ريادة علمية.. وإعلامية نعى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفيّ الكاتب والأديب الدكتور أحمد بن خالد البدلي -رحمه الله-. وقال الطريفي عبر حسابه على «تويتر»: أنعى إلى الأوساط الأكاديمية والثقافية الأديب أحمد خالد البدلي؛ فهو من رواد التخصص بالحضارة الفارسية، وأول رئيس لقسم الإعلام. * * * * المحرر.. والأكاديمي الأول الزميل الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي، مدير التحرير للشؤون الثقافية بجريدة «الجزيرة»، قال: لعل البدلي أول رئيس للقسم الثقافي هذه الصحيفة، وإن شئتم الدقة فهو أول محرر للصفحة الأدبية في «الجزيرة» خلال عامي 1390 - 89م في عهد أستاذنا القدير عبدالرحمن المعمر، وهو - بالتأكيد - أول سعودي متخصص يحمل درجة جامعية عليا من إيران في (الأدب الفارسي) عن رسالته (دور الشعر الفارسي في الدعاية المذهبية في إيران من القرن الخامس إلى القرن السابع الهجري). * * * * تاريخيّ.. ومحب للآثار البدلي الأكاديمي المثقف المبدع في تخصصه، العميق في مجاله، المحب للتاريخ وللغة العربية، والعاشق للآثار.. إذ يجمع على هذه الصفات كل من عرف البدليّ، التي قال عنها الدكتور عبدالرحمن الأنصاري: صحبني الدكتور البدلي لأكثر من مرة إلى قرية الفاو، وقد شارك في الرحلات الأولى إليها، وهو ذو ميول تاريخية، وكل أعماله التي كتبها ذات دلالات تاريخية وحضارية؛ إذ إن له كتبًا في الترجمة عن الدول القاجارية. * * * * أستاذية.. وروعة حضور الدكتور محمد الهدلق وصف ريادة البدلي قائلاً: يُعتبر الدكتور البدلي من أوائل الأساتذة الجامعيين. وأذكر أنني رأيته في قاعة المحاضرات العامة بالملز عام 1966م عندما ألقى محاضرة عن (غروب إيران في رباعيات الخيام)، وكان برفقة الدكتور عبد العزيز المانع، وأعجبنا آنذاك بإلقائه وإتقانه للغة الفارسية. * * * * السمح.. كاسر الحواجز الدكتور عبد الله الغذامي استعاد ذاكرة جلوسه على مقاعد الدراسة الجامعية، مشيرًا إلى أنه عندما كان يدرس في السنة الثالثة بكلية اللغة العربية كان يواجه صرامة من أستاذه الدكتور عبد القدوس أبو صالح، حتى أن أبا صالح ضاق ذرعًا بمشاغباته وأسئلته. مردفًا الغذامي بقوله: كنتُ حينها أسمع في النقيض الآخر عن سماحة الدكتور البدلي وبشاشته وحرصه الدائم على إلغاء الحواجز مع طلابه.. فكم تمنيت حينها لو كنت طالبًا عند ذلك الأستاذ الجليل! * * * * تحولات.. وانكسار حلم! الدكتور منصور الحازمي قال: تحول البدلي من قسم اللغة العربية إلى قسم التاريخ، وسرعان ما عاد إلى القسم الأول. ومن أجمل تلك المقالات المسلسلة التي كتبها في جريدة «الجزيرة» ما كتبه عن (غروب إيران في رباعيات الخيام). ولقد كان البدلي بمقدوره أن يثري الثقافة العربية بترجمات من روائع الأدب الفارسي لولا أحداث قضت على أحلامه. * * * * رائد.. أسس للمعرفة قال الدكتور عبدالمحسن القحطاني: عندما كنت مدرسًا سمعت قبل عقود عن كوكبة من أبناء وطني، يحملون شهادة اسمهما (الدكتوراه)، التي أخذت حينها أسأل عنها، وعن الحصول عليها، فكان الدكتور أحمد البدلي الذي سمعت حينها أنه تخصص في اللغة الفارسية من الأوائل في مجاله. وقد كان البدلي من منظومة حملوا هذه الدرجة، ومن الرواد الأوائل في تخصصه الذين أسسوا للمعرفة، وعملوا على نتاجها، ولم أسمع عنه أو عن منظومته الأكاديمية إلا الحوار والخروج بالعمل ذي القيمة.