قبل أيام غادرنا إلى مثواه الأخير الكاتب والأديب الدكتور أحمد خالد البدلي عن عمر يناهز 83 عاماً بعد رحلة علمية حافلة بالعطاء على جميع المستويات، حيث فوجئت الساحة الثقافية والأكاديمية يوم السبت الفائت برحيله ونعى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، الكاتب والأديب الدكتور أحمد خالد البدلي -رحمه الله- قائلاً عبر حسابه على تويتر: "أنعى إلى الاوساط الاكاديمية والثقافية الأديب أحمد خالد البدلي فهو من رواد التخصص في الحضارة الفارسية واول رئيس لقسم الإعلام"، الراحل -رحمه الله- ولد وعاش بمكة المكرمة إلى أن انهى دراسته في المعهد العلمي وانطلق بعدها متجها إلى القاهرة لينال من جامعتها العريقة الشهادة الجامعية في تخصص اللغة العربية، ليعود إلى أرض الوطن ويعين معيداً بجامعة الملك سعود بقسم اللغة العربية عام 1380ه، بعد ذلك ابتعث إلى لندن عام 1381ه لنيل درجة الدكتوراه في اللغة الفارسية وآدابها في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن كما نال درجة الدكتوراه في الأدب والحضارة د. الزيلعي: لا تفارقه البسمة تجده دائماً باشاً يبادرك بالسلام ويقابلك بالنكتة الفارسية من جامعة طهران عام 1386ه وكان عنوان رسالته "دور الشعر الفارسي في الدعاية المذهبية في إيران من القرن الخامس إلى القرن السابع هجري" بعد ذلك عين مدرسا للغة الفارسية وآدابها بقسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود عام 1386ه، يعد البدلي أول سعودي متخصص ويحمل درجة جامعية عليا في الأدب الفارسي كما عرف عنه عشقه للتاريخ والآثار وللغة العربية، يقول الدكتور احمد الزيلعي عضو مجلس الشورى واستاذ التاريخ والآثار: الدكتور أحمد البدلي من خيرة من عرفت من أساتذتنا علما وخلقا وأدباً وطيب نفس، لا تفارقه البسمة تجده دائماً باشاً يبادرك بالسلام ويقابلك بالنكتة التي لا تفارقه، الطريف هنا أن اغلب نكاته -رحمه الله- تدور حول نفسه خصوصاً حينما يلتقي بزميله وحبيبه وصفيّه الاستاذ الدكتور منصور الحازمي أستاذ النقد العربي الحديث في كلية الآداب، فكلاهما لا يمل حديثهما ومجالستهما وقال الزيلعي: البدلي -رحمه الله- معروف بصفاء نيته وسلامة قلبه فهو لا يحقد على أحد ولا يحمل الضغينة على أحد وله جهود علمية بارزة في تخصصه في اللغة الفارسية وآدابها منها ترجمته لكتاب (سفرنامة) او كتاب السفر لناصر خسرو بعنوان: "رحلات ناصر خسرو" ويذكر الزيلعي أنه شخصيا يطربه البدلي – رحمه الله – عندما يبدأ في إلقاء ابيات من الشعر الفارسي على الرغم من انه لا يعرف ما ذا يقول رحم الله الدكتور خالد البدلي رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.. منجزاته العلمية * ترجم كتاب (إيران في العهد التجاري) من الفارسية إلى العربية، ونُشرت الترجمة في مجلة «المنهل» منجَّمة من عام 1388ه حتى عام 1389ه (مازال الكتاب مخطوطاً) * ترجم قصة (البومة العمياء) للكاتب الإيراني الشهير صادق هدايت من الفارسية إلى العربية (مازالت مخطوطة). * ترجم رحلة ناصر خِسْرو القبادياني من الفارسية إلى العربية، وطبعت ضمن نشريات جامعة الملك سعود عام 1402ه * ألَّف كتاب «دراسة بعض الترجمات العربية لرباعيات الخيام» (مازال مخطوطاً) * عُيِّن محرراً للصفحة الأدبية بجريدة «الجزيرة» التي كانت تصدر أسبوعية «كل ثلاثاء» بالرياض من عام 1389ه حتى عام 1390ه سيرته العملية * أول رئيس لقسم الإعلام بكلية الآداب/ جامعة الملك سعود/ عندما أنشئ ذلك القسم عام 1392ه * تولَّى رئاسة قسم اللغة العربية من عام 1393ه حتى عام 1395ه * وكيلاً لكلية الآداب من عام 1395ه حتى عام 1396ه * رئيساً عاماً للنشاط الرياضي بالجامعة * كان عضواً في اللجنة الأولمبية السعودية حتى عام 1398ه * عين مديراً لمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها من 1402ه حتى 1405ه * حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1402ه فقدت الساحة برحيله أحد الباحثين المتخصصين الراحل في إحدى زياراته الخارجية د.البدلي في أحد اللقاءات الثقافية