لم تكن تشبه أي جولة سياسة، أو اجتماعات مجدولة بقالبها الجامد، وبروتوكولاتها المعتادة، بل كانت عيدا أخويا ومحبة صادقة وروحا مفعمة، بدم واحد، وجسد واحد، وكلمة واحدة، في أولى الزيارات الأخوية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لأشقائه قادة دول مجلس التعاون الخليجي، منذ توليه الحكم، إذ قرر -يحفظه الله- زيارة أشقائه طيلة تسعة أيام، بداية من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومرورا بقطر، ثم إلى مملكة البحرين، وختاما بزيارة محب لدولة الكويت الشقيقة. «الجسد الواحد».. شعوب متجانسة.. تاريخ مشترك.. وأهداف وتطلعات واحدة إمارات الخير في الامارات غابت البروتوكولات السياسية، والملفات المجدولة، وحضرت الألفة والمحبة والحفاوة من قادة وشعب، فانطلقت أهازيج الترحيب والفرح، وزغاريد الترحيب التي تناقلتها جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية، كما حصل لحظة دخول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- إلى منطقة الوثبة لحضور فعاليات "مهرجان زايد الثقافي" وذلك في أولى محطات الجولة الخليجية التي ابتدأها ملك الحزم والعزم بعاصمة الإمارات العربية المتحدة "أبو ظبي" والتي امتدت طيلة يومين حضر فيها "مهرجان زايد الثقافي"، والتقى فيها بأخيه الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات. وقد نقلت جميع وسائل الإعلام تراحيب النساء والأطفال بصورة عفوية محبة، وبتراحيب خليجية تراثية، ابتدأت ب"حيا الله من جانا" وانتهت بزغاريد وتصافيق وأهازيج غنائية ومقطوعة شعرية وتراحيب حاشدة من القبائل الإماراتية. لم تكن تلك اللقاءات تشبه غيرها، إذ احتفت دولة الإمارات وشعبها وحكامها بملك الحزم والعزم في صورة أخوية شعر بها العالم أجمع، فمنذ وصول الملك إلى أبو ظبي ووفده المرافق، لم تتوقف البرامج واللقاءات على كافة المستويات. فإلى جانب اللقاءات البروتوكولية التي اتسمت بالأخوية والحميمية، حظي الوفد الإعلامي المرافق ببرامج إعلامية ثرية، مكنتهم من معرفة عمل المنظومة الإعلامية في مدينة أبو ظبي الإعلامية، إلى جانب زيارة الصحف الإماراتية، وقناة سكاي نيوز، وغيرها من المحطات الإعلامية الثرية، التي تعرف فيها الوفد المرافق على آلية العمل والجهد المبذول لإيصال المعلومة والصورة بشكلها الحقيقي والحياد كما هي، مطروحة أمام الرأي العام. ولم تغب عن ذهن تلك المحطات الإعلامية الزيارة التاريخية لملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز لدولة الإمارات كمرة أولى منذ توليه الحكم، فالجميع احتفى بتلك الزيارة، وعلقت الأنظار على الملفات التي من الممكن أن تطرح على طاولة الأشقاء. دبي دار الحي وفي اليوم التالي من زيارة الملك والوفد المرافق له لأبو ظبي، لبى ملك الحزم والعزم دعوة شقيقه نائب رئيس دولة الإمارات حاكم مدينة دبي الشيخ محمد بن راشد لحضور مأدبة الغداء، والاحتفالات التي خصصت للترحيب به، كما قام بزيارة منطقة "الشندغة" التراثية التاريخية، التي تحوي معالم وآثار الإمارة، إضافة إلى متحف وبيت الشيخ سعيد آل مكتوم الذي شيد عام 1896، حيث كان يستخدم مقراً للحاكم. قطر الإخاء بعد ذلك اتجه -يحفظه الله- والوفد المرافق له إلى دولة قطر الشقيقة لمدة يوم واحد، والتي احتفت بطريقتها العفوية وأهازيجها التراثية، والمزج بين التراث القطري والسعودي، بقدوم الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة شقيقه الشيخ تميم بن حمد، وتفاعل الملك سلمان بن عبدالعزيز مع "العرضة" التي أدتها فرقة فنون شعبية قطرية، احتفاءً بزيارته التاريخية إلى دولة قطر، وشارك الفرقة بعفوية في أداء العرضة، وبجواره أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك قبيل دخولهما الديوان الأميري بالعاصمة الدوحة، لعقد جلسة مباحثات رسمية. بينما توجه الوفد المرافق لزيارة قناة الجزيرة، ومركز أخبار قطر، والتلفزيون القطري، إلى جانب إذاعة صوت الخليج، والوقوف على آلية العمل الإعلامي، والتعرف على آلية التعاطي مع القضايا ومعالجتها بالشكل المناسب. البحرين الشقيقة وفي محطته الثالثة، اتجه خادم الحرمين الشريفين لبيته الثالث في مملكة البحرين الشقيقة التي مكث فيها ثلاث ليال، أثبت فيها الشعب الخليجي أن "خليجنا واحد" و"دمنا واحد" و" قلبنا واحد" فاتجه بمعية أشقائه قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى القمة الخليجية السابعة والثلاثين بالمنامة، التي شارك بعدها ملك الحزم والعزم بالعرضة السعودية البحرينية خلال حفل الاستقبال الذي أقامه الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين على شرف خادم الحرمين، بقصر الصخير في أجواء أخوية حميمة، بحضور الوفد المرافق وعلى أنغام معزوفات وطنية أداها الفنان راشد الماجد. الكويت الحبيبة وبذات المشاعر الفياضة، والمحبة الصادقة استقبل الشعب الكويتي وقادته خادم الحرمين الشريفين، والوفد المرافق له، بذات التفاصيل، بذات الحفاوة، بذات الدم، لم يشعر أي شخص بغربة أو أنه فارق أرض المملكة، فأثبتت دول الخليج العربي للعالم أجمع بأن دمها واحد، وأنها مصدر القوة والركيزة للعالم العربي ولدول المنطقة، وأنها المسؤول الأكبر عن ترتيب أوراق المنطقة. فقد حظيت زيارة الملك سلمان التي استمرت لمدة ثلاثة أيام لدولة الكويت بدءًا من وصوله عصر الخميس، باهتمام كبير على المستويين الرسمي والشعبي، وما تخللها من استقبال رسمي مهيب وفرح شعبي عارم، وتهانٍ في الشوارع بلوحات ترحيبية إلى جانب الأحاديث في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تصدرها الحديث عن الزيارة التاريخية، إذ تم استقبال خادم الحرمين الشريفين في قصر بيان بحفاوة بالغة وبحضور الأهازيج الشعبية الكويتية والسعودية، ليتم استقباله في اليوم التالي بحفاوة بالغة من جانب الحضور في دار الأوبرا الكويتية بدعوة من وزير الإعلام الكويتي، إذ تخلل الحفل استعراض فيلم وثائقي عن العلاقات الكويتية-السعودية، بعنوان «العزم واحد»، إلى جانب مشهد تمثيلي شارك فيه الفنانون سعاد عبدالله وناصر القصبي وحبيب الحبيب، وكذلك قدم الفنانان عبدالله الرويشد ومحمد عبده أغنية عن العلاقات الثنائية بين البلدين أمام خادم الحرمين الشريفين والأمير اللذين أديا معا «العرضة» في مشهد جميل رسما من خلاله لوحة فنية رائعة وجوًا من البهجة والارتياح، وأوبريت لتكريم الفن السعودي قدم بشكل لافت. روح الجسد الواحد وفي ختام تلك الجولة التاريخية التي كانت رسالة للعالم ككل بأن الخليج وحدة واحدة، و"جسد واحد" وروح واحدة، سجل الملك سلمان وقادة دول مجلس التعاون أجمل صور الإخاء والمحبة، والتلاحم مابين قادة وشعب، حظي بها الملك والوفد المرافق. وباسم جميع الوفد المرافق الشكر موصول لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي الذي آمن بأهمية دور الشباب والإعلام في هذه الجولة، وقدم كافة التسهيلات اللازمة للوفد المرافق بقيادة معالي الأستاذ عبدالله الحسين رئيس وكالة الأنباء السعودية مشكورا على ماقدمه من جهود تذكر فتشكر. قالوا عن الجولة الملكية: كل دول الخليج دار سلمان "إن دول الخليج العربية وشعوبها لها في وجداني الكثير من التقدير، وما لمسته خلال زياراتي يبرز واقع الترابط القوي بين شعوبنا ووحدة صفنا".. هنا ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في "تغريدة" في ختام جولته. وهنا ننشر أبرز ما غرد به الحكام ومشاهير الإعلام وعامة الشعب بمناسبة زيارة ملك الملك: دول الخليج العربية وشعوبها لها في وجداني الكثير من التقدير الحزم والعزم لدول مجلس التعاون في جولته الخليجية الأولى منذ توليه مقاليد الحكم، وكان الأبرز منهم: حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، والشيخ ماجد الصباح، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، وأبرز رجالات الإعلام الكاتب سلمان الدوسري والإعلامي تركي الدخيل، وعبدالرحمن الراشد والمصور الملكي بندر الجلعود وغيرهم من المشاهير. حب الطفولة.. معزوفة صدق أمام كل التعابير الجولة الخليجية تؤكد أن «خليجنا واحد» الشقيقان السعودي والكويتي في ملحمة إخاء الملك يشارك في الأفراح بكل الحب وداع محب ملك يزور بيته ويودع الآخر سلمان الحزم بين أشقائه الشقيقان السعودي والقطري بروح الأخوة الملك سلمان وحاكم دبي حكاية أخوة وحب وتعاضد الملك رافعاً يده أمام المشاركين في العرضة الخليج وطن واحد الفلكلور الشعبي حضر بروح المحب لاستقبال ملك الحزم