بدر بن عبدالله الشويعر وجهت مليشيات الحوثي الإرهابية التابعة للدولة الصفوية الإيرانية والمتعاونة مع المخلوع علي عبدالله صالح، صاروخاً باليستياً لكعبة المسلمين بيت الله الحرام أحب البقاع إلى الله ورسوله والمسلمين جميعاً، من دون مراعاة لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم حول العالم والاستخفاف بالمقدسات الإسلامية، بشكل إجرامي دنيء متجاوزة كل الحرمات، متعدية على حدود الله الدينية والأخلاقية والإنسانية. فبكل صلفٍ وغرور ضاربة بالأعراف والقانون الدولي عرض الحائط، فجميعها تؤكد على حرمة الأماكن المقدسة في وقت الحرب ناهيك عن وقت السلم فقد نصت المادة 27 من اتفاقية لاهاي لعام 1907م، على أنه في حالة الحصار والضرب بالقنابل يجب اتخاذ كل ما يمكن اتخاذه من الوسائل لعدم المساس بالمباني المعدة للعبادة، كما شددت المادة 53 من الملحق الأول لاتفاقية جنيف لعام 1949م الصادر 1977م على حظر ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة ضد أماكن العبادة والمقدسات الدينية، وعلى المستوى الأممي أكدت لجنة القانون الدولي بالأمم المتحدة (UN) في أعمال دورتها رقم 32 لعام 1980م على حرمة التعدي وانتهاك أماكن العبادة والمقدسات الدينية بالتعدي أو بالسلب والنهب أو أي تصرف يضر بهذه الأماكن. إلا أن هذا العدوان الغاشم تم اعتراضه من قبل دفاعات التحالف العربي، وأُسقط على بعد عشرات الكيلومترات من مكةالمكرمة. وعلى أثر هذا الاعتداء انتفض العالم أجمع تنديداً بهذه الاعتداءات، فقد أثارت موجة غضب شديدة عربياً وإسلامياً دولياً كالإمارات العربية المتحدة ودولة قطر ومملكة البحرين ودولة الكويت والأردن ومصر والسودان والمغرب وغيرها من الدول. وكما نددت جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وحركة النهضة التونسية، واعتبروا أن هذا الاعتداء الغاشم استفزاز لمشاعر المسلمين، ودليل على رفضهم الانصياع للمجتمع الدولي وقراراته. ونددت هيئة كبار العلماء ومجلس حكماء المسلمين والأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية بهذه الاعتداءات، مؤكدين أنه إجرام خبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، وضرب من الجنون واعتداء فاجر على حرمة بيت الله الحرام. وأكد مجلس حكماء المسلمين أن هذا العمل الدنيء تجاوز في بشاعته كل المحرمات، مشددًا على أن استهداف بيت الله الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا يكشف حقيقة مرتكبيه الذين ينفذون أجندات طائفية بغيضة. وجميع دول العالم الإسلامي تؤكد على أنها مع المملكة العربية السعودية، معلنين رفضهم لهذا التجاوز الخطير الذي استهدف قبلة المسلمين، ومثل هذه الأعمال المشينة لا تخدم القضايا الإسلامية والعربية، بل إن هذا الاعتداء سيعمل على توسيع دائرة الصراع في المنطقة بدلاً من تعزيز عناصر الأمن والاستقرار، في الوقت الذي تجدد المملكة دعوتها فيه إلى الامتثال للشرعية وإعادة الأمن لليمن، بما يؤدي إلى التوصل لحل سلمي يرتكز على الأسس والمبادئ المتفق عليها بين الأطراف المعنية والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم2216. ومما لا شك فيه أن الاعتداء دليل بارز على إمعان عصابة الحوثي الإرهابية وقوات علي عبد الله صالح في تجاوزاتهما، ورفضهما الانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، والجهود الحثيثة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. هل يسعى الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح نحو حرب إقليمية عقب استهداف مكةالمكرمة؟ وهل بعد الاعتداء على مكةالمكرمة من ادعاء بالإسلام او السلام ؟ لذا يستوجب على الجميع سرعة دعم التحالف الذي تقوده المملكة واتخاذ مواقف حازمة، فبعد استهداف الحوثيين قبلة المسلمين لا وقت للتعاطف أو الحياد مع التحالف العربي أو الاكتفاء بالتنديد، وعلى الجميع أن يدرك أن التحالف العربي بقيادة المملكة يُحارب أعداء الإسلام وعصابات إيران في اليمن عنهم جميعا.. ولا شك أن هذا الاستهداف هو بداية النهاية لهذه العصابات، وسيظل البيت بوعد ربه مثابة للناس وأمنا.