حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي – في خطبة الجمعة – من الغفلة وظلم الناس , قائلا : بالغفلة عن عقوبات الظلم يكثر الظلم في الأرض , فيسفك الدم , ويؤخذ مال الغير , ويعتدى على الأعراض , ويصير العمران خرابا , والأرض يبابا ويهلك الحرث والنسل , وينتشر الخوف ثم تنزل العقوبة بالظالم , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته , وقر أ الآية : " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد " ). وأضاف : عقوبة الغفلة عن الأخذ بأسباب النجاة قال تعالى : " أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنا هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير " , الغفلة هي عدم إرادة الخير قصدا وعدم محبته مع خلو القلب من العلم النافع والعمل الصالح , وهذه هي الغفلة التامة المهلكة وهي غفلة الكفار والمنافقين التي لا يفلح المرء معها إلا بالتوبة , ولا يتبع الإنسان إذا استولت عليه إلا الظن وما تهواه نفسه ويزينه له شيطانه ويحبه هواه من الشهوات. وقال : غفلة المسلم هي غفلة عن بعض الأعمال الصالحة التي لا يضاد تركها إسلامه أو الوقوع في بعض المعاصي التي لا تكفر والغفلة عن عقوباتها , والغفلة شر كبير وضرر خطير تورده المهالك وتسد عليه من الخير مسالك , وللغفلة مضار كثيرة وشرور مستطيرة , قال تعالى : " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون " , فبالغفلة عن معرفة كمال التوحيد يقع المسلم في النقص , وبالغفلة عن تعلمه أركان وواجبات الصلاة يقع الخلل في الصلاة , وبالغفلة عن تذكر صلاة الجماعة يجر إلى التساهل في الجماعة , وبالغفلة عن ثواب الزكاة والغفلة عن عقوبة مانعها يكون التفريط في أدائها ففي الحديث : " ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع يأخذ بلهزمتيه فيقول : أنا كنزك أنا مالك " , وبالغفلة عن عقوبات عقوق الوالدين يقترف الولد العقوق فيحق عليه ما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه , والديوث , والرجلة من النساء ".