أوضح السيد حمد عبدالله الملا، الرئيس التنفيذي لشركة كتارا للضيافة ل"الرياض" أن كتارا للضيافة شهدت تغيراً ونمواً كبيرين وحضوراً دولياً متزايداً مبيناً أن قطر تتحول إلى وجهة سياحية مهمة للزوار من مختلف العالم، وإلى تفاصيل الحوار: * هل أثرت الانخفاضات في أسعار النفط على قطاع الضيافة؟ * لا يزال قطاع الضيافة في منطقة الخليج يسير بخطى نمو ثابتة، مدفوعا بنشاط السوق السياحي، وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط وانخفاض قيمة العملات التي تؤثر على الطلب، فإن التوقعات لا تزال قوية على المدى الطويل. ونتوقع أن يساهم تنظيم الفعاليات الكبرى، والمعالم السياحية الجديدة، وتنامي قطاع المعارض والمؤتمرات في زيادة التدفق السياحي إلى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي حيث يتوقع أن ينمو عدد السياح الدوليين بنسبة 5.7 % سنويا خلال السنوات الخمس المقبلة حتى 2020 حسب تقرير ألبن كابيتال- شركة الاستشارات الاستثمارية المالية، الذي صدر مؤخراً حول قطاع الضيافة في دول مجلس التعاون الخليجي. * كيف ترى وضع قطاع الضيافة خصوصاً في قطر خلال الفترة المقبلة في ظل التجهيزات لكأس العالم 2022 وتحول قطر إلى وجهة سياحية لكثير من البلدان؟ * إن قطاع الضيافة في دولة قطر ومنطقة الخليج العربي في نمو مستمر، ونرى فرصاً كبيرة متوفرة في هذا القطاع، لذا فنحن نأخذ زمام المبادرة لبناء الفنادق والمنتجعات وغيرها من المنتجات السياحية لاستيعاب الطلب المتوقع من الأسواق العالمية. ولاشك أن قطر تتحول إلى وجهة سياحية مهمة للزوار القادمين من مختلف دول العالم، وفي الوقت الذي تعمل فيه الدولة على الاستعداد لاستضافة كأس العالم 2022، نحن ندرك بأنه يقع على عاتقنا دور مهم يتعين علينا القيام به في هذا الجانب على النحو الأمثل لتحقيق الأهداف المنشودة على المستوى الوطني، ومما لا شك فيه أن هذا الحدث التاريخي سيترك إرثاً دائماً لدولة قطر وشعبها. * جمعت خبرات تتجاوز العشرين عاماً في مناصب إدارية عليا في مختلف منشآت كتارا للضيافة في قطر حدثنا عن هذا المشوار الطويل كيف تراه؟ * يعود تاريخ كتارا للضيافة إلى عام 1970، حين بادرت حكومة قطر إلى تأسيس شركة قطر الوطنية للفنادق المحدودة كي تدير فندق الخليج، المعروف الآن باسم فندق ماريوت الدوحة، وهو أول فندق من فئة خمس نجوم في الدولة، وشهد عام 1982 افتتاح أول فندق يحمل علامة تجارية عالمية، فندق شيراتون الدوحة العريق. ثم جاء مرسوم أميري في العام 1993، ليسلط الضوء على الإمكانيات الكبرى التي تزخر بها دولة قطر والمقوّمات الكبرى التي تمتلكها لتطوير صناعة السياحة فيها، فجاءت شركة قطر الوطنية للفنادق، لتستحوذ على أصول الشركة المحدودة سابقة الذكر. في عام 2012، تم إعادة تسمية شركة قطر الوطنية للفنادق إلى كتارا للضيافة دعماً لطموحات الشركة في التوسع الدولي، حيث شهدت مسيرة كتارا للضيافة نموا مطردا محليا، وتوسعت بعدها في جميع أنحاء العالم، وقدمت أعلى معايير الخدمة والرفاهية، ووصلت إلى آسيا وأفريقيا وجميع أنحاء أوروبا، وأقامت شراكات مع أرقى العلامات الفندقية في العالم، وأفخر لكوني جزء من هذا النمو والنجاح، والسعي لتحقيق طموح الشركة لتصبح واحدة من المؤسسات الرائدة في قطاع الضيافة على مستوى العالم. * دراستك في إدارة الفنادق والسياحة هل سهلت عليك المهمة؟ * بالطبع، ساهم استكمالي دراستي في إدارة الفنادق والسياحة من جامعة سالزبورغ عام 1991 في تعزيز مشواري المهني في قطاع الضيافة، بالإضافة الى الخبرة في المجال حيث شغلت مناصب إدارية ضمن فنادق كتارا للضيافة في قطر، بما في ذلك فندق شيراتون الخليج، المعروف حالياً باسم فندق ماريوت الدوحة، وفندق مروب السد في الدوحة، نادي الدوحة و فندق منتجع شاطىء سيلين. (مرفق السيرة الذاتية) * أطلقت كتارا للضيافة قبل فترة برنامج «تحسين» ماهي أهم أهداف البرنامج؟ * جاء إطلاق برنامج «تحسين» للتدريب الفندقي بالتعاون مع شركة ماريوت الدولية، بهدف تمكين وتعزيز مهارات الجيل القادم من القادة القطريين، وتوفير المقومات اللازمة لتمكينهم من بدء مسيرتهم المهنية في واحد من القطاعات الأكثر نمواً في دولة قطر. ويأتي إطلاق برنامج «تحسين» ليشكل خطوة هامة في مسيرتنا نحو الريادة، ويؤكد حرصنا على الاستثمار في تمكين الشباب القطري وتعزيز مهاراتهم للانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقاً. كذلك، صُمم برنامج «تحسين» بالشراكة مع جامعة كورنيل ومؤسسة إنجاز العرب ومؤسسة التعليم من أجل التوظيف، حيث يستمر لمدة تتراوح ما بين 12 و18 شهراً يتمكن خلالها المشاركون في البرنامج من التعرف على المهارات المطلوبة لإدارة وتشغيل الفنادق ليتمكنوا من الحصول على وظيفة إدارية. ويوفر البرنامج للخريجين فرصة لاكتساب معرفة عملية حول تفاصيل سير عمل كافة الأقسام من خلال برنامج تدريبي يستمر لمدة ستة أشهر، إضافة إلى فرصة للانخراط في بعض الإدارات المختارة من خلال برنامج يستمر لفترة تتراوح بين 6 و12 شهراً، ويعتبر البرنامج فرصة مثالية للخريجين للوصول إلى مجموعة من برامج التنمية الإدارية التي توفرها شركة ماريوت الدولية. نأخذ زمام المبادرة لبناء الفنادق والمنتجعات والمنتجات السياحية لاستيعاب الطلب المتوقع * كيف ترى إقبال الشباب القطري والخليجي بشكل عام على هذه البرامج؟ * يعد برنامج «تحسين» من المبادرات المميزة في قطاع الضيافة إذ أنه يهدف لفتح المجال أمام الخريجين الراغبين بتطوير مهاراتهم وتعزيز إلمامهم بكافة جوانب هذا القطاع الحيوي، ونحن من خلال هذه البرامج نسعى الى تنمية مهارات وقدرات الكوادر القطرية في مجال الفندقة والسياحة، وتشجيع الشباب القطري للانخراط في هذا القطاع، وعلى وجه الخصوص الخروج من نظام العمل المكتبي والانخراط في العمل الميداني والحركي واكتساب الخبرة لمواجهة المجتمع. كما أننا متفائلون في نجاح أهداف هذا البرنامج نظراً للإقبال الإيجابي من الشباب في قطر والمنطقة، وسيبدأ برنامج «تحسين» باستقبال الطلبات بدءاً من شهر فبراير لعام 2017، وسيستقطب 50 خريجاً في المرحلة الأولى على أن تتم زيادة العدد سنوياً. استكمالي لدراستي في إدارة الفنادق ساهم في تعزيز مشواري المهني في قطاع الضيافة.. بالإضافة إلى الخبرة في المجال * حازت كتارا للضيافة على جائزة «أفضل شركة ضيافة لعام 2016» ماذا يعني لكم هذا الإنجاز؟ * نحن فخورون جداً بهذا الإنجاز، فهو يتماشى مع رؤية كتارا للضيافة والرامية إلى تحقيق النمو الاستراتيجي في قطر، إلى جانب التوسع في أسواق جديدة عالميا وتؤكد هذه الجائزة على المراحل المتقدمة التي وصلت إليها الشركة في مجالات الاستثمار والتطوير، كما أن التعرف إلى الفرص الاستثمارية، وزيادة مصادر الدخل، وتقديم الخدمات الاستثنائية لضيوفنا، كلها عوامل أسهمت في دفع كتارا للضيافة لتحظى بهذه المكانة العالمية. ويمكن القول أننا أصبحنا قادرين على تحقيق المزيد من النجاح في مساعينا لنكون الشركة الرائدة المعترف بها دوليًا في قطاع الضيافة الفاخرة على مستوى العالم أجمع. برنامج «تحسين» يستقبل الطلبات من شهر فبراير لعام 2017.. وسيستقطب 50 خريجاً في المرحلة الأولى * تمتلك كتارا للضيافة أو تدير 34 فندقاً في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقا وتهدف إلى إضافة 60 فندقاً بحلول عام 2026 ماهي أهم البلدان التي سيتم استهدافها مستقبلاً من قبل كتارا للضيافة؟ * تعمل كتارا للضيافة على تنفيذ خططها الاستراتيجية للتوسع من خلال الاستثمار في الفنادق الرائدة في قطر في الوقت الذي تعمل فيه على تنمية مجموعتها من العقارات الفاخرة في الأسواق الدولية الرئيسية. حالياً تمتلك كتارا للضيافة مجموعة من الأصول الرائدة التي تتوزع في ثلاث قارات، و إثني عشر دولة و تشمل قطر ومصر والمغرب والمملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا وهولندا وسنغافورة وتايلاند، وتتمتع الشركة بشراكات مع بعض أفضل شركات ادارة الفنادق، وتمتلك كتارا للضيافة أيضاً العلامات التجارية الخاصة بها في مجال تشغيل الفنادق: مجموعة بيرجنستوك وفنادق مروب. كتارا للضيافة شهدت تغييراً كبيراً ونمواً واسعاً وحضوراً دولياً متزايداً نهدف في كتارا للضيافة إلى أن نكون في طليعة المؤسسات العالمية المتخصصة بالضيافة والفندقة، وأن نعمل تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030 على تغيير عالم الضيافة من خلال الاستثمار والابتكار لترك إرث استثنائي تفخر به أجيال المستقبل. هذا و قد أسهمت استثماراتنا بشكل كبير في تعزيز وجودنا العالمي خارج دولة قطر، لمساعدتنا على السير في الطريق الصحيح لنصبح الشركة الرائدة عالمياً في مجال الضيافة، وسنتابع تركيزنا على إستراتيجيتنا لتوسيع محفظتنا من الفنادق حول العالم وفي أهم الوجهات السياحية العالمية. * بدأت كتارا للضيافة عام 1970، حين بادرت حكومة قطر إلى تأسيس شركة قطر الوطنية للفنادق المحدودة كي تدير فندق الخليج، المعروف الآن باسم فندق ماريوت الدوحة حتى جاء المرسوم الأميري في العام 1993، والذي صنع تحول في عمل كتارا للضيافة هل ساهم هذا التحول في القفزة النوعية التي قفزتها كتارا للضيافة؟ * بالطبع، منذ إنشائها قبل أكثر من 45 عامًا، شهدت كتارا للضيافة تغييرا كبيرًا ونموًا واسعًا، انتقلت فيه من إدارة فندق واحد إلى باقة من أكبر الفنادق الفاخرة في دولة قطر، بالإضافة إلى حضور دولي متزايد. واليوم، تتطلع كتارا للضيافة إلى تحقيق مستقبل واعد، مع المحافظة على جذورها وتراثها الأصيل. لقد مثلت كتارا للضيافة منذ بداياتها المبكرة الطليعة التي تقدم المعايير المتفوقة والخدمات الفائقة. وينبع نجاحنا هذا من شراكتنا مع أرقى علامات الضيافة التي تدير أصولنا بتفان وكفاءة، فيما ينهض موظفونا بكفاءة عالية، ليشكلوا العمود الفقري للنمو المؤسسي. ونحن نؤمن إيمانًا راسخًا بالتقدم المستمر الذي يدفعنا دومًا إلى الإرتقاء بالأهداف، فإنها بداية لحقبة جديدة من الفرص، ونحن نطمح إلى أن نصبح واحدة من المنظمات الرائدة في قطاع الضيافة في العالم. * تطمح كتارا للضيافة إلى تسويق قطر كمركز للأعمال والاستجمام على حد سواء. ماهي أهم العوامل التي سيتم استخدامها لانجاح هذا التوجه؟ * إن قطاع السياحة القطري ينتظره مستقبل مشرق، ونرى فرص كبيرة متوفرة في هذا القطاع، ولذا فنحن نأخذ زمام المبادرة لبناء الفنادق والمنتجعات وغيرها من المنتجات السياحية لاستيعاب الطلب المتوقع من الأسواق العالمية. ولا شك أن قطر تتحول إلى وجهة سياحية هامة للزوار القادمين من مختلف دول العالم. ونرى أن مسيرة قطر ورؤيتها فيما يخص قطاع الضيافة ماضية إلى الإمام وعمل واجتهاد موظفي كتارا للضيافة من أجل جعل قطر مثالاً عالمياً يحتذى به في قطاع الضيافة، ومن أهم أهدافنا هو بناء فريق عمل مهني وقوي ومتحمس لتحقيق المزيد من النجاحات. * تلتزم كتارا للضيافة بالاستثمار في المواطنين ودعم أهداف مبادرة التقطير من حيث خلق فرص عمل وتوظيف فريدة للمواطنين القطريين ماهي اهم الفرص المتاحة في ضل التوسع الكبير؟ * لقد أكدت رؤية قطر الوطنية 2030 على أهمية تبني أهداف وطموحات مبادرة التقطير لرسم ملامح مستقبل أكثر تميزاً للشباب القطري. ونحن في كتارا للضيافة ندرك تماماً أهمية هذه المبادرة، ونحرص دوماً على اقتناص الفرص لتعزيز إسهاماتنا في دعم وتمكين المواهب القطرية الشابة، لنترك إرثاً استثنائياً تفخر به أجيال المستقبل. خلال السنوات الماضية، عملنا على إطلاق مجموعة من برامج التدريب للشباب القطريين، كما أبرمنا العديد من اتفاقيات التعاون مع كل من «وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية»، و«معهد التنمية الإدارية»، و«جامعة قطر» و«جامعة ستندن قطر» وإطلاق برنامج «تحسين» مؤخراً، جميعها تصبو لذات الهدف وهو تشجيع وتعزيز المواهب الوطنية. فضلاً عن أننا نشجع التدريب متعدد التخصصات داخل مؤسستنا، لننشئ فريقاً من الطموحين ذوي المهارات العالية، نضمن لهم منصة تعينهم على تنمية مواهبهم سواء محلياً أو دولياً. إننا ومن خلال هذه المبادرات، نؤمن بقدرتنا على أن نساهم إيجابياً في تحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي لدولة قطر. * ما أهم مشاريع كتارا للضيافة التي يجري العمل عليها الآن والمستقبلية؟ * لدى كتارا للضيافة خطط طموحة لتصبح واحدة من المؤسسات الرائدة في قطاع الضيافة في العالم، ومن خلال روح الريادة التي تتمتع بها كتارا للضيافة، قمنا بتطوير سلسلة من الإنجازات في قطاع الضيافة في قطر، وبناءً على هذا النجاح، استطعنا تطوير محفظة واسعة لمجموعة من الفنادق المميزة في الأسواق الرئيسية في جميع أنحاء العالم. لدينا تسعة فنادق من المقرر إفتتاحها خلال الفترة ما بين عامي 2017 و2020 بما في ذلك تطوير أبراج كتارا في منطقة لوسيل مارينا، والتي نأمل أن تصبح معلماً معمارياً لدولة قطر. كما نعمل حالياً على عملية تحول شامل لمنتجع بيرجنستوك بإدارة مجموعة فنادق مروب في لوسيرن في سويسرا والذي سيوفر للزوار ثلاثة فنادق فخمة، لتصبح وجهة مثالية لاستكشاف تاريخ المنطقة الذي يمتد لأكثر من 150 عاماً والمتوقع افتتاحه في عام 2017، وتماشيا مع استراتيجيتنا الرامية إلى تكوين محفظة من الفنادق منقطع النظير والتوسع في أسواق جديدة، يجري حالياً تحويل قصر التازي في طنجة في المغرب إلى فندق من فئة خمس نجوم، والذي من المقرر افتتاحه في عام 2019. حمد الملا