تدور في خاطري أسئلة كثيرة ومن ضمنها سؤال هام وقد احتفظ بالإجابة لنفسي لأترك الاجتهاد للآخرين وهو ما هو حاصل في الآونة الأخيرة من اندفاع في العمل بالمجال العقاري وكم هائل من المستجدين في هذا المجال سواء على مستوى افتتاح مكاتب عقارية أو القيام بالتوسط من خلال الدوران المحوري على المكاتب دون أي مقر أو مرجع. كذلك أتساءل: هل أصبح هذا الاندفاع ظاهرة تتعلق بنمو أو تطور العقار كرافد مالي وداعم اقتصادي للوطن؟ هل كثرة المتعاملين بالعقار وأقصد العقاريين قاموا بالدور الفعلي لهم؟ هل هناك مرجعية تنظم هؤلاء وتوجههم وتأخذ بأيديهم وتعالج همومهم؟ هل العقاريون متروكون لمدرسة الواقع فقط؟.. كل من فكر في العمل بالعقار لم يفكر بأن يجعله عمله الأساسي والرسمي ويعطيه حقه ووقته واهتمامه، وأن الكثيرين من العقاريين جعلوا واعتبروا هذا العمل من باب التسلية وتقنص الفرص فقط. مع أن هناك أيضاً من العقاريين ليس لديه مصدر رزق غير هذه المهنة وتجده يعطيها أكبر اهتمامه ولكن هناك من ينغص عليه هذه المهنة وهنا يبرز السؤال وهو من منهم عقاري يستحق هذا اللقب والاهتمام. ان الخلط الحاصل بين العقاريين بحاجة إلى أن يوضع تحت مجهر لرؤية ما يشوبه من مداخلات بين العقاريين الصادقين والمثابرين والجادين والذين يستحقون كل دعم ومتابعة وتشجيع أما من جعل هذه المهنة في الدور الأخير من تفكيره فيجب أن يعيد النظر بالتعامل معه. لما سوف يسبب التعامل معه من عدم اهتمام وتكون لديه آخر الأوليات. من هو العقاري الحقيقي؟ من هو الذي يستحق أن نطلق عليه لقب "عقاري مخضرم" أو عقاري نشيط مميز وبارز، المعنى الحقيقي للعقار هل هو مربوط بالسجل التجاري فقط أو من يملك العقار الفعال للوطن ويساهم في عجلة الاقتصاد. هل العقاري من يملك محلاً صغيراً ومكتباً صغيراً للتجمع والسكن واعتبار هذا المكتب ديوانا للزوار فربما تتم بيعة عقارية أو شراء أو تأجير على نطاق محدود. هل هذا ما نريده من العقاريين عشرات السنين وهم مكانك سر دون تطوير يتعلق بهذه المهنة وقد أجد العذر لهؤلاء لمعرفتي بأن اللجنة المخصصة لتطوير وتنمية العقار والعقاريين مازالت تعاني من خلل في وضعها وتشكو من ضعف حيلتها تجاه ما هو حادث ويحدث في عالم العقار. هل نعتبر العقاري الحقيقي هو ما ذكرته بكل هذه الأوصاف أم ان هؤلاء الأفراد القلة من العقاريين والذين تتكرر أسماؤهم وأسماء مكاتبهم وشركاتهم في طرح المساهمات العقارية المختلفة وذات الطابع المغري لجلب أكبر عدد من المساهمين. هؤلاء العقاريون هل نزلوا من قممهم وعاشوا ولو فترة بسيطة مع المكاتب الصغيرة وتلمسوا بعض وليس كل ما يريده منهم هؤلاء وهو المشاركة بتلك الأعمال الجبارة وعدم خلق عازل عقاري يخلق نوعاً من الإحباط للعقاري الصغير. ساعدوني على أن نتعرف على العقاري الحقيقي هل هو أبو المساهمات والمخططات أم ذلك المسكين أبو شقة وأرض وقد يأتي اليوم الذي يصبح فيه المتسول بدل مؤجر لأخذ إيجاره.