غذاؤنا والزيوت المهدرجة من المسؤول؟ تعتبر الزيوت المهدرجة عنصرا هاما لدى مصنعي الأغذية فهي تساعد على بقاء صلاحية الأغذية لمدة أطول وتحسن من مذاق الغذاء وتجعل الطعام لذيذاً رغم ضرره، والزيوت المهدرجة هي عملية تحول الزيوت النباتية الطبيعية المفيدة للصحة إلى زيوت مضرة وسامة من خلال عملية كيميائية تعتمد على تسخين هذه الزيوت في درجة حرارة عالية تصل إلى أكثر من 400 درجة وضخ غاز الهيدروجين تحت ضغط عالٍ وهذه العملية تبقي الزيت صالحاً لمدة أطول واستخدامه في صناعة غالبية الأغذية، إن استهلاك الأغذية بالزيوت المهدرجة على مدى سنوات طويلة دون حسيب أو رقيب مضر للصحة ويتسبب في العديد من الأمراض القاتلة ابتداء من السمنة المفرطة وأمراض القلب وداء السكري وترفع من معدل الكلسترول والزهايمر. عندما يتناول الشخص أي أطعمة محتوية على دهون مهدرجة فإنها تدخل إلى مجرى الدم أثناء عملية الامتصاص للمواد الغذائية التي تحصل في الأمعاء ولأنها ليست دهونا طبيعية فإن الجسم يجد صعوبة في امتصاصها من الدم وحتى يتم امتصاصها قد تشكل انسدادات في الأوعية الدموية وتكمن خطورة الزيوت المهدرجة لاستخدامها في صناعة الكثير من المواد الغذائية التي تستهلكها يوميا مثل المعجنات والحلويات والبسكويت وبعض أنواع الخبز، وكذالك استخدامها في القلي عدة مرات دون أن تحترق أو يتغير لونها لاحتوائها على الهيدروجين وتأثير ذلك على الأطفال لاستخدامهم المستمر للخبز ورقائق البطاطس المصنعة والأكلات السريعة، نظرا لخطورة هذا الأمر على صحة الإنسان فقد قررت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية بحضر هذه الزيوت خلال ثلاث سنوات اعتبارا من 2016 كما أن هناك قانونا في الولاياتالمتحدة يجبر مصنعي المواد الغذائية بإدراج قائمة الدهون المتحولة المستخدمة في تصنيع المنتج الغذائي على ملصق المنتج، وكذلك قررت الأردن منع استخدام الزيوت المهدرجة اعتبارا من العام القادم 2017 ورغم التحذيرات والمخاوف من مخاطر هذه الزيوت إلا أنه مازال الوعي بها قاصرا والبدائل قليلة، وهنا يأتي دور الجهات المسؤولة عن سلامة الغذاء والمتمثلة في هيئة الغذاء والدواء ودورها بتوعية وتقنين استخدام هذه الزيوت وحضرها على مدى زمني قصير ولا ننسى دور وزارة التجارة، وحماية المستهلك بمنع هذه المنتجات الغذائية التي تضر صحة الإنسان وإلزام مصنعي الأغذية ومستورديها بوضع علامات تحتوي على خلو منتجاتها من الزيوت المهدرجة أو بعدم خلوها ونأمل أن تهتم الجهات المعنية بصحة الإنسان وتكثيف الجهود والحرص على عدم دخول أو صناعة الأغذية التي من شأنها زيادة حالات الأمراض المستعصية.