قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن سياسة الإفلات من العقاب التي تنتهجها الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي تجاه إسرائيل ساهمت في امعانها في سياساتها الاحتلالية تجاه الشعب الفلسطيني بما في ذلك سياسة الاستيطان التي جعلت من عملية السعي إلى تحقيق السلام عملية أبدية بغير نتائج حقيقية واضحة ومثمرة ودمرت آمال الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني. وأشار عريقات في مقال نشر على الموقع الرسمي لمنظمة التحرير، لمناسبة ذكرى مرور مائة عام على وعد بلفور إلى أن تصريحات العديد من المسؤولين الأميركيين حول المستوطنات الإسرائيلية ليست بالجديدة، لكن التصريحات الشديدة اللهجة وحدها لن تقودنا نحو ذلك. وقال: يتوجب على الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما ألا يترك فرصة للسماح لانهيار حل الدولتين. وأضاف: ما نحن بحاجة حقيقية إليه الآن هو إجراءات حاسمة من أجل تحقيق حل الدولتين المتفق عليه دوليا وهو دولة فلسطينية حرة على أراضي 1967 ومساءلة إسرائيل حول التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه وفقا للقانون الدولي إلى جانب تحقيق مبادرة السلام العربية ضمن اتفاق عربي إقليمي لتحقيق السلام. وأوضح عريقات انه من غير الممكن تطبيق حل الدولتين في وجود المستوطنات الإسرائيلية، فدولة ذات سيادة يجب أن تمتلك سيطرة كاملة على أراضيها ومواردها الطبيعية وهذا ما يستحيل تطبيقه في الحالة الفلسطينية في ظل وجود أكثر من 200 مستوطنة غير شرعية على أراضيها. وأضاف: اليوم يقيم أكثر من 600.000 مستوطن بطريقة غير شرعية على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية التي هي عاصمتنا وجزء من أرضنا ووطننا. ومطلبنا لامتلاك سيادة كاملة على أراضينا ليست ضد اليهود في شيء ويتنافى مع الصورة التي يسعى بنيامين نتنياهو إظهارها للعالم بل هي أيضا ضد مشروعية الاستعمار الأجنبي لدولة فلسطين. وتابع: إذا كانت فعلا لدى إسرائيل مساع للإعلان عن مشروع استيطاني جديد بعد أيام معدودة من تسلم دعم مالي بقيمة 38 مليار دولار وهو حصيلة الضرائب الأميركية والتي تذهب لدعم الجيش الإسرائيلي ، فإن ذلك يحدث لأنه لن يعقب هذا السلوك أي نتائج وخيمة على إسرائيل، فالإدانة الشديدة اللهجة لا تثير خوفا أو قلقا لدى حكومة إسرائيلية يمينية. إنما ما يثير قلقها هو التحركات بما في ذلك تحركات المجتمع المدني بقطع العلاقات كاملة مع المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي دولة فلسطين ودول العالم أجمع. كما يشمل ذلك الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن حدود العام 1967 والسماح لمجلس الأمن الدولي بممارسة ولايته في فلسطين. وخلص عريقات إلى القول: لقد بات من الواضح أنه وبعد مرور حوالي 100 عام على وعد بلفور الذي كان نقطة البداية لإنكار حقوق الشعب الفلسطيني ، لم نعد ننتظر تصريحات أو تحذيرات حول نهاية حل الدولتين، بل أننا نذكر العالم بمسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه. وأضاف: الشعب الفلسطيني طرد وشرد بكل قوة وعنف من أرضه ووطنه عام 1948 وعانى ويلات الاحتلال عام 1967 وأجبر على قبول تسوية تاريخية بدولة فلسطينية على أراضي عام 1967. لقد اعترفنا بدولة إسرائيل على أكثر من 78% من أراضي دولة فلسطين التاريخية والذي كان بمثابة أكبر عملية تنازل تمت الموافقة عليها في إطار تحقيق السلام في الشرق الأوسط. إن تبني دولة فلسطين للموقف الدولي آنذاك هو بمثابة اعتراف بحل الدولتين ضمن حدود العام 1967.