عندما يحضر النصر بشخصيته وهيبته وتميزه فنادرا ما يخطئ هدفه، وطموحات جماهيره وأهداف رجاله، يغيب نجم ويبتعد عضو شرف، وتداهم الإصابات بعض عناصره فيبقى مشعا بشمس العطاء ويبقى مصدرا من مصادر الإبداع في كرة القدم السعودية، بالأمس جسد حقيقة الروح عندما تحضر، والعمل الاحترافي عندما ينتج، والانضباط داخل الملعب عندما يرهق الخصم، ويشل تركيزه ويلخبط تفكيره، هذا لا يفعله إلا مدرب عبقري وفريق يستحق الاحترام والإعجاب، وكل هذا وجده المتابع الرياضي في شخصية النصر أمام غريمه التقليدي "الأزرق" الذي ظل تائها طوال المباراة، لا تشعر أن لديه هدفا ويتسلح بخطة ويتحرك وفق الالتزام بالأدوار لكل لاعب، والاعتماد على الجماعية والتفاهم ومجاراة الخصم بفكر احترافي وحضور يرهق المنافس، أقدام تركل الكرة بعشوائية، وفي ذهنها الاحتفاظ بها والوصول إلى مرمى المنافسين من أصعب الطرق، لا اللعب السهل الممتنع، وهذا لا يؤديه الا لاعب لا يدرك قيمة المسؤولية وضرورة الانضباط طوال وقت المباراة، والتناغم مع بقية الخطوط التي ظهرت مشتتة، وكأن الهلال في ملعب "حواري" الكل يستعرض حسب مزاجه من دون أن يراعي أهمية التفاهم. النصر بالأمس لم يكسب الهلال ويتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد منتظرا الفائز من "ديربي جدة" فقط، ولكنه امتع الجماهير والمتابعين لكرة القدم السعودية وكسب مدربا كبيرا ونجوما شبابا، وشخصية جديدة، وقدرة على السير بالمباريات إلى مايريد، حتى اصبح غزو مرماه صعبا للغاية، وهذا لم يتحقق لولا ان هناك إدارة قوية تباشر كل صغيرة وكبيرة ويخافها ويحترمها اللاعب، ونجوم كبار ومدرب كفء وجماهير تستمد حضورها من ثقتها بمن يرتدي الشعار الأصفر بقيادة "تيجانا الكرة الخليجية" ابراهيم غالب الذي عاد فحضر معه الأداء الجميل، وكان علامة فارقة في وسط "العالمي" ولا يلام زوران لو تغنى به خلال كل مؤتمراته وتصريحاته الصحفية. من يريد الفوز والانتصارات وارتداء ثوب البطل عليه أن يتعلم من روح النصر وقدرته على تجيير كل تفاصيل المباريات لصالحه فهو حتى وأن تقدم الخصم فالرد سيكون قويا ومثمرا عن انتصار يليق بالعطاء الذي يقدمه.