ارتفع سقف طموحات الرياضيين السعوديين في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2018م إلى الحد الذي اصبحوا يأملون في حسم بطاقة التأهل باكراً، على الرغم من أن أكثرهم تفاؤلاً قبل انطلاقة التصفيات لم يكن يتوقع أن يشاهد "الأخضر" متصدراً المجموعة الحديدية مع منتخبات بحجم استرالياواليابانوالإمارات والعراق، في ظل تدهور النتائج والمستويات على مدار الأعوام الماضية، حتى أن كثيرا من المهتمين بشأن الرياضة السعودية اصابهم الإحباط بعد اعلان القرعة، لإدراكهم الفوارق الفنية بيننا وبقية المنافسين، لكن الوضع اختلف بعد تحقيق أول فوزين على تايلاند والعراق، وبات مختلفاً اكثر بعد التعادل مع استراليا في جدة وهي النتيجة الذي اقترنت بأداء فني عال وروح قتالية، ووصلت الطموحات الى ماوصلت اليه بعد بلوغ النقطة العاشرة بالفوز على الإمارات وتصدر المجموعة بفارق نقطتين عن اقرب المنافسين. لابد أن يستغل "الاخضر" هذا الوضع، ويُمضي قدماً نحو الاستمرار في جمع النقاط واعادة هيبته التي كانت مفقودة خلال الأعوام الماضية، فالانتصارات المتكررة وحدها من ستعيد الهيبة، ولو سألنا اليابانيين عن المنتخب السعودي قبل عام او اثنين ستكون اجاباتهم بأنه "منتخب سهل سنتجاوزه بأقل مجهود"، بيد أن الوضع اضحى مختلفاً للغاية فالمنتخب السعودي فرض اسمه وسجل حضوره اللافت وبات كبار "القارة الصفراء" يحسبون له الف حساب، وهذا الأمر ايجابي وبإمكانه أن يساهم في وصوله للمونديال الروسي اذا ماتم استغلاله كما ينبغي، وثقتنا كبيرة في الجهازين الفني والإداري. مباراة الغد مع اليابان تمثل ثلاث نقاط لا اقل ولا اكثر، مهما كانت النتيجة فهي لن تؤهل "الأخضر" ولن تقصيه من التصفيات، وعلينا ان نتقبلها بمنطقية، وعلى اللاعبين ان يتعاملوا مع المواجهة بواقعية، فالمنتخب الياباني ليس بالسهل حتى وإن كان ظهوره متواضع في اول اربع جولات، لأن فترة التوقف الأخيرة كفيلة بتصحيح الأخطاء وترتيب الأوراق، هو واحد من افضل منتخبات القارة الآسيوية ومن المنتخبات العالمية التي لها حضورها، ويمتلك في صفوفه عددا من نجوم البطولات الأوروبية، في المقابل هو ليس "بعبعاً" مخيفاً، صحيح علينا ان نحترمه ومكانته في القارة خصوصاً وأنه سيلعب على ارضه وبين جماهيره، لكن بحدود العقل والمنطق. ف"الأبيض الإماراتي" استطاع أن ينتصر عليه في طوكيو، ومنتخبنا فاز على الاماراتيين بالثلاثة، وهذا ابلغ دليل على انه قادر على العودة من هناك بالنقاط الثلاث، وان كانت نقطة التعادل ايجابية ايضاً كونها امام منافس يلعب على ارضه، وهذا هو حال منافسات المجموعات، الاهم ان تنتصر على ارضك، وتحرص على عدم الخسارة خارج الديار. الكرة في ملعب اللاعبين لتقديم مباراة لا تقل عن اخر مباراتين في التصفيات، فالمتابع بات لا يقبل بأي مستوى يقل عن ماشاهدناه مؤخراً، ولن يرضى بروح تقل عن تلك الروح القتالية التي رجحت كفتنا امام الاستراليين والغت الفوارق الفنية بيننا، وتنتظر اللاعبين مهمة أخرى بكسر العقدة اليابانية كون اخر فوز لمنتخبنا كان في كأس آسيا 2007م، والابتعاد عن تحقيق اي فوز على مدار تسعة أعوام لا نقبل به ولا يليق بتاريخنا الرياضي، ونأمل أن يضع له المنتخب حداً يوم الغد. نُجدد الدعوة للجميع بالوقوف مع "الأخضر" ومواصلة الالتفافة التي اسعدتنا كثيراً في هذه التصفيات، وحصدنا ثمارها بعشر نقاط وصدارة للمجموعة الحديدية، اتركوا الأندية وألوانها، وتجاهلوا خلافات توثيق البطولات، وتناسوا انتخابات اتحاد القدم، وادعموا "صقورنا الخضر"؛ فالمرحلة الحالية تتطلب ذلك فعلاً لأننا امام منعطف خطير.