استغل تنظيمي «داعش» و»القاعدة» العاطفة لاستقطاب النساء للجماعات الإرهابية، وخاصة تلك التي تمتلك منهن نزاعات الانحراف الداخلي، والتمرد، وتلك النساء المضطهدات في بيوتهن ويسعين لإثبات ذاتهن، فقد انتبه تنظيم «داعش» لذلك وابتكر إجراءات وأساليب جديدة، إذ سمح تنظيم داعش للنساء بلعب المزيد من الأدوار التنفيذية، مما يمثّل عنصر جذب للنساء والفتيات اللاتي قد يجدن فيه أحد أشكال تحرر المرأة داخل تلك المجتمعات المتطرفة شديدة الانغلاق، من هذه الأساليب تأسيس كتائب نسائية كان أشهرها «كتيبة الخنساء»، وتولية نساء عليها بمناصب قيادية. 70٪ من مواقع التنظيم الإرهابي تديرها نساء.. و«العنوسة» و«المتعة» وسيلة جذب للتغرير مناصب مغرية إذ ولي الداعشيتان السعوديتان «ريما الجريش» و»ندى القحطاني» مسؤولية الكتيبة، الأمر الذي أشبع حب القيادة والظهور لدى الداعشيتين الفارتين من المملكة لمناطق الصراع، وبحسب اعترافات ام سياف التونسية (نسرين اسعد ابراهيم) المعتقلة في اربيل: فإنه قد خصص ل»الجريش» و»القحطاني» مرتب شهري لكل واحدة في كتيبة الخنساء يتراوح بين 250 إلى600 دولار أميركي، ويأتي الاختلاف كون المقاتلة عزباء أو متزوجة، بالإضافة إلى عدد الأطفال لديها. كما تعد الجنسية من أهم ميزات زيادة الراتب، وتعتبر الجنسية الخليجية والأوروبية ذات مرتبة متقدمة في المرتبات الشهرية. إلهاب العاطفة إلكترونيا واستغل تنظيم «داعش» وسائل التواصل الاجتماعي، «الفيسبوك» و»توتير» كوسيلة دعائية وتروجية لكسب مزيد من الأنصار والمؤيدين، ويوجه خطابه في الأغلب إلى طبقة المراهقين ممن يقعون في المرحلة العمرية من 15-20 وإلى النساء، ويركّز في رسائله ومحادثاته إلى هاتين الفئتين على البعد العاطفي والحب والغراميات وتحقيق أمنيات بالزواج أحد سبل تنظيم «داعش» في استقطاب فتيات مراهقات ونساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي للالتحاق بصفوف التنظيم بالرقة والأنبار، تمهيداً لرسم معالم الطريق إلى خليفة «داعش» البغدادي وذلك من قبل منسقي «الهجرة» للنساء، وقد اعترف التنظيم بتجنيد النساء عبر «الغراميات». تجييش المشاعر إلى جانب ضرب صور مبالغ فيها على وترين؛ التأثيم وتضخيم عقدة الشعور بالذنب وضرورة التكفير عن الخطايا عاجلا قبل الموت والحساب، ثم أوضاع الأمة المأساوية وهزائمها وما تعانيه من ضعف وتشتت وفرقة وهيمنة حضارية لغير المسلمين، وهنا يجد الشاب المراهق ذاته طيعة للمرسل وتجد الفتاة نفسها مستسلمة لعاطفة البوح وتدفق المشاعر النفسية، وتبدأ (هو أو هي) في تفريغ شحنات من الألم الذاتي الناتج عن براءة السن وعنفوان المراهقة ومثالية النشأة وشحنات أخرى من الألم الجماعي المنتمي للأمة، ويقع الصيد في الشِراك، وتبدأ التهيئة لضمه أو ضمها إلى من حوله من «الأنصار» لتجد الضحية لديهم المساعدة إن رغب أو رغبت في الهجرة إلى ما يسمى «بلاد الخلافة»؛ حيث المثالية الإسلامية المطلقة -كما يصورها الإعلام الداعشي- والعيش مع المجاهدين! «الحمل» ضمانة البقاء وبعد تجاوز مرحلة الإقناع بالرحيل ووصول الفتيات إلى معسكرات القتال هناك، يتم تزويجهن ليكتشفن أنهن ثلاث أو أربع نساء في المنزل نظراً لشيوع التعدد، وأنهن هنا لتربية الأطفال تحت مراقبة سيد أو سيدة مسنة خصوصاً عند مهاتفة آبائهن، كما يتم سريعاً إسقاطهن في شراك «الحمل»، ليصعب تفكيرهن في الهروب عندما يكون لديهن طفل. حسابات مؤجرة وبحسب الباحثة في التاريخ العسكري والسياسي تواصيف العنزي، فإن الداعشيات يغزين شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر بنسبة تتجاوز 70 %، كاشفة أنها من خلال دراسة ومتابعة لها على حسابات تويتر لاحظت كثرة ظهور حسابات تدار بأسماء نساء لكن المتابع لهذه الحسابات يكتشف انها تدار من قبل رجال كون بعض التغريدات بمفردات رجالية وليست نسائية. مؤكدة ان استغلال النساء مطلب للتنظيمات الإرهابية بهدف التجنيد وتربية إبناء الدواعش مشيرة الى ان المرأة بطبيعتها عاطفية وتأثيرها بالوسط النسائي قوي وهناك صعوبة في الكشف عن تحركاتهن من قبل الأجهزة الأمنية. العنوسة والمتعة وسيلة للتغرير ومن خلال بحث ودراسة الباحثة تواصيف فإنها عثرت على تغريدات غريبة منها داعشية عزت سبب العنوسة بالسعودية لعدم وجود دواعش، وتغريدات أخرى وبشكل ملحوظ التغزل في الداعشيين، حيث رصدت تغريدات تقول «من لم تتزوج داعشياً فهي لم تعرف معنى الزواج الحقيقي». وعزت تواصيف اأسباب تعاطف بعض الفتيات مع التنظيمات الإرهابية للفراغ العاطفي وكبت بعض الأسر لبناتهم وعدم فتح حوارات بين الاسر، وكذلك لبعض الأمراض النفسية وحب المغامرة والتشدد لدى البعض من النساء. النساء أبرع في مواقع التواصل الاجتماعي وقد حرص تنظيم «داعش» على استقطاب النساء للتنظيم، من خلال التغرير بهن بالعاطفة، وما يسمى «جهاد النكاح» لإيمانه ببراعتهن في استخدام وسائل الاتصال الحديثة وذلك بحكم عدم انشغالهن بأعمال تثقل كواهلهن، ومكوثهن في البيوت أطول وقت من الرجال، وخاصّة منها وسائل الإعلام الجديد، وقدرتهن على استخدام الكلمات المعسولة واللطيفة لاستقطاب الشابّات والشبّان. واللافت للانتباه أنّ النسوة المؤيدات للقاعدة أو تنظيم داعش كثيراً ما يستخدمن موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للتحريض، وترويج الأفكار، ونشر أخبارهن، وإبداء مواقفهن من الاقتتال الذي يدور بين تنظيمي داعش والنصرة في سوريا. وتؤكد بعض الدراسات «أن 40% من مواقع أصحاب الفكر المتطرف كانت تُديرها نساء أعمارهن ما بين 18 – 25 عامًا، وكان لهن الدور البارز في التأثير على الأخ أو الزوج، ودفعه للانضمام إلى جماعات الفكر الضال. الإثارة الإعلامية سبب رئيس لداعش وتعود أسباب تجنيد النساء حسب البعض إلى استخدام النساء في العمليات الإرهابيّة في ظلّ غياب المتطوّعين من الرجال، ورغبة في الحصول على تغطية إعلامية أوسع لاسيما، وأنّ بروز النساء في المعسكرات يعدّ خبراً مثيراً يشدّ الجمهور. فممّا لا شكّ فيه أنّ وجود النساء في الفضاء العامّ المخصّص للحرب مستغرب. والظاهر أنّ النساء يتميّزن بميزات أخرى منها أنّهن أكثر قدرة على تعبئة الحشود، وإلهاب المشاعر من خلال توظيف قيم الشرف، والعرض، والعار، ودعوة الرجال إلى حماية المستضعفات، والذود عن حمى الأمة. سعوديات جذبتهن الشهرة لداعش وتعدّ السعودية «بنت نجد» المسؤولة الإعلامية لتنظيم القاعدة على الإنترنت، وقد اكتشف دخولها بأسماء مستعارة، وتزويدها لمواقع المتطرفين بالتسجيلات الصوتية والمرئية، والبيانات الرسمية للتنظيم، وبثّها عن طريق تلك المواقع. أمّا «وفاء اليحيا» فإنّها كانت تعمل محاضرة في جامعة الملك سعود وقد أخذت تتعامل مع شبكة الإنترنت بشكل متزايد. فقد بدأت بالمشاركة من خلال الردود والتعليقات على المواضيع التي تطرح في بعض المنتديات الخاصّة بمواضيع الجهاد وأخبار المجاهدين. ثمّ سرعان ما تطوّر الأمر فأصبحت تشارك في بعض المنتديات المتطرفة بكُنًى مجهولة منها: «المدوّية»، و»البارقة»، و»بارقة السيوف»، في بعض المواقع المتطرفة مثل: «الفوائد الإسلامية»، و»التجديد»، «القلعة»، و»الأنصار»، و»الإصلاح». وشملت مشاركاتها التعليق على ما حصل من تغيير في مواقف الدول تجاه «المجاهدين». وكانت تكتب عن مناصرة المجاهدين في العراقوأفغانستان، وتشيد بأعمال «القاعدة»، وعملياتها في الأراضي السعودية. ونظراً إلى أنّ النساء نادراً ما يكنّ عرضة للتفتيش فإنّ بعض الإرهابيين يستخدمون زوجاتهم أو أمهاتهم للسفر بهن إلى دول مجاورة بهدف شراء الأسلحة وتهريبها. كما أنّ التنظيمات الإرهابية توظّف الشابّات في العمل اللوجستيكي عند القيام بالعمليات الإرهابية أو لتهريب السكاكين والشرائح الهاتفية إلى السجن خلال زيارة أقاربهنّ. تسويق إعلامي نسائي ولا يكمن استغلال النساء في هذا الأمر فقط بل يتعدّاه إلى التسويق الإعلامي. فتنظيم داعش يتباهى بعدد النساء اللواتي التحقن به من مختلف البلدان مثبتًا بذلك استقطاب نساء تربّين في بيئة تشجّع على التحرّر، وإثبات الكينونة، ومؤكدا في ذات الوقت، إفادته من ضوابط الإشهار، وما تقوم عليه الثقافة المرئية من أسس. وإذا تأمّلنا في بقية الأسباب التي تدفع بعضهن إلى الالتحاق بالتنظيمات الإرهابيّة، أدركنا أنّ التواصل عبر الأنترنت قد سمح للفتيات بتكوين علاقات عاطفية. ويتّضح من خلال بعض الشهادات أنّ عدداً من الفتيات قرّرن الالتحاق بتنظيم داعش على إثر إعجابهن بصور شبّان يمثّلون في نظرهن، الرجولة المثاليّة، وقد استطعن التواصل معهم، واقتنعن بأنّ السعادة تكمن في ملاقاة الحبيب في سوريا، ومن هنا كانت البنية النفسية الهشّة، خاصّة لدى المراهقات مساهمة في صناعة «الإرهابية». وبالإضافة إلى ما سبق، تشير بعض الشهادات إلى تأثّر بعض الفتيات بحياة البذخ التي تظهر من خلال الصور المتداولة في مواقع جهادية أو في مقاطع الفيديو. فقد نشرت أرملة متطرّف أسترالي، صورًا دعائية لداعش، تظهر حياة الرفاهية، التي وصفتها ب»جهاد الخمس نجوم» في سوريا، قائلة إنّها ونساء داعش «متعطّشات لشرب الدماء». وتظهر الصور التي بثّت على موقع تويتر، عبر حساب يعتقد أنه لامرأة من ملبورن تدعى زهرة دومان، عدّة نساء يرفعن علم داعش، قرب سيارة فخمة، متباهيات بأسلحتهن، ولباسهن الأسود. وليس غريباً أن يروّج تنظيم «داعش» صوراً تظهر حياة الرفاهية التي يعيشها مقاتلوه بهدف استقطاب المزيد من الشبّان. إثبات النفس ومنافسة الذكورية سبباً ولا يمكن التغاضي عن سبب آخر يحفز الشابات على الانتماء إلى التنظيمات الإرهابية يتمثّل في الرغبة في إثبات النفس، والتماهي مع الشخصيات الذكورية فضلاً عن الحرص على خرق العادات والتقاليد المحليّة. فمن السعوديات من كانت تسهم في استقطاب الفتيات، وتجهيز الشباب المغرّر بهم بالمال، والهويات المزوّرة، والجوازات، وبعثهم إلى مناطق القتال، فضلاً عن تحريض ابنيها، وإرسالهما إلى مناطق القتال في العراقوأفغانستان، وتكوين خليّة إرهابية في الداخل. فقد اعتنقت السعودية حنان سمكري الفكر التكفيري وعملت على تدريسه والترويج له في المجتمع النسائي، والتحريض على الخروج على ولاة الأمر، وعرف عنها تأييدها الشديد للأعمال الإرهابية بالداخل، وإقامة علاقات قويّة، واتصالات مباشرة مع «القاعدة»، وتلقّي التعليمات من التنظيم في أفغانستان، وجمع التبرعات وإرسالها إلى التنظيم في أفغانستان، وصرف مساعدات مالية وعينية لأُسَر المسجونين في قضايا الإرهاب، وأُسر المقتولين في مواجهات أمنية مع السلطات السعودية، وإيواء المطلوبين أمنياً، واستئجار الشقق السكنية لهم بالإضافة إلى إقدامها على منع أبنائها من الدراسة في المدارس الحكومية بدعوى أنّها غير شرعيّة، وتزويج عدد من الفتيات المغرّر بهن بمساجين في قضايا إرهابية. تومئ هذه العينات إلى مدى قدرة النساء على إنتاج خطاب تأثيري حماسيّ، وعاطفيّ، ومدى تحريكهن لمشاعر المتقبّلات، واعتمادهن أسلوبا تحفيزيّاً يراوح بين التوبيخ، والتأثيم، والترغيب، والترهيب. وتحرص هؤلاء المكلّفات بالاستقطاب على بناء علاقات التضامن، والتآزر، والأخوّة بين النساء، وإقناعهن بضرورة توظيف كلّ الخبرات المتحصّل عليها للمساعدة على بناء الأمّة حتى يتمّ الانتقال من الضعف إلى القوّة، ومن الذلّ إلى المجد حسب زعمهم. كما أنّ المشرفات على صفحات الفايسبوك أو الفاعلات في تويتر يؤمن بأنّ الجهاد باللسان مرحلة ولّت وما عادت تنفع وإنّما آن أوان الجهاد باليد، والجسد حسب رؤيتهن. العاطفة تقود نساء منحرفات لداعش فنون الإغراء والابتذال من وظائف الداعشيات النساء ورقة إثارة بيد شياطين داعش جهاد النكاح وظيفة مدفوعة الثمن للداعشيات