حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي من غفلة المسلم، مؤكدا أنها شر عليه كبير وضرر خطير تورده المهالك وتسد عليه من الخير مسالك، مبينا أن غفلة المسلم تكون بغفلته عن بعض الأعمال الصالحة التي لا يضاد تركها إسلامه أو الوقوع في بعض المعاصي التي لا تكفر. وبين في خطبة (الجمعة) أمس أن للغفلة مضار كثيرة، فبالغفلة عن معرفة كمال التوحيد يقع المسلم في نقص كمال التوحيد وبالغفلة عن تعلم أركان الصلاة وواجباتها يقع الخلل في الصلاة وعدم الخشوع وبالغفلة عن تذكر صلاة الجماعة يجر إلى التساهل بالجماعة وفضلها وبالغفلة عن ثواب الزكاة والغفلة عن عقوبة مانعها يكون التفريط في أدائها وبالغفلة عن تذكر عقوبات عقوق الوالدين يقترف الولد العقوق فيحق عليه ما قال عليه الصلاة والسلام (ثَلَاثَة لَا يَدْخُلُوْن الْجَنَّة: الْعَاق لِوَالِدَيْه، وَالْدَّيُّوث، وَرَجُلَة الْنِّسَاء). ولفت الشيخ الحذيفي إلى أنه مما يعين المسلم على تجنب الغفلة المحافظة على صلاة جماعة بخشوع وحضور قلب، فالصلاة تتضمن حياة القلوب، بما فيها من المعاني العظيمة مستشهدا بقول الله تعالى (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) ومما ينجي من الغفلة ذكر الله عز وجل على كل حال وتلاوة القرآن الكريم، محذرا من غفلة الإنسان واتباعه للظن وما تهواه نفسه وما يزينه له شيطانه ويحبه هواه من الشهوات، فهذه الغفلة هي التي عاقب الله بها الكفار والمنافقين في الدنيا والآخرة، قال تعالى (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون).