كادت الدوحة ان تشهد خروجاً مريراً وخذلاناً أزرق بعد الخروج العام الماضي في الرياض على يد الفريق المغمور أم صلال الذي رمى ب"الزعيم" خارج المنافسة بعد استهتار ليس له مبرر، سوى ان الهلاليين عندما يفوز فريقهم بنتيجة كبيرة يبدأون بالتعالي على الخصم ويرونه فريقا صغيرا لايجرؤ على الوصول لمرماهم وهذا ماشهدناه اول من امس وسط اداء هلالي مخجل لايمكن ان يقدمه اصغر الفرق في السعودية ولايمت للاداء الهلالي المعروف بصلة، كان هناك اهتزاز في الحراسة وربكة في الدفاع وضياع في الوسط الذي كان لايجرؤ على التحرر من الانانية والاحتفاظ بالكرة وقتل هجمات فريقه فضلا عن البرود في الهجوم الذي هو الآخر كان من الممكن ان يدل جميع الطرق الا الطريق الذي يؤدي الى مرمى الخصم ، ولولا هدفا الفرج اللذان حملا توقيع ياسر القحطاني وعيسى المحياني وسط انهاك من الفريق القطري لتعرض الهلال الى هزة تاريخية بسبب غرور من مدربه ولاعبيه الذين لم يحترموا الخصم وذهبوا الى الدوحة وهم يظنون ان مرمى الغرافة سيحتضن ثلاثة اخرى كالتي شهدها استاد الملك فهد الدولي بالرياض. كان الشرفي الهلالي الامير نواف بن محمد واقعيا بعد نهاية اللقاء وهو يصف الاداء الازرق بالخذلان نسبة الى تلك الروح الغائبة والضياع وسط الميدان، ربما الهلال في مواجهة الغرافة تعرض الى اختبار حقيقي والى امتحان عاصف لم يمر بهما من قبل، فبعد الثلاثية في الرياض بحث عن الاقتراب من المرمى القطري بأي طريقة كانت فلم يستطع الا في وقت كتم الانفاس، لذلك تعرض الى تشتيث انتباه حتى اصبح اشبه بذلك الغريق الذي يشاهد الخطر يحاصره من كل حدب وصوب ولكنه لا يدري كيف ينجو ويهرب الى شاطئ الامان الذي لم ترسُ عليه السفينة الزرقاء الا بعد معاناة وامواج قطرية متلاطمة وفوضى ربما لم يشاهدها اي هلالي منذ تأسيس الفريق. ربما يكون اختبار الدوحة من الدروس التي لابد ان يستفاد منها في المستقبل ولكن مشكلة الهلال ان مثل هذه الدروس والمحاضرات تمر عليه كثيراً ولايستوعبها نتيجة الشعور بالكبرياء تارة والظن بالفوز بأقل جهد تارة اخرى فضلا عن ظن بعض اللاعبين ان مكانة الهلال حتى لو لعب بفوضوية وغطرسة فإنه سيفوز ويصل الى هدفه، ومالم يفيق المدرب واللاعبون والادارة من دروس الغرافة فإن هناك امتحاناً قوياً ينتظر الفريق في دور الاربعة امام الفريق الايراني الذي لن يكون اضعف من الفريق القطري، بل سيكون افضل تحضيرا واكثر سرعة من حيث الاداء والقوة الجسمانية واللياقية البدنية العالية، العمل على بلوغ "العالمية" لن يتحقق بالنوم على وسادة التاريخ والخبرة وتعدد النجوم ولكنه يتحقق باستتثمار الادوات المتوفرة واحترام الخصم قبل كل شيء والتهيئة النفسية الفائقة والبدنية العالية واشعار اللاعبين بأنهم في مهمة وطنية واذا تعرضوا للاخفاق لاسمح الله فلا أحد يعذرهم خصوصا بعد غياب الاندية السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية عن منصة الذهب القارية والمشاركة العالمية وهذا لن يتحقق الا مع محاسبة كل عنصر هلالي لنفسه قبل ان تحاسبه الصحافة والجماهير المتعطشة منذ سنوات للظهور العالمي والتي لاترحم اذا وقع الفأس بالرأس واسقط خريف الهزائم جميع الاوراق! امام الغرافة لم نشاهد اعدادا بدنيا وتهيئة ذهنية وتذكير للاعبين بمفاجآت الكرة، تابعنا اداء تقليدي وروح غائبة، شاهدنا وكأن الغرافة هو الذي فاز في الرياض 3-صفر لذلك لعب بارتياح وهاجم بضراوة ودافع بتماسك، هجومه كان عالي الخطورة، وكان مهيأ في اي لحظة ان يسجل في مرمى حسن العتيبي الذي وان تألق في مباريات الا ان اخطاءه مكلفة جداً، الهلال بكل أسف ذهب الى قطر وكأنه يعيش فراغ اداري، دون ادراك من القائمين عليه ان مهمته الآسيوية تعني البقاء او الرحيل بالنسبة لهم! ختاما على الادارة ان ارادت ظهورا عالميا جديدا ان تحاسب اللاعبين عن كل تقصير ولكن قبل ذلك ان تسلمهم جميع مستحقاتهم واغلاق ملف مبالغ ياسر القحطاني الذي مل منه الجميع واصبح اسطوانة يتداولها الاعلام والجماهير وسط صمت ازرق رهيب لايمكن ان تخفيه المواعيد العرقوبية!