رغم أن اليهود لا يشكلون سوى 2% من إجمالي الناخبين داخل الولاياتالمتحدة، إلا أن هؤلاء لهم التأثير الأكبر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويحرص كل من المرشحين الديموقراطي والجمهوري عادة على استمالة هؤلاء الى جانبه دائماً، ومعرفة المزاج العام لهم في أي اتجاه يميل. ويعود السبب في ذلك بحسب دراسة أجراها البروفيسور غيل تروي لصالح جامعة حيفا إلى المال، فاليهود في الولاياتالمتحدة رغم قلتهم إلا أنهم يسيطرون على رؤوس الأموال الضخمة، ويسخرون أموالهم هذه لدعم هذا التوجه السياسي أو ذاك. ويؤكد البروفيسور تروي أن دعم اليهود المالي للحزب الديموقراطي بلغ خلال الحملة الانتخابية الحالية 50% من مصاريفها، بينما شكل دعمهم لحملة الجمهوريين ما نسبته 25% من تكاليفها. ويضيف تروي أن اليهود يتركزون في الولايات المتأرجحة والتي غالباً ما يكون لها وزن مؤثر في ترجيح كفة مرشح على الآخر، ومما يبرز أهمية وتأثير الصوت اليهودي أيضاً هو مشاركتهم الكثيفة في أي انتخابات رئاسية، فعادة يشارك 85% منهم في التصويت، بينما بالكاد تصل نسبة المصوتين في أوساط الأميركيين غير اليهود إلى 50%. وعلاوة على ما سبق يضيف تروي سبباً آخر لتفوق وقوة الصوت اليهودي في الانتخابات الأميركية وهو وجود ممثلون لهم في مناصب قيادية، حيث هناك 10 سيناتورات من الطائفة اليهودية، و19 نائباً في الكونغرس وثلاثة قضاة في المحكمة العليا، ولهؤلاء أدوار بارزة في فريق كل مرشح. ويشير الباحث أيضاً الى الدور المهم الذي يقوم به اليهود أصحاب المناصب الرفيعة وهم كثر والذي يتعاظم تأثيرهم. وأكد البروفيسور في دراسته الى أن تاريخ الطائفة اليهودية في الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ العام 1928 لا يشير الى وجود الكثير من الود بينهم وبين الجمهوريين، فرغم حرص مرشحيهم على تخصيص يوم لمخاطبة جنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "الآيباك" خلال حملاتهم وإبداء التأييد الكبير لإسرائيل والتزامهم التام بدعمها في وجه "أعدائها" إلا أن هذا لا يضمن فوزه بأصواتهم وتأييدهم، واعتبر الباحث السبب في ذلك كون 70% من هؤلاء اليهود ليبراليون -على حد وصفه- وهم لا يتماهون مع اللغة اليمينية التي يحاول المرشح الجمهوري دغدغة عواطفهم بها، ولذلك تذهب أصواتهم عادة للديموقراطيين، متجاهلين صلابة وثبات الجمهوريين في انحيازهم إلى جانب إسرائيل.