عبدالرزاق المانع فقد الوسط الثقافي في المملكة القاص والروائي الأستاذ عبدالرزاق بن سعود المانع إذ انتقل إلى رحمة الله عن عمر جاوز خمسة وسبعين عاماً بعد أن أصدر مجموعة قصصية ورواية واحدة، وديواناً مخطوطاً كان ينوي نشره. من جهته قال رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض د. عبدالله الحيدري: "رحم الله الأستاذ المانع رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، فلقد عرفته من تردده على النادي لمتابعة طباعة روايته "صخب الحياة" التي قدمها للنادي العام الماضي، وطبعت بالشراكة مع المركز الثقافي العربي ببيروت والدار البيضاء، وهو نجدي هاجرت أسرته إلى الزبير بالعراق، وهناك ولد ودرس الابتدائية والثانوية، ثم واصل دراسته الجامعية في جامعة بيروت العربية، وتدرج في الوظائف إذ عمل معلماً ثم مشرفاً تربوياً ثم مديراً للإشراف في البصرة، وله نشاط في مجال النشر في الصحافة العربية، ونشرت له نصوص شعرية وقصصية في مجلة الآداب البيروتية، وعاد إلى موطنه الأصلي قبل نحو عشرين سنة، وذكر لي أن له ديواناً من الشعر ينوي طباعته". وأضاف: "جمع المانع -رحمه الله- جملة من نصوصه القصصية، وصدرت في الكويت عام 2005م، وعنوانها (ذات صباح ربيعي)، وأما روايته (صخب الحياة) فتقع في مئة وسبع وثلاثين صفحة، وصدرت عن النادي الأدبي بالرياض عام 1437ه/2016م، وتنفرد بطرح موضوع لم تتناوله الرواية السعودية إلا بشكل محدود جداً، وهو هجرة قسم من أهالي نجد إلى جنوبالعراق قبل أربع مئة سنة، وكيف عاشوا، وإلى أي حد تأثروا بمحيطهم، أو أثّروا فيه، وما الأسباب التي دعتهم إلى ترك (الزبير) التي عاشوا فيها ردحاً من الزمن والعودة إلى بلد المنشأ والأصل، والمؤلف، وإن لم يكن معروفاً فإن الرواية تكشف عن ثقافة واسعة، ولغة جيدة، أسعفته لإدراك القالب الصحيح الذي تكتب من خلاله الرواية، وواضح تأثره بالعديد من الأعمال الروائية العربية الجيدة". ولفت إلى أنّ مجلس إدارة النادي أقر تنفيذ فعالية عن الراحل في شهر ربيع الأول القادم بإذن الله بحضور أسرته؛ لتعريف الوسط الثقافي بأدبه، وإلقاء الضوء النقدي على مجموعته القصصية وعمله الروائي. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.