قال شرطي إن قنبلتين مزروعتين على الطريق انفجرتا أثناء مرور قافلة تقل عائلات عراقية فارة من بلدة واقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش" في شمال العراق في وقت متأخر من مساء الجمعة مما أسفر عن سقوط 18 قتيلاً. واستهدفت القنبلتان شاحنة تقل سكاناً من بلدة الحويجة على بعد نحو 120 كيلومتراً جنوبي الموصل معقل "داعش" أثناء نقلهم إلى بلدة العلم المطلة على نهر دجلة. وقال العقيد نعمة الجبوري من شرطة المنطقة لرويترز إن 17 من القتلى من النازحين. وقتل شرطي كان يرافق النازحين في سيارة دورية. وأوضحت لقطات بثتها جماعة على صلة بوزارة الدفاع العراقية على وسائل التواصل الاجتماعي عدداً من الجثث المتفحمة قرب السيارة المدمرة. الى ذلك استأنفت القوات العراقية السبت المعارك ضد تنظيم "داعش" في مدينة الموصل اثر اضطرارها للتراجع جزئياً الى مشارف المدينة واعادة تنظيم صفوفها بعد المقاومة الشرسة للمتطرفين في آخر معاقلهم في شمال العراق. وذكرت الدائرة الإعلامية في الحكومة العراقية أن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وصل السبت الى منطقة عمليات "قادمون يا نينوى" في محافظة نينوى 400/ كم شمالي بغداد. وقالت الدائرة الإعلامية، في بيان صحفي: إن "العبادي تفقد القطعات العسكرية المقاتلة في الخطوط الأمامية". وفي موازاة خوض قوات مكافحة الإرهاب معارك مع تنظيم "داعش" في شوارع الموصل، هاجم الجيش والقوات الاتحادية آخر البلدات التي سيطر عليها المتطرفون على الجبهة الجنوبية التي تشهد تقدماً بطيئاً. ورغم خشية المنظمات الإنسانية من حدوث حركة نزوح غير مسبوقة نظراً لوجود اكثر من مليون مدني عالقين في الموصل، لم تسجل حركة نزوح كبيرة من المدينة ولكن تزايدت بشكل كبير اعداد الفارين بفعل المعارك خلال الأيام الأخيرة. وقال المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان لوكالة فرانس برس السبت: إن "قواتنا تخوض حالياً قتالاً شرساً داخل الأحياء في شرق الموصل (...) القتال يجري من بيت إلى بيت". وفي بلدة برطلة شرق الموصل التي اتخذتها القوات العراقية قاعدة منذ استعادة السيطرة عليها في الأيام الأولى من الهجوم، تسمع صفارات سيارات الاسعاف التي تنقل جرحى قوات مكافحة الإرهاب من الجبهة بشكل متكرر. دخلت تلك القوات الجمعة للمرة الأولى إلى عمق شوارع الموصل غير أنها أجبرت على التراجع جزئياً بفعل إطلاق النار الكثيف من أسلحة رشاشة ووابل القنابل من مقاتلي تنظيم "داعش". وقال أحد ضباط فرقة مكافحة الإرهاب طالبا عدم كشف هويته "لم نكن نتوقع هذه المقاومة القوية. في كل طريق يوجد ساتر عليه دواعش وعبوات". وأضاف "كان من الأفضل أن نخرج من مكان الاشتباكات، ونضع خطة جديدة". وهذه المقاومة التي واجهتها القوات تتناقض مع تقارير أفادت بأن تنظيم "داعش" سحب العديد من عناصره من الجهة الشرقية إلى الضفة الغربية من نهر دجلة. وعلى الجبهة الجنوبية، هاجمت القوات الحكومية بلدة حمام العليل، وهي إحدى البلدات الرئيسية بين قاعدة القيارة والموصل. ونقل بيان لقيادة العمليات المشتركة عن قائد عمليات نينوى الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله قوله إن "قوات الجيش والشرطة الاتحادية تقتحم ناحية حمام العليل بمساندة طيران الجيش، من ثلاثة محاور". وفيما لم تلق دعوات المنظمات الإنسانية لفتح ممرات آمنة للمدنيين الخارجين من الموصل صدى، ارتفعت أعداد النازحين في الأيام الأخيرة. وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في بيان السبت عن "ارتفاع أعداد النازحين منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى إلى أكثر من 29500 نازح". وأشار بيان الوزارة إلى "استقبال تسعة آلاف نازح خلال اليومين الماضيين، من مناطق قوقجلي وقراج في محافظة نينوى، وتم نقلهم إلى مخيمي حسن شام والخازر" شرق الموصل. وخاضت المنظمات الإنسانية سباقا مع الزمن من أجل بناء مخيمات لاستيعاب النازحين في حين توقعت الأممالمتحدة نزوح أكثر من مليون شخص من المدينة بسبب المعارك. ويشكل النزوح مشكلة خصوصا للمجتمعات الزراعية، لصعوبة نقل المواشي وغيرها إلى المخيمات. كما يتوقع ان يزداد الوضع صعوبة على النازحين مع اقتراب الشتاء والطقس البارد. ورغم شكوى القوات العراقية من عدم كفاية الغارات التي يشنها التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة على المتطرفين، يؤكد التحالف أنه يوفر دعماً جوياً كثيفاً ومتواصلاً أكثر من أي وقت مضى. وأشاد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لدى التحالف بريت ماكغورك في رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بآخر التطورات العسكرية متحدثاً عن "تقدم جديد على كافة الجبهات. ما زال هناك الكثير ولكن (التقدم يسير) اسرع من المتوقع".