جاءت نتائج قمة الصخير الخليجية لتؤكد على وحدة وتماسك دول مجلس التعاون ومضيها في رسم السياسات الاستراتيجية المؤدية إلى المضي قدماً في الخطط التنموية المشتركة وتركيزها على الرفاه الاقتصادي والبعد الأمني المتلازمان لضمان استمرارية الاتجاه نحو التكامل الخليجي المنشود. القمة أكدت لنا قوة وصلابة الموقف الخليجي تجاه الأحداث الجارية في المنطقة وفق رؤية شاملة عقلانية ذات أبعاد تؤكد عمق الفكر وقوة الإرادة وعزم التصميم في الشأن الخليجي والعربي والدولي من خلال كلمات القادة في القمة التي حددت ملامح واضحة لمستقبل دول التعاون مع بعد النظر باعتمادهم «مواصلة العمل في تنفيذ وتطبيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- التي أُقرت في قمة الرياض 2015، لما تشكله من إطار متكامل ونهج حكيم للتعامل مع تلك المتغيرات على أساس المحافظة على المصالح العليا لدول المجلس ومنجزاتها ومكتسبات شعوبها، وتحقيق الهدف المنشود في التكامل والوحدة بين دول المجلس في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية»؛ وذلك هو عين الصواب، فرؤية خادم الحرمين للعمل الخليجي رؤية ثاقبة وبرنامج عمل متكامل يحفظ لدول التعاون مكتسباتها ويعزز من مكانتها ويرسخ أمنها واستقرارها ويسعى لرفاه وتنمية شعوبها، وهذا ما نطمح إليه كمواطنين خليجيين نعيش الأمن والاستقرار والتنمية بفضل المولى عز وجل، ثم بفضل القيادة الحكيمة لدول مجلس التعاون التي تبذل كل الجهد من أجل الاستمرار على هذا النهج وتطويره وتعزيز مسيرته. مجلس التعاون لدول الخليج العربية ما كان ليستمر لولا فضل الله ثم حكمة قادة دول المجلس وعملهم الدؤوب لصالح شعوب المنطقة الخليجية، وتسخيرهم لكل الإمكانات المتاحة وتذليلهم لأي عقبات تعترض مسيرة العمل الخليجي المشترك، والوصول به إلى تكامل تام واتحاد دائم يصبو إليه الشعب الخليجي.