما يتبادله المتعاملون. كان التفكير والتوقع الإيجابي هو المتعارف عليه، ومن يفكر بسوداوية عادة يعتبر مثل الغراب الذي ينعق بما لا يفقه.. تغيرت الأفكار وتغيرت التعاملات، وأصبح التعامل يقدم فيه المتعاملون سوء الظن رغم كل الأفكار التي يتم تداولها عن الإيجابية. ورغم أننا ندين بدين الحق الذي يدعوا إلى حسن التوقع، وحسن التعامل قال صلى الله عليه وسلم (لا يُؤْمِن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه) هل بُعدنا عن ديننا الذي كبرنا في كنفه هو السبب؛ أم أن الطمع والجشع والحسد أصبحت من الصفات السائدة المقبولة لدينا؟! وتجلى ذلك بصورة مزعجة لي خلال استبيان بسيط طرحه الإعلامي القدير سعد التويم عبر حسابه في تويتر، وكانت نتيجته غريبة؛ جعلتني أتفكر في قلوبنا وما يملؤها من سواد، وأتعجب أن الحسد مقبول، ويعتقد أصحابه أنهم أخذوا حقهم من خلال تمني زوال نعمة الغير! كان الاستبيان بسيطا من شقين: الأول: هل تتمنى أن يرتفع العقار وتمتلك مسكنا؟ الثاني: أن تهبط أسعار العقار ولا تمتلك مسكنا؟ هل تعتقدون أن الراغبين بتملك المنزل شاركوا بدافع تحقيق الحلم، وقاموا باختيار الخيار الأول؟ هذا هو نفس اعتقادي، وهذا هو سبب صدمتي؛ أن الغالبية اتجهوا للخيار الثاني بدون تفكير، وبعقل مجند يعمل بدون وعي، عقل يغشاه السواد.. هل فكر هؤلاء الناس بمصلحة أحد حتى وإن كانت مصلحة الوطن؟ هل توقف أحدهم وقال إن ارتفع العقار دون أن يضر بحلمي فليرتفع؟ يمكن اعتبار هذه الاستبيانات البسيطة في الطرح العميقة في المضمون؛ ما هي إلا مرآة صغيرة ننظر بها إلى حالنا وحال قلوبنا؛ لأنها لا تعطينا نتيجة معتمدة أو مرجعا؛ إنما هي إضاءة فكر على مناطق معتمة من أرواحنا. ألم نتعلم أن الحقد والغضب لهم طاقة مدمرة للنفس والروح، وأن الشخص الحاقد لايمكن اعتباره سعيدا.. هل دعانا ديننا للفرقة والحسد. نتطلع أن تكون المقترحات حلولا بصورة خطط متكاملة وليست قرارات منفصلة، وخلال هذه العملية الطويلة هي "ابحث عن مصادر معرفتك بنفسك" ولا تعتمد على مصدر معلومات واحد قد يكون غير موثوق، مصادر المعلومات والدراسات المعتمدة هي الأصح والأدق ومن الممكن أن تكون مرجعا مهما للمهتمين.. أخيراً تمنى الخير لك وللآخرين.