ما أن تحرز القوات الشرعية والمقاومة الشعبية في اليمن انتصارات يجسدها التقدم على الأرض والتوجه نحو صنعاء بعد أن يتكبد فيها عسكر المخلوع صالح وفلول ومرتزقة الحوثي المأجورة، حتى تكون المطالبة بهدنة توصف بالإنسانية من المنظمات الدولية، والأممالمتحدة التي يكون مندوبها بعد كر وفر من المحادثات والمحاورات والتنقل من بلد إلى بلد، والوعود التي تأتي على لسان المبعوث بأن الحل قد قرب وأنه تمكن من التوصل إلى هدنة بين الطرفين غير أن وجهات النظر تحتاج إلى وقت يسير، ولكن لابد من هدنة لإغاثة المتضررين من الشعب اليمني الشقيق، وتكون الضغوط على الشرعية بواسطة الإعلام العالمي الذي يطلب منها أن تستجيب للمقترحات التي يمليها الكبار ممن يملكون أن يقدموا ويؤخروا في قرارات الأممالمتحدة، وكذلك مجلس الأمن ولأصواتهم التقرير المنفذ سواء أكان سلماً أم غيره،. الشرعية تستجيب وتحافظ على التنفيذ بدقة لكي توضح الصورة الحقيقية للمتمردين، ولكن المقابل من الجهة الأخرى يخالف ذلك بالاختراقات التي تتوالى من عسكر صالح وعصابات الحوثي بدعم من المسيِّر والموجه لهم (إيران) المزودة لهم بالسلاح والحيل والأفكار، والتي تحقنهم بالضغينة والحقد ضد دول الجوار والمنطقة العربية، وضد الشعب المغلوب على أمره الذي يريد السلام والعيش بأمن وأمان، ولكن الهدنة التي تُقترح وتتناقلها وسائل الإعلام العالمية معتبرة إياها المخرج الأسلم السليم كما يعبِّرون، ولكن ما هي في الحقيقة الا فرصة للمتمردين ومن يدعمهم لأن يعيدوا ترتيب صفوفهم التي تعرضت للهزائم والتشتت، مع استقبال المؤن والذخائر والمرتزقة من (فارس) الحالمة ببسط النفوذ، والدخول في توسيع رقعة التفرقة بين الشعوب العربية، وإشعال أوار الفتنة الطائفية البغيضة والعمل على ألا يكون هناك تقارب أو سلام، لأنها تعلم أن السلام ليس في صالحها حيث إن الداخل يمور ويتحين الفرص للتحرك للمطالبة بما يستحق من الرعاية والعيش كما غيره من الشعوب التي تعيش بسلام، وتعمل للمواطن مؤمنة له الحياة المثلى التي يتطلع إليها، فهي (إيران) من الثورة الخمينية إلى اليوم وطيلة العقود الماضية لم تستقر أو تعمل على التعايش كدولة من دول المنطقة، ولم تُظهر حسن النوايا، بل تعمل على تأجيج نيران الفتن، وتتدخل بصراحة معلنة أنها تتواجد في بؤر كل الفتن وتذكي نيرانها مباشرة بواسطة حرسها الثوري، ومرتزقتها المجموعين من الشتات حيث تغذيهم بالأحقاد وتجرهم إلى ميادين القلاقل والخراب بعيدا عن الروح الإنسانية التي يأمر بها الإسلام الذي يحرم قتل المسلم لأخيه المسلم، والحوار مع الآخر إن جنح للسلم، ولكن المرشد والملالي يتمادون في التطاول بكل عنجهية. الهدنة، والهدنات التي تتوالى، وتفرض على جميع الأحداث في العالم العربي، بدءاً من اليمن إلى ليبيا، ولبنان، وسورية، كلها من إعداد، ورسم وتخطيط من يعملون من أجل تفرقة وتمزيق الكيان العربي لصالح (إسرائيل) سواء اقترحت من دول الغرب أو دول الشرق بواسطة العملاء الذين يدعون أنهم يقومون بدور الصلح والمصالحة ومحاولة العدل في مناقشة الأمور وهم يأخذون تعليمات الموجهين الذين لا يجيدون سوى العمل على خلق المشكلات في العالم، ومن وقع تحت مظلتهم فهو يغوص في بحار التشتت، والعراق المثال الواضح الصريح، وسورية وما تفعله روسيا وأميركا، وما يعلنه الإعلام الغربي من تحامله على الدول التي تبحث عن السلام وتعمل على إحلاله، ومن رفض فإنه يصبح عرضة لتلفيق التهم وخلق قضايا بتكتيك جديد وكأنها ماثلة للتو، وبدعم الوسائل القادرة على توسيع مساحة الدسائس والخدع. خدعة الهدنة هي رسم جديد لتمكين المتمردين من إعادة ترتيب الصفوف، وهذا ما تنبئ عنه الخروقات والعدوان، والمقذوفات على الحدود الجنوبية التي تتصدى لها قواتنا المسلحة وتحبط كل محاولة للنيل من الكيان الكبير، ودول التحالف تعطي لمطالب الأممالمتحدة الأولوية، ولكنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام خروقات المعتدين، فهي بالمرصاد لكل تحرك مشبوه، وستظل مساندة للشرعية حتى يكون النصر بإذن الله لمن ينصره.