هزيمة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم من اليابان مؤلمة جداً خصوصاً وأنها تحدث للمرة الأولى تحت قيادة الهولندي بيرت مارفيك لكن الأشد إيلاماً أن تنطلق جحافل الإعلام السعودي كمن لم يصدق خبراً لتربط الهزيمة بتوثيق بطولات الأندية في طرح ساذج يقوده متعصبون، لم يناقش الإعلام المختطف قرارات التحكيم وهو السبب الأول في تحول المباراة سوى النزر اليسير من وقتهم بل أن بعضهم عز عليه الإشارة إليه وعده أمراً ثانوياً لا يجب الوقوف عنده ذلك أن هناك تنسيقاً مسبقاً اتقفوا فيه على أن يكون سبب الخسارة "إن حدثت" هو توثيق البطولات ومن يقف خلفها من القيادة الرياضية بصريح العبارة وجاءتهم الفرصة على طبق من ذهب عندما خسر "الأخضر" بفارق هدف فذهبوا يضربون في كل اتجاه بتغريدات غير مسؤولة وأبعد ما تكون عن المنطق والعقلانية محركها التعصب لأنديتهم لغتهم واحدة وكأنما يملى عليهم ما يكتبون ومحورها يدور حول تأثير توثيق البطولات على اللاعبين وربما غاب عن أذهانهم أن الجمهور الرياضي أصبح واعياً يستطيع التفريق بين النقد الهادف والتافه الذي يصدره الرعاع ولا يجد صداه إلا لدى المغيبين ممن يتعرضون يومياً لغسيل مخ ممنهج عبر البرامج الرياضية ووسائل التواصل الاجتماعي وما علموا أنهم بهذا الطرح المتشنج يتهمون لاعبي المنتخب في ولائهم ويشككون في وطنيتهم فهم يعيشون هاجس عدم ضم بعض بطولات أنديتهم الهامشية والودية وهذا سبب تراجع مستوياتهم ولا ندري لم لم يلحقوا بهم المدرب ويقولوا إن عدم جوده في المملكة هو احتجاج على تكوين اللجنة ابتداء ولم يسألوا أنفسهم كيف تجرأ المدافع عمر هوساوي وسجل الهدف وهو متضامن مع ناديه؟ أيها الإعلام الانتهازي خسر المنتخب وبقي متصدراً ولايزال قادراً على العودة بشكل أقوى والتأهل على الرغم من كل ما تخططون له ولكن ما يؤسف له أن ما حدث بعد نهاية المباراة كان قاصمة الظهر في توجه الإعلام الرياضي السعودي فقد كشفت النتيجة ليس غرقه حتى أذنيه في وحل التعصب بل وصوله إلى مرحلة خطيرة أصبح فيها مؤججاً للفتنة حريصاً على أن يقوض ثقة الجمهور في المسؤولين والمنتخب ليس إلا مطيتهم في ذلك فالتوجه للقيادة الرياضية والتحريض عليها عبر من يسمون إعلاميين سفهاء تقودهم أهواؤهم أصبح أشد ضراوة من قبل ولابد من الحفاظ على لحمة هذا الوطن وتماسكه بإلجامهم قانونياً فعلى الرغم من انشغال الهيئة في التطوير وإنجاز مشروعات كانت في يوم ما حلماً عصياً إلا أنهم لم يسلموا من أذى أعداء النجاح فالتوثيق ثم التخصيص مؤشرات على نهضة رياضية تبشر بالخير ولن يوقفها صراخهم ولو وصل عنان السماء.