الهلاليون لا يدركون قيمة فريقهم، ولا يتعظون من الدروس التي مروا بها، مئات اللاعبين والمدربين والإداريين مروا على الفريق الأول لكرة القدم واخفقوا جميعا في التعاطي مع الواقع الأزرق، وقيمة المنافسين وضرورة التحضير لهم بالصورة المناسبة، تجدهم يتألقون أمام أصعب الفرق ويخطفون أهم البطولات، وفي مرات أخرى يغيب هذا التألق حتى لو كان الفريق معداً فنياً وبدنياً وتسبقه ترشيحات الفوز إلى المستطيل الأخضر. في مباريات كثيرة وبطولات عدة يحاصر الخصم 90 دقيقة فتجده يخرج خاسرا أو متعادلا، حتى وإن ضم أبرز النجوم، وهذا يعكس بكل وضوح أن صاحب القرار الفني والإداري لا يقيس قيمة وأهمية فريقه وفق الظروف المتاحة وما لدى المنافسين من أسلحة كيف يمكن التعامل معها، أيضا في مباريات عدة حضر هذا الهلال وتقدم بأكثر من ثلاثة أهداف، ومجرد شعور المتابع أنه سيحطم الرقم القياسي في مرمى الخصم، يظهر البرود والتهاون، فيستقوى الفريق الآخر وربما يحرج الفريق الازرق بالتعادل مالم يقلب النتيجة، ومن يعرف حقيقة هذا الأمر عليه العودة إلى التاريخ. في لقاء الاتحاد أول من أمس ظن الجميع أن الشوط الأول لن ينتهي بأقل من هدفين لصالح الهلال عطفا على هيمنته على المباراة وتراجع منافسه، وإذ بالشوط الثاني يتحول إلى بركان اتحادي لخبط الاوراق الزرقاء، عجز معه الجهاز الفني ترتيب الاوراق واستعادة الهيمنة فتلقى مرمى عبدالله المعيوف هدفين جسّدا حقيقة واحدة وهي أن لاعبي "الزعيم" وإدارته والأجهزة الفنية والإدارية لا يستفيدون من الدروس التي تتكرر بين الفترة والأخرى فيسقط الفريق الأزرق في مواجهات يظن مسبقا أن نتيجتها ستؤول لصالحه، وهذا ليس له تبرير الا عدم احترام الخصم وعدم اللعب بالامكانيات المتاحة وما أكثرها لدى الهلال ولكنه يخفق ويخذل جماهيره، اما الاتحاد "عميد الأندية السعودية" المهيب بحضوره واللافت في عطاء نجومه وتاريخه فعرف كيف يستنزف جهد خصمه الذي كان يجري لاعبوه بلا فائدة وهجر إلى شوط ثان ظهرت معه ملامح اللياقة الزرقاء الضعيفة فكانت الخسارة، وكان الانتصار الذي استحقه الاتحاد عن جدارة.