فاصلة: «ليس ثمة شتاء بلا ثلج، ولا ربيع بلا شمس، ولا فرح دون أن يشاطر» - حكمة عالمية - لم تكن رحلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى الخليج الأسبوع الماضي زيارة اعتيادية، بل هي زيارة تاريخية تحمل رسالة واضحة للعالم أجمع بأن دول الخليج كتلة واحدة وأن العلاقات بينها لا تقف عند الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والثقافية، بل تمتد على المستوى التاريخي وتضرب بجذورها في وجدان الإنسان الخليجي بمعنى أن لها من العمق القدر الذي يمد في حياتها. «سلمان الحزم» لم يكن في هذه الرحلة قائدًا للعزم فقط، بل كان أبًا حانيًا أراد أن يرسل تأكيده للخليج بأنه على العهد والوعد الذي بدأه الملك خالد بن عبد العزيز - طيب الله ثراه- مع اخوته قادة الخليج وسار عليه من بعده الجميع عند تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981م، بالاتفاق على التعاون والإخاء. احتفالات دول الخليج بزيارة خادم الحرمين الشريفين صور سلماننا في كل الدول في الأماكن العامة والمجمعات التجارية وفي كل مكان، هذا الاحتفاء الشعبي والرسمي استطاعت وسائل الإعلام الخليجية أن تنقل ذات البهجة التي عاشتها أبوظبي ودبي وقطر والبحرينوالكويت إلى السعوديين في بلدهم. صورة سلمان الحزم وهو يقبل علم البحرين ويرقص العرضة في الاحتفالات الشعبية أظهرت رسالة السلام التي تنقلها السعودية إلى العالم أجمع بأنها قدر امتلاكها للعزم فإنها تمتلك القدرة على إشاعة الحب والتسامح والسلام. أما تغريدة ملك العزم والسلام في حسابه الرسمي بتويتر فقد كانت مغلفة بذات المشاعر الفياضة بالحب للخليج ومكانتها في قلب المملكة العربية السعودية، إِذ قال -حفظه الله-: «إن دول الخليج العربية وشعوبها لها في وجداني الكثير من التقدير، وما لمسته خلال زياراتي، يبرز واقع الترابط القوي بين شعوبنا ووحدة صفنا». تحية إلى كل بلد خليجي عطر أفئدتنا بالفرح وأمطر سماءنا بالبهجة... تحية إلى احتفالات أبو ظبي التراثية وقطر والبحرين التي أعادت إلينا هبات الشعر والفروسية. أما الكويت مسك الختام فقد قدمت لوحة وفاء وختمت الزيارة التاريخية ضمن برنامجها العبق بخمس دقائق من الأغنيات الخالدة في وجدان السعوديين لتقول لهم بلغة الحب: كم هي الكويت وفية.