التخطيط للتنمية يبنى على اعتبار أن الهدف الأساسي من التغيير الذي سيحدثه هو إقامة وبناء جسور تنموية قوية لصالح المجتمع، وكلما كانت مقامة على أساس قوي ومتين، ستساهم بتمهيد الطريق لنقل التراث والثقافة من وإلى المجتمعات، وبذلك ستختصر المسافات غير الممهدة للوصول إلى عالم الحضارات والرقي كاللغة والعادات وغيرها، من خلال شبكة الملائمة التكتيكية المجتمعية. والمخطط القوي تجده يضع أهدافًا إستراتيجيةً موزونةً، وقابلة للقياس ومدروسة، حيث أن التخطيط بدون أهداف واضحة وقابلة للقياس يفقد فاعليته، والمخطط غير الفعال قد يجهل أبجديات التخطيط إما بسبب عدم وجود القاعدة العلمية التي يستند إليها في التخطيط لديه، أو بسبب من مكَنه بوضعه كمخطط وهو غير مؤهل لذلك، ففاعلية الخطط تظهر بحسب المسؤول صاحب المهنية العلمية والثقافة التخطيطية الرصينة، والذي يحملها كفكرة لديه ويستوعبها بقناعة ويؤمن بقدرته على نجاحها. ولكل تخطيط جيد عناصر متينة تعتمد على قوة المجتمع أو المؤسسة التي ستحقق عملية تخطيط ناجحة، وهذه العناصر تتمثل في: البطانة الصالحة المصلحة والقوية لذلك المجتمع، التي تسهم بإخلاص في التغيير الاجتماعي المراد تنفيذه، والميدان الذي تطبق فيه تلك الخطط وهو الميدان الرحيب لتطبيق الرؤى والتوجهات لذلك المجتمع تترجم على أرضه بناء الحضارة وترسخ عمليات ثقافة وأعراف وقيم ذلك المجتمع، وأخيرًا المنتج سواء كان إنسانا أو أدوات ثقافية وحضارية، والذي يعتبر نتيجة نهائية لتلك الخطط حيث يتميز بامتصاص أبجديات التخطيط السليم ويستوعبها وينشرها لكل الأطياف الأخرى، ولهذه العناصر ثلاثة أطر تسهم بنجاحها وهي: رسم الخطة، مكونها وداعمها الرئيس، وتعطيها قوة الترابط والانسجام والمرونة العالية، وجميع هذه الأطر مرتبطة بالتشاركية مع العناصر أعلاه، كالقيام بتجميع وتحريك جميع الطاقات الاجتماعية، وتحقيق الوحدة في النشاط الاجتماعي بواسطة إدماج أنشطتها الفردية التي تنصهر بثقافة النشاط الاجتماعي. ولا سيما أن الأرض الصلبة التي يقف عليها ولاة الأمر بوطني الغالي مفعمة بعناصر وقوى دينية وسياسية واجتماعية راسخة ومعتدلة، تدعم وتقوي وضع الخطط وفق أطرها المحكمة بآلية متزنة، لنقل المجتمع من حالة الركود والانزواء إلى عالم التقدم والارتقاء. والتحول الوطني شاهد لعملية بنائية تستهدف مواكبة التقدم بواسطة عقد خطط متكاملة للعناصر الثلاثة وجمعها في بوتقة متحدة متجانسة، بأطر علمية سليمة كرسم الخطة، ولم شتات وترتيب الأولويات، وتنظيم المكونات، واجتثاث الفساد، كنظام مدروس ومخطط له برؤية ورسالة وأهداف قوية تسير وفق أهداف الدولة التي تسعى إلى تحقيقها. وتبرز قوة وعدل قادة وطني بالتحول الوطني بكل فخر لتضافر الجهود في كل النواحي وتخريج رؤية 2030، كثمرة أتت أكلها للعلاقات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وبكل المجالات الأخرى، بمؤسسات وطني. ويستكمل قادة وطني منظومة التخطيط بعناصرها الثلاثة القوية والمتينة المذكورة أعلاه، بدعم ظاهرة النمو والتقدم نحو الوحدة الإسلامية، لتحقيق بناء الرؤية والرسالة الإلهية (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا) وفق مدلولاتها العظيمة والتي تتجلى من خلال حسم الأمر بواسطة التخطيط السليم في جمع الشتات الإسلامي والعربي، لنؤكد واقعنا المشرف الذي يسير بحسب القانون الإلهي ويشمل بواعث النصر المؤزر بحول الله، ويمهد لصناعة مستقبل إسلامي تنموي رائد، مصحوبًا بدفعة وسطية روحية ودينية في نفوس كل بني الأرض.