استشعرت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ وقت مبكر بدايات ظهور الفكر التكفيري المنحرف في المملكة العربية السعودية، وكان ذلك قبل أكثر من عشر سنوات فبادرت من خلال مركز البحوث والدراسات بالرئاسة لإعداد دراسة علمية تحليلية تناولت جهود الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب أعدها أ. د. عبدالله السهلي أستاذ العقيدة بجامعة الملك سعود، واحتوت الدراسة التي استغرق إعدادها عاماً ونصف العام على رصد لأساس الفكر الضال وتقييم وإبراز لجهود الرئاسة ومنسوبيها في محاربة الفكر المنحرف منذ ظهوره في المجتمع ورد على الشبة التي تشبث بها حملة هذا الفكر الضال من منظور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتأصيل لمواقف الهيئة في حماية أمن المجتمع من الأفكار المنحرفة والدخيلة عليه وفق منهج علمي رصين، وتتابع اهتمام الرئاسة بهذه القضية الخطيرة سعياً لمواجهة الفكر الضال وأربابه، وتحصين المجتمع والشباب بخاصة منه ومن دعاته، وقد عني معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أ. د عبدالرحمن بن عبدالله السند ب"وحدة الأمن الفكري" -التي أسست كوحدة مستقلة - عناية خاصة، ووسع من مهامها واختصاصاتها وربطها إدارياً وتنظيمياً بمعاليه مباشرة، وتهدف الوحدة إلى الإسهام في تحقيق الأمن الفكري بين منسوبي الرئاسة وفروعها، والمشاركة الفاعلة مع بقية أجهزة الدولة لتحقيق الأمن الفكري بمفهومه الشامل بين أفراد المجتمع وفقاً لتطلعات ولاة الأمر وبما يضمن قيام الرئاسة العامة بدورها المنشود في هذا المجال طبقاً لاختصاصاتها المقررة لها وفق الأنظمة والتعليمات، وقد أثمر تأسيسها إقامة العديد من ملتقيات الأمن الفكري في عموم مناطق المملكة، وتعزيز مجالات التعاون مع الإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية من خلال عقد ورش العمل المتعلقة بإستراتيجية الرئاسة في تعزيز الأمن الفكري، وتنفيذ البرامج التدريبية المتعلقة بمهددات الأمن الفكري، والتي تنفذ ضمن ملتقيات الأمن الفكري في جميع مناطق المملكة، وتستهدف منسوبي الرئاسة العامة، وبعض منسوبي الجهات الحكومية ذات الصلة. وعمدت الرئاسة لاستضافة عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء والدعاة؛ لإلقاء محاضرات علمية يتخللها حوارات تهدف لتحصين الشباب من الأفكار والأطروحات المنحرفة، وتقويم الاتجاهات الخاطئة، والتحذير من الدعايات المضللة الموجهة للشباب السعودي من قبل تنظيم داعش الإرهابي، والجهات المتطرفة الأخرى، والتدريب على الحوار مع فئة الشباب من خلال الدورات التي تعقدها دورياً بالتعاون مع بعض الكيانات المتخصصة في مجال التدريب، كما وظفت الرئاسة الإعلام كوسيلة لتوعية أفراد المجتمع وترسيخ مبدأ الأمن الفكري لدى الناشئة على وجه الخصوص بقوالب إعلامية جاذبة تركز على المعالجة الدرامية لهذه القضايا، ونشرها على شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وشاشات المعارض والأجنحة، وشاشات الحافلة التوجيهية المتنقلة، وذلك ضمن مشاركتها في ملتقيات الأمن الفكري التي تنفذها الرئاسة العامة في مناطق المملكة إضافة لطباعة ونسخ وتوزيع عدد من المواد التوعوية تتناول الأمن الفكري مع العناية بتنفيذ معارض متكاملة للأمن الفكري مزودة بالشاشات التلفزيونية التي تبث برامج توجيهية ووقائية لتحصين المجتمع من الأفكار المنحرفة، وتضم تلك المعارض أجنحة خاصة بإصدارات الرئاسة العامة، وأجنحة مخصصة لكتابة الرسائل الموجهة لرجال الأمن، وكتابة الرسائل عن أهمية الأمن، وتستهدف تلك المعارض شرائح المجتمع وبخاصة فئة الشباب من طلاب الجامعات والمدارس وتسعى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع بقية مؤسسات الدولة المعنية إلى المساهمة في تجفيف منابع الفكر التكفيري الدخيل من خلال تصميم برامج توعوية تستهدف فئة الشباب لتحصينهم من اعتناق الأفكار المنحرفة.