يصل اليوم الخميس إلى العاصمة الجزائر، الرئيس التونسي باجي قايد السبسي. ووصف بيان الرئاسة الجزائرية أمس الأربعاء الزيارة ب"الأخوية" وأنها جاءت بدعوة من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وأنها "ستعطي المزيد من الدفع للتعاون والتبادلات بين البلدين". وتتزامن الزيارة مع تصريحات سابقة للرئيس التونسي تتحدث عن استعمال الولاياتالمتحدة الأميركية طائرات دون طيار للقيام بعمليات استطلاعية على الحدود التونسية الليبية لمحاربة تنظيم داعش ومراقبة النشاط الإرهابي المتصاعد في الناحية، وهي تصريحات لم ترد عليها الجزائر، التي أظهر إعلامها الرسمي تشكيكا في نوايا واشنطن بالمنطقة ومخاوف من أن يتعرض الأمن القومي الجزائري إلى عمليات تجسس في المناطق الحدودية. وتتحدث أوساط إعلامية استنادا إلى تسريبات، عن مساع يبذلها الرئيس التونسي لترتيب عقد قمة ثلاثية بين الجزائر ومصر وتونس يحضرها مسؤولون ليبيون لمساعدة الفرقاء في ليبيا على الخروج من الأزمة، وهو ما ألمح إليه السبسي في تصريح سابق لقناة "يورو نيوز" حيث اقترح جلوس الدول التي تتقاسم الحدود مع ليبيا حول طاولة واحدة. وفي هذا الخصوص، قال الدكتور زهير بوعمامة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر3، في تصريح ل"الرياض" أن القيادتين في الجزائر وتونس، تدركان تماما أهمية التعامل مع أزمات المنطقة (وفي قلبها الملف الليبي) برؤية واحدة وبجهود منسقة، بالنظر الى تداعيات استمرار حالة اللا استقرار في الجوار الجيوسياسي المباشر للبلدين على أمنهما ومصالحهما. وبالنسبة للدكتور بوعمامة، فإنه "سيكون من المفيد جدا اقناع القاهرة بصواب هذا التوجه بالنظر الى ما تمارسه مصر من نفوذ ودعم للجنرال حفتر الذي لا يزال غير منخرط بشكل جدي في المسعى الاممي والاقليمي". وتتقاسم الجزائر وتونس سياسيا، الموقف نفسه من حل الأزمة في ليبيا، وهو ما جرى التأكيد عليه مجددا على لسان وزيري خارجية البلدين على هامش الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية ، حيث تم التشديد على "التمسك بدعم مسار التسوية السياسية في ليبيا، واستكمال بقية استحقاقات الاتفاق السياسي، في إطار توافق جميع الأطراف الليبية، واعتماد الحوار سبيلا لتجاوز الخلافات".