إذا كنت تشعر بالذنب لأنك لم تقرأ أي كتاب منذ مدة طويلة، فإن "سنة القراءة الخطرة" يحكي قصتك بالضبط، دون تباهٍ أو تظاهر بثقافة وهمية، يشتكي آندي ميلر في (328) صفحة من القراءة، ويستمتع بها، ويعترف بضعف لياقته أحيانًا عن قراءة الكلاسيكيات بكل صدق. لا حاجة للكذب بعد الآن! أعتبر تجربة قراءة "سنة القراءة الخطرة" هي تجربة تقترب من التوبة، التوبة عن كل الأكاذيب التي أطلقناها عن الكتب، التوبة عن خجلنا من الحقيقة، هذا الكتاب مضحك جدًا، صريح، مغرور، متواضع، أفضل ما يمكن قراءته لتتحرر من كل أفكارك المسبقة عن القراءة، دليلك كي تتمرن على القراءة وكأنك تستعد لماراثون. تقول ماريا پوپوڤا صاحبة المدونة الشهيرة (Brain Pickings): "إنها مذكرات ممتعة، عالية بشكل مذهل، ميلر أحد الأشخاص الذين يعتزون بالكلمة المكتوبة، ولكنه يفعل ذلك دون أي مقدار من ادعاء أهمية الذات أو الغرور، كما يحدث مع أغلب الكتّاب في عالم الأدب". يتحدث آندي ميلر في هذا الكتاب عن لندن وعلاقته الأدبية بالمدينة، يتحدث عن جدوى القراءة والكتب ويقول: "سألت نفسي، ما فائدة قراءة كل هذه الكتب إن كان كل ما ستجلبه لي هو مجموعة من صناديق التخزين؟ ما الغرض منها؟ ما الخطر في القراءة بشكل خطر إن لم تغيرك هذه الكتب وتتصرف بناءً على تعاليمها؟" ويقتبس من غوستاڤ فلوبير في رسالة إلى الآنسة لوغوير دو شانتبي: "لكن لا تقرأي، كما يقرأ الأطفال، لأجل المتعة، أو كما يقرأ المتفائلون، لأغراض التعلم، لا، اقرئي لإنقاذ حياتك".. رحلة آندي ميلر في هذا الكتاب تحكي عن خمسين كتابًا وضعها في قائمة أطلق عليها "قائمة الإصلاح" وأراد بها أن يتوب من كل الذنوب السابقة التي اقترفها في حق الكتابة، ومن كل الأكاذيب التي ادعاها عن كتب لم يقرأها.