سجلّ الحرب مع الانقلابيين في اليمن ما يزال حاضراً، ولم يُرفع، بعد، إلى رفوف التاريخ. وفقرات الهدنات معهم حاضرة في السجلّ حضوراً واضحاً. وملخّص السجل يؤكد أن الانقلابيين لم يحترموا أية هدنة اتفق طرفا الحرب عليها. ما إن تبدأ هدنة حتى يبادر الحوثيون، أو ميليشيا المخلوع صالح، إلى خرقها خرقاً لا لبس فيه. وحتى وهم يخرقون الهدنة تلو الهدنة؛ لا يتورّعون عن اتهام الطرف الآخر بما مارسه هم بأيديهم. إنهم يفعلون كما يقول المثل العربي القديم «رمتني بدائها وانسلّت». يفعلون القبيح ثم يتهمون الآخر بفعل القبيح. وعلى هذا درجوا وحرصوا على أن يكونوا. والهدنة الأخيرة آخر شواهد السجل الذي بدأ منذ أول يومٍ خرجوا فيه على الشرعية اليمنية. ومن خرج على اتفاقات سياسية واضحة شهدتها أطراف إقليمية ودولية؛ لا يمكنه أن يحافظ على اتفاقات عسكرية في خضم المواجهة. الأخلاقيات العسكرية، عبر التاريخ، رسّخت مفاهيم كثيرة للمتهادنين في المواجهات المسلحة. خرق اتفاق أية هدنة، يعني ببساطة مخالفة صارخة للقيم الأخلاقية التي يلتزم بها شرفاء المحاربين. ولكن من يضمن هذه الأخلاقيات مع الانقلابيين الذين جروا اليمن السعيد إلى حربٍ لا يريدها الشعب اليمني المسالم، ولا تريدها دول الجوار، ولا يريدها أحدٌ في العالم، إلا الحوثيون وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح. والهدنة الأخيرة دليل جديد يضاف إلى أدلة سابقة، وحتى من قبل سريان وقت الهدنة بدأ الخرق، وبدأت المخالفات، وبدأت الاعتداءات.. فمن يضمن أن يحترم الانقلابيون هدنة..؟