استهداف مكةالمكرمة بصاروخ باليستي من قبل الانقلابيين في اليمن ومن ورائهم إيران أدى إلى موجة غضب عارمة في العالمين العربي والإسلامي ، وكان هذا أمراً متوقعاً؛ فاستهداف البيت الحرام والبلد الحرام في الشهر الحرام أمر جلل اهتزت له أركان العالم الإسلامي ولازالت ، فالمسلمون وإن كانت بينهم بعض الخلافات إلا انهم يضعونها جانباً ويكونون صفاً واحداً عندما يتعلق الأمر بمقدساتهم فما بالنا بأقدس المقدسات بيت الله الحرام. إيران وأتباعها يدّعون الإسلام وفي ذات الوقت يطلقون الصواريخ باتجاه المقدسات الإسلامية، معادلة لا يمكن وضعها إلا في إطارها الصحيح، ان تلك الفعلة الإسلام براء منها ومن قاموا بها لا علاقة لهم بأسس عقيدتنا الإسلامية الصحيحة ولم يعظموا حرمة الزمان والمكان، حيث قال المولى عز وجل في محكم كتابه الكريم "وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" ، هذا الوعيد من الخالق تبارك وتعالى لمن يفكر ولم يصل إلى مرحلة الفعل فكيف بنا بمن نوى وفعل؟ ونبي الهدى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في حديث عن حرمة المسجد الحرام والبلد الحرام (إن هذا البلد حرّمه الله يوم خلق السموات والأرض، ولم يحرّمه الناس، وإن الله جل وعلا لم يحلّه لي إلا ساعة من نهار، وقد عادت حرمته اليوم كحرمته بالأمس، فليبلغ منكم الشاهد الغائب)، وقال صلى الله عليه وسلم : (إنه لا يحل لأحد أن يسفك فيه دماً، أو يعضد فيه شجرة، ولا ينفر صيده، ولا يختلى خلاه، ولا تلتقط لقطته إلا لمنشد)، أحاديث صحيحة صريحة عن تعظيم المسجد الحرام والبلد الحرام أقدس بقاع الأرض عند الله سبحانه وتعالى. إيران وأتباعها لم يمتثلوا لأوامر الحق سبحانه وتعالى وأطلقوا أكثر من صاروخ باتجاه مكةالمكرمة وكأنهم يتحدّون المسلمين في كل مكان بمهاجمة أقدس مقدساتهم، ورد الفعل العربي والإسلامي كان مناسباً، ولكن يجب ألا يتوقف عند حد معين، فليس أكبر من مهاجمة مكةالمكرمة وبيت الله الحرام وجعلهما هدفاً لعبثهم واستهتارهم وضعف عقيدتهم وانحرافها عن العقيدة الإسلامية الصحيحة، يجب فضح أعمالهم أمام العالم أجمع ليعرف أن هؤلاء لا عهد لهم ولا ميثاق، وحتى انتماؤهم للدين الإسلامي تشوبه شوائب لا تعد ولا تحصى.